الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما يؤخذ على رواتب العاملين في السودان أهو زكاة أم جباية مبتدعة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما يؤخذ على رواتب العاملين في السودان أهو زكاة أم جباية مبتدعة؟!

 

 

الخبر:

 

عبر خطاب صادر من الأمين العام لديوان الزكاة، أقرّت الأمانة العامة لديوان الزكاة في السودان، أخذ زكاة من رواتب العاملين، اعتباراً من كانون الثاني/يناير 2018م، بواقع (2.5%) من جملة الرواتب للعاملين بالقطاعين العام والخاص، وذلك بناء على تقرير لجنة الإفتاء بديوان الزكاة، بتحديد النصاب الشرعي لسنة 2018م بـ(تسعة وستين ألفاً وخمسمائة وأربعة وتسعين جنيهاً).

 

التعليق:

 

من المعلوم من الدين بالضرورة، أن الزكاة عبادة، بيّن الشرع كيفية أخذها، ومن هم مستحقوها، ولها شروط وأسباب، ومن شروط الزكاة، أي زكاة المال تحديداً، أنه يجب أن يبلغ نصاباً، ثم يحول على المال حول قمري كامل، فكيف لموظف يأخذ راتبه كل شهر، ويصرفه على التزاماته، أن يكون عليه زكاة مال تؤخذ منه شهرياً؟! فإنه من المعلوم عند كل فقهاء الأمة قديماً وحديثاً، أنه لا تجب الزكاة في المقبوض من الرواتب الشهرية، إلا إذا ادّخره صاحبه، ولم يصرفه، فبلغ نصاباً، ثم حال عليه الحول، ففي هذه الحالة فقط يدفع صاحب المال زكاته، مرة واحدة عند بلوغ الحول، أما ما يصرفه الموظف على نفسه، أو على أسرته، خلال العام، فلا زكاة فيه، لأنه قد صرفه قبل تمام الحول.

 

أما ما يحدث في السودان، فهو من بدع النظام، الذي يريد أكل أموال الناس بالباطل، وحتى يجعلها شرعية، يدّعي زوراً وبهتاناً أنها زكاة، ويأتي بشهداء الزور، من علماء السلطان، ليشرعنوا له بدعته هذه، فإن ديوان الزكاة في السودان، يأخذ المال على غير الوجه الشرعي، ودون ضوابط، بل مجرد جبايات وأتاوات، تفرض على الناس، ثم تصرف على غير وجهها الشرعي، وإنما تصرف على أمور لا علاقة لها بالأصناف الثمانية؛ التي حددها الشرع تحديداً مؤكداً، عندما قال جلّ وعلا في كتابه العزيز: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾.

 

فديوان الزكاة في السودان، هو في حقيقته ديوان للضرائب، وليس للزكاة فيه نصيب؛ تلك العبادة التي هي صنو الصلاة. فكيف لنظام لا يحكم بما أنزل الله أن يكون له ديوان زكاة؟! إنها مفارقة جديرة بالوقوف عندها، فإن ديوان الزكاة في ظل دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، سيكون حتماً ديواناً للزكاة، يعين الفقراء والمساكين، يأخذها بحقها، ويصرفها على وجهها الشرعي.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إبراهيم عثمان أبو خليل

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 09 شباط/فبراير 2018م 01:01 تعليق

    علماء السلاطين كم اضلوا السبيل حسبنا الله ونعم الوكيل

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع