- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
المنسلخون من الانتماء لأمتهم!
الخبر:
نشر موقع عكاظ مقالة للكاتب خالد صالح الفاضلي بعنوان: "أتاتورك" وشطب الحرف العربي" يؤيد فيه الكاتب ما قام به مجرم العصر مصطفى كمال من إلغاء الحرف العربي، وسلخ الأمة عن تاريخها وتراثها، حيث يقول في مستهلّ مقالته: "كان خروج (أتاتورك) من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني خيانة للتاريخ - قد -، لكنه - في ذات الوقت - قرار بمثابة سفينة نوح لأمته من طوفان الموروث المكتوب باللغة العربية، في جزئيات التطرف، الكراهية، وتعطيل العقل، فكلما نزلنا إلى عمق الموروث العربي الإسلامي اتسعت أدبيات العداء، التقسيم، التناحر، القمع الاجتماعي، تهميش المرأة، وعدد غير محدود من تشريعات، مقولات، تبريرات تقتل حتى العابد الساجد في بيوت الله".
التعليق:
كثرت هذه الأيام - ومع التحول الفاضح الذي يقوم به حكام السعودية نحو العلمانية -، كثرت الدعوات للانسلاخ من الإسلام وكل ما يتعلق به، بدءاً من مهاجمة الخلافة التي هي نظام الحكم في الإسلام، ومهاجمة الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة، وغيرهما، فتطالعنا الصحف والمواقع الإلكترونية من حين لآخر بمقالة هنا وموضوع هناك يهاجمون فيه نظام الخلافة والإسلام، وكأن أولئك الكتاب كانوا نائمين أو سكارى فاستيقظوا ليروا الإسلام مطبقاً في الحياة، والخلافة حقيقة ماثلة أمام أعينهم فاتخذوا منهما موقف العداء!!
لقد أشاد كاتب المقال بالموقف (الخياني) لمصطفى كمال؛ كما وصفه هو نفسه، الذي هو التحول من الحرف العربي إلى الحرف اللاتيني، أشاد به حين شبّهه بسفينة نوح لأمته من طوفان الموروث المكتوب باللغة العربية، حقاً إنه زمن العجائب أن تُمدَحَ الخيانةُ ويُشادُ بها على الملأ!!
يصف كاتب المقال "الموروث العربي الإسلامي" بالتطرف والكراهية وتعطيل العقل، ويتهمه بـ "أدبيات العداء، والتقسيم، والتناحر، والقمع الاجتماعي، تهميش المرأة،..."، إنه من الواضح أن كاتب المقال لا ينتمي إلى هذه الأمة، مع أن اسمه عربي، وإسلامي أيضاً، والعجيب أيضاً أن يعمم ألفاظ التطرف والكراهية على التاريخ الإسلامي، مع أنها ألفاظ حديثة بمدلولاتها التي أرادها، وجاءتنا دلالاتها من الغرب ليهاجموا بها الإسلام وأنظمته المنبثقة عنه وخاصة نظام الحكم الخلافة، فقيام الكاتب بإطلاقها على موروث الأمة الإسلامية قد سبق به الغرب المعادي للإسلام، وفعل ما لم يفعله أعداء الأمة أنفسهم، فأَنْ تكونَ عدواً لأمتك أكثر من العدوّ الحقيقي نفسه فإنّ هذه والله لإحدى الكُبَر!!
لسنا نتجنى على الكاتب بانسلاخه من أمته وحضارتها وتاريخها وموروثها، بل هو يؤكد ذلك في آخر مقاله بقوله: "وليس أمامنا إلا إغراقها في بحر من التأليف الجديد، والترجمة المتنوعة، وتحفيز صغارنا على تعلم لغة أجنبية رديفة منذ نعومة عقولهم..."، وهو يكشف هنا خبيئة نفسه بدعوته إلى سلخ أبنائنا عن أمتهم، وإلحاقهم بالغرب بالترجمة وتحفيز الصغار على تعلم لغة أجنبية، فهو لم يقف عند حد انسلاخه من أمته ووصف تراثها بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن الغريب العجيب أن يضع مقترحات ليسلخ الأجيال القادمة من أبناء المسلمين عن أمتهم.
ولكننا نطمئن المسلمين وأجيالهم القادمة، أن هذا المقال وغيره... ما هي إلا صرخة في واد، يطلقها الغرب ويدفع المضبوعين بثقافته لإطلاقها لمّا رأى توجّه الأمة نحو الإسلام ونظام الحكم فيه: الخلافة على منهاج النبوة، ورأى الخلافة حقيقة ماثلة أمام عينيه، ولعله رأى أنه ليس بينه وبين عودة المسلمين إلى الخلافة على منهاج النبوة سوى غمضة عين أو انتباهتها، فإن لم تكن اليوم فغداً... وإن غداً لناظره قريب.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
خليفة محمد – الأردن