- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أمريكا لا تملك الحق بأن تنادي باسم استئناف السيادة الأفريقية
(مترجم)
الخبر:
أفادت وسائل الإعلام العالمية عن زيارة وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون مؤخرا إلى شرق وغرب إفريقيا، حيث حذر إثيوبيا في زيارته لها من المشاركة الاقتصادية الضخمة الخطيرة للصين مع أفريقيا التي من وجهة نظره "تشجع التبعية" و"تقوض سيادة أفريقيا".
التعليق:
يمكننا أن نلاحظ من خلال الخمس دول المختارة للزيارة في إفريقيا، أن مصلحة وهدف واشنطن الأول والأخير هو تحقيق الأمن، فهي لا تنوي أن تساعد إفريقيا أو استرجاع سيادتها بأي شكل كان من الأشكال. لقد خسرت إفريقيا سيادتها منذ ظهور الرأسمالية وسيطرتها، ولم تستمتع بها آنذاك. ومع وجود الأناشيد الوطنية والعملات والأعلام والأعياد الوطنية في القارة الإفريقية، فهي في الحقيقة ليس بإمكانها أن تمثل السيادة في منظورها الحقيقي.
إن وجود الاستعمار الأوروبي في القرن التاسع عشر كان له دور في إخضاع الدول، والهيمنة السياسية، والاستغلال الاقتصادي، والتمييز العنصري، ثم ساعد في نهاية المطاف على تقسيم إفريقيا بهدف استغلال مواردها الطبيعية مثل المناجم، والمنتجات الزراعية، والمواد الخام، والأيدي العاملة. كما وساعدت في احتلال بعض المناطق الاستراتيجية للاستفادة منها وتجنب مخاطرها، وقد حدث هذا في الأمريكيتين وآسيا.
لقد أثبتت الدول الرأسمالية قدرتها على السيطرة على قدر كبير من الموارد، خاصة أثناء الغزو الاستعماري المادي. فالدول الرأسمالية تستخدم أدواتها كالحكام المحليين بشكل غير مباشر للإشراف على الأوضاع فيستفيد منها المستشارون الاستعماريون مثل سلطان زنجبار، وبوغندا، وسوكوتو وغيرهم ليحققوا ما يبتغونه.
إن ظهور حركات الاستقلال خاصة بعد الحرب العالمية الثانية مصحوبة بشعارات القتال والتحرر التي يقودها منادو الحرية بهدف الحصول على السيادة الوطنية تعتبر من الأمور التي زادت الوضع سوءًا. وفي الحقيقة، إن هذه الحملة الاستقلالية تعتبر خطة واستراتيجية ساعدت كلاً من أمريكا والاتحاد السوفييتي على تسخير أجندة الهيمنة العالمية للسيطرة على المستعمرات البريطانية والفرنسية. وفي ذلك الوقت أصبحت أمريكا هي الدولة المهيمنة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كانت بريطانيا وفرنسا من أضعف الدول والأكثر هزيمة واستنفادا بعد الحرب. كل هذا بالإضافة إلى الاتحاد السوفياتي الذي كان يريد وبقوة متباهيًا بأيديولوجيته الجديدة السيطرة في الساحة العالمية. لقد تبنت القارة الإفريقية وآسيا دعوات الاستقلال على أمل الحصول على الحرية الحقيقية والسيادة فيتخلصون من السادة والدول المستعمرة ولكنهم لم يتحرروا بعد.
ومع الأسف فإن الوضع الحالي للاستعمار الجديد أصبح أسوأ منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، فأمريكا هي المسيطر الدولي، هذا عدا عما تمتاز به بريطانيا وفرنسا وغيرها الآن من نفوذ وقوة كبيرين. واليوم تملي أمريكا سيطرتها وما تريد على كل أمة سواء أكان ذلك في المجال السياسي أم الاقتصادي أم الثقافي أم العسكري. فعلى سبيل المثال نشرت أمريكا قواعدها العسكرية في كل مكان في أفريقيا عن طريق نشر أكثر من 6000 جندي في القارة من غير اكتراث أو اهتمام بالسيادة الإفريقية الوطنية.
إن التحذير الأمريكي المتعلق بالسيادة الإفريقية هو إهانة وسخرية واحتقار للقارة الإفريقية، فلا تملك أمريكا أي حق لإصدار هكذا تصريح. فهي تنظر إلى إفريقيا كحديقة شاسعة للاستغلال ومتى وأينما تريد. ناهيك عن الجانب السياسي حيث تعامل حكامها كعبيد عندها تملي عليهم ما تريده. كل هذا وما زالت تملك الشجاعة على الدفاع والمناداة باسم السيادة الإفريقية!
تحتاج إفريقيا خاصة والعالم الثالث عمومًا إلى عقيدة عادلة ومنصفة تكمن في تطبيق الإسلام تحت ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتوفر الاستقلال والسيادة الحقيقية الصحيحة على عكس خداع الأيديولوجية الرأسمالية الشريرة والمدمرة. نعم، فقد آن الأوان لسطوع فجر الإسلام من جديد فيزيل ما تركته الرأسمالية ودول الكفر من قتامة وظلم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في تنزانيا