- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي أرهبكم من جنات بيسبالوفا؟!
الخبر:
قامت الأجهزة الروسية باعتقال الأخت "جنات بيسبالوفا" من بيتها منذ شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2017 بتهمة الانتماء إلى حزب التحرير الذي أدرجته روسيا ضمن المنظمات الإرهابية التي تصل مدد العقوبات لعناصرها السجن إلى عشرين عاما وستكون محاكمتها في 16 من الشهر الجاري.
التعليق:
ليست هذه هي المرة الأولى التي تعتقل فيها الأجهزة الروسية نساءً مسلمات بتهمة الانتماء لحزب التحرير ومصادرة المنشورات والكتب التي تعتبرها روسيا تهديدا حقيقيا كما هي الأسلحة المادية، فالوثائق والنشرات التي تحتجزها في بيوت المعتقلين والمعتقلات تتعامل معها الأجهزة الروسية كسلاح خطير ودليل كافٍ لمعاقبة المُتّهمين بحيازة ما يُسمى بتهديد الأمن الروسي، ووفق قانون (الإرهاب) فحزب التحرير يُعتبر ضمن المنظمات (الإرهابية) رغم أنه لا يتبنّى العمل المادي.
وقد كان تصريح فلاديمير بوتين منذ شهور واضحا حينما قال: "إن موسكو لن تسمح أن تتحول روسيا لما يشبه دولة الخلافة" في ردّ على سؤال لمخرج أمريكي، فيما واصل "لن نسمح بتحقيق ذلك، انتبهوا كي لا تصبح واشنطن دولة الخلافة". في محاولة للتحذير والتصدي للخطر الذي يترقب حواضر العالم الغربي. فيما أشار قبل ذلك أن عناصر الأمن الروسي يراقبون الرعايا الروس. وهنا تجدر الإشارة إلى أن نسبة المسلمين الآن تصل إلى 20% من سكان روسيا البالغ عددهم 140 مليون نسمة، فيما توقع باحثون أن يصبح الإسلام الدين الأول في روسيا بحلول 2050.
إن إدراج حزب التحرير ضمن قائمة الأحزاب الأكثر خطورة لترويجه فكرة "الأسلمة العالمية" وبناء دولة الخلافة الراشدة التي ستتحدى بقوتها الفكرية والسياسية والمادية روسيا وأمريكا وأوروبا وكل العالم، هو ما يجعل دول الكفر تجتمع على محاربته وملاحقة أعضائه، ولا يشفع في ذلك أن يكنّ نساءً وأمهاتٍ لأطفال صغار، فروسيا الحاقدة على الإسلام والمسلمين لا يهمّها موقف المجتمع الدولي أو المنظمات الحقوقية والإنسانية أو الاستنكارات الأممية، وقد شاهدنا بشاعة جرائمها في الشام، حيث قتّلت الأطفال والرضّع والنساء والرجال واستعملت الأسلحة المحظورة دوليا وارتكبت أفظع المجازر في حق إخوتنا وأخواتنا في سوريا، بكل عنهجية وتمرد، ومساندة تامة للمجرم بشار، وقد أكد بوتين نفسه أنه لا يدعم بشار بقدر ما يدعم الدولة السورية خشية أن تقام الخلافة على أراضيها.
إذاً، فالخلافة الراشدة وإقامة دولة الإسلام هو الذي يرهبهم، وهو الكابوس الذي يلاحق روسيا ويجعلها تُطارد المسلمين والمسلمات داخل بلادها وخارجها، وتحارب الإسلام عقيدة وأحكاما وأفرادا وجماعات، في محاولة يائسة ـ وإن بدت لهم ناجحة ـ لقطع المدّ الإسلامي الذي يتنامى يوما بعد يوم رغم التفاف كل قوى الشر والكفر ضدّه.
إن ما أرهبهم من العفيفة الطاهرة "جنات" هو هذه العقيدة الصافية النقية التي آمنت بها، فزادتها ثباتا وصلابة وقوة، وجعلتها ترى ضعفهم ورهبتهم رغم ما يملكون من عدة وعتاد، لكنهم ضعفاء وجبناء، لا يثقون في دينهم ولا في مبدئهم وأفكارهم، فيحاربون قوة الفكر بقوة السلطان، لأنهم لا يُدركون أن هذه الفكرة هي سلاح أقوى وأعتى من كل أسلحتهم، فسلاحهم يُدمّر البشر والحجر والشجر ولكنه لا يستطيع أن يُدمّر فكرة الإسلام العظيم، فكرة أن هذا الدين هو الذي سينتصر، فكرة أن الله غالب على أمره، فكرة أن هذه العقيدة هي التي ستبني من جديد دولة وحضارة تدمّر كل بنيانهم.
وإليكِ أختي جنات كل الدعاء بالثبات، فقد أرهبتِهم بشخصك وبفكرك، وبإيمانك بوعد الله وبشرى رسوله e.
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾ [النور: 55]، هذه الآية وحدها كفيلة بأن تبني فينا العزم والحزم، وتزيد منا ثباتا وصلابة لأنهم يُحاربوننا فيها!
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسرين بوظافري