- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المتهم إرهابي حتى يتبين أنه غير مسلم!
الخبر:
أفادت وسائل إعلام، منها جريدة الدستور وروسيا اليوم، أن الشرطة البلجيكية شنت حملة أمنية واسعة في محطة قطارات بمدينة أنتويرب شمال البلاد، وذلك على خلفية محاولة الهجوم (الإرهابي) الفاشلة في العاصمة بروكسل. وأفاد موقع VTM Nieuws البلجيكي بأن قوات الأمن فرضت طوقا حول منطقة "ستاتي"، بالإضافة إلى نشر القناصة وبإسناد من مروحية.
التعليق:
يبدو أنَّ الجهود والأموال التي تنفق على مؤتمرات حوار الأديان، وسياسات الدمج التي تتبعها الدول الغربية مع المسلمين هناك، لا تؤتي أكلها. وقد يبدو للناظر للأمور للوهلة الأولى، أنَّ هناك خللاً في تركيبة المسلمين الفكرية التي تجعل القتل والدمار يلاحقهم أينما حلُّوا أو ارتحلوا! فها هي بلادهم تحترق بويلات الحروب، ولم تسلم منها بلدٌ إلا ما ندر. وها هم في بلاد الغرب يرفضون التعايش مع مجتمعاتهم، بل ويهاجرون إلى هناك فإذا بالهجمات على المدنيين الغربيين تطل من كل حدب وصوب!
لكنَّ نظرة أعمق تري أنَّ المسلمين هم الخاسر الأكبر وهم الضحية في هذه الحروب كلِّها. وإن كانت قُلعت للغرب عينٌ فقد فَقَدَ المسلمون عيونهم وأموالهم وبنيهم وأعراضهم وديارهم في هذه الحروب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل. ولو نظرنا لبلاد المسلمين لوجدنا أن ثرواتهم منهوبة وبلادهم مستباحة ودماءهم مسفوحة، والفاعل في كل ذلك واحد وإن تعددت الوجوه. فالغرب هو الذي أباد مسلمي البوسنة والهرسك كما أباد الهنود الحمر من قبل، وهو الذي دمَّر العراق وقتَّل أهلها كما دمر الأندلس من قبل وأباد مسلميها. وهو الذي ارتقى بفعل رصاصه مليون شهيد من الجزائر وحدها... فكيف نعجب من ردَّات الفعل الفردية التي تحدث في عقر داره كنتيجة طبيعية لما يفعله في بلاد المسلمين؟ هذا إن سلَّمنا بأن منفذي هذه الهجمات في بروكسل وغيرها هم مسلمون تدفعهم عقيدتهم، وليست عبارة عن مخططات حيكت في دهاليز أروقة المخابرات الغربية، لتشويه الإسلام أو اتخاذها مطية لتنفيذ تدابير أمنية أو مصالح سياسية معينة.
لكنَّ الحاصل أنه - وقد غابت دولة المسلمين، فغاب أمنهم ودرعهم الحامي - صار المسلمون فزاعةً، وصارت مثل هذه الهجمات التي تنفذ في بلاد الغرب، على يد حركات شوهت الإسلام كتنظيم الدولة في العراق والشام وغيره، صارت فزاعة يخوِّف بها الغرب شعوبه، وأوجدت ردَّة فعل عنيفة تجاه المسلمين هناك، هذه الأعمال "المتشددة" كما يسميها الإعلام الغربي توجد ردة فعلٍ عنيفة في أروقة الحكومات ضد المسلمين.
والغرب في سبيل الحرب على المسلمين هناك والتضييق عليهم، لا يترك سبيلاً ولو كان ذلك بالدوس على قيمه ومفاهيمه والتخلي عن القوانين التي طالما تغنى بها وتفضّل بها على المسلمين لأنه من أوجدها. فتيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا صرحت في حزيران/يونيو الجاري أنها على استعداد لتقليص حقوق الإنسان لمحاربة (التطرف). ولا يخفى على عاقل أنَّ (التطرف) عند الغرب يعني الإسلام، والحرب عليه هي ستار للحرب الفعلية على الإسلام والمسلمين، وما اجتماع ترامب بحكام المسلمين الرويبضات في الحجاز واتفاقهم على محاربة (الإرهاب) إلا تأكيد واضح على هذا.
اللافت في الأمر أن ردة الفعل الغربية تجاه هجمة بروكسل أو لندن أو باريس والتي يكون منفذها مسلما، تتسم بالعنف والتهويل مقارنة بردة الفعل على هجمات مشابهة يقوم بها مدنيون غربيون ضد المسلمين هناك كما حصل قبيل أيام في 3 حزيران/يونيو الجاري حيث شهدت لندن هجوما مزدوجا ضد المسلمين في مسجد "فينسبري بارك"، حيث وُصف المجرم حينها بأنه مختل عقلياً ويعاني من مشاكل واضطرابات وتصرفاته غير سويَّة!! وبمقارنة هذه التصريحات بالحملة الأمنية الواسعة التي تقوم بها بلجيكا لأن مغربياً حاول تفجير قنبلة لم تُصٍبْ أحداً وتم قتله قبل تفجيرها، سنعلم مدى الكذب الذي تتسم به حكومات الغرب.
7 قتلى في لندن لم يسترعوا انتباه العالم ولا بكى عليهم باكٍ، أما هجوم "فاشل" كما وصفته حكومة بروكسل فاستدعى حملة أمنية واسعة!! وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
وفي الختام: إنَّ الأمر المؤكد أنَّ المسلمين لا بواكيَ لهم، وهم كالأيتام على مائدة اللئام، متهمون سلفاً بـ(التطرف والإرهاب والإجرام)، وتذهب دماؤهم رخيصة في سبيل حماية مصالح أعدائهم، كل هذا بسبب غياب الإمام الجُنَّة الذي يرعاهم. ولا نحتاج هنا لذكر الأمثلة العطرة من التاريخ على قدسية دماء المسلمين عند خليفتهم، فالأمة باتت تدرك ذلك جيداً وتنتظر اليوم الذي يكرمها الله فيه بالانعتاق من حكامها الرويبضات الذين جعلوا للعدو عليها ألف سبيل لا واحداً. لتستعيد سلطانها، وتثأر لشهدائها، وتنشر رسالة ربها هدىً ونوراً تضيء به المعمورة وتزيل كل حائلٍ بين الإسلام والبشرية فتنعم شعوب الأرض بالأمن والأمان ويحل السلام حقاً لا شعاراتٍ كاذبة ووعوداً زائفة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: بيان جمال
وسائط
2 تعليقات
-
بارك الله فيكم
-
جزاک الله خیرا