السبت، 19 صَفر 1446هـ| 2024/08/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
البوسنة تحيي الذكرى السنوية لمجزرة "سربرينيتسا"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البوسنة تحيي الذكرى السنوية لمجزرة "سربرينيتسا"

 

 

 

الخبر:

 

أحيت البوسنة والهرسك، الأربعاء، الذكرى السنوية الـ 23 لمجزرة سربرينيتسا، التي ارتكبتها القوات الصربية في تموز/يوليو 1995، وراح ضحيتها 8 آلاف و372 بوسنيا.

 

وحضر رئيس مجلس الرئاسة في البوسنة والهرسك بكر عزت بيغوفيتش، الحفل الذي أقيم في بلدة وتوتشاري شرقي البلاد.

 

وخلال الحفل، طالب بيغوفيتش المجتمع الدولي برفع صوته وتوجيه رسالة قوية ضد الانتهاكات التي تعرضت لها بلاده في تسعينات القرن الماضي.

 

وأضاف بيغوفيتش أن العاقل لا يمكن أن يتقبل حدوث مثل هذه المجزرة في القرن العشرين، ووسط القارة الأوروبية.

 

وأشار بيغوفيتش إلى أن الأمم المتحدة "وقفت صامتة واتخذت مواقف سلبية حيال ضحايا مذبحة سربرينيتسا الأبرياء، والفظائع التي مورست ضدهم".

 

وشارك في إحياء ذكرى المجزرة من الجانب التركي، وزير العدل عبد الحميد غل، وعدد من نواب البرلمان التركي. (العرب اليوم)

 

التعليق:

 

لقد ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق المسلمين، إبّان فترة "حرب البوسنة" والتي تسببت بإبادة أكثر من 300 ألف شخص وفق أرقام الأمم المتحدة. وقد بدأت هذه الحرب في عام 1992 عندما تم الاعتراف رسمياً بجمهورية البوسنة والهرسك من قبل الاتحاد الأوروبي وأمريكا، نجم عنه صراع عنيف وحملات إبادة ممنهجة وتطهير عرقي خاصة بحق مسلمي البوشناق في البوسنة الشرقية بالقرب من الحدود مع صربيا، وانتهت في 1995، وذلك عقب توقيع اتفاقية "دايتون" بعد مذبحة سربرنيتسا التي وقعت في 11 تموز/يوليو واستمرت لقرابة الأسبوع حتى يوم 19 من الشهر نفسه، وقد صُنّفت بأنها أسوأ مجزرة شهدتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية نظراً لِكمّ العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.

 

خلّفت مجزرة سربرنيتسا حوالي 8 آلاف ضحية من الفتيان والرجال المسلمين العزّل بعد فصلهم عن أسرهم، ونزح على أثرها عشرات الآلاف من المدنيين، بالإضافة إلى اغتصاب الجيش الصربي لـ30 ألف امرأة مسلمة تحت أنظار المجتمع الدولي وأجهزته متمثلة في منظمة الأمم المتحدة وهي التي أعلنت سربرنيتسا منطقة آمنة تحت حماية قواتها متمثلة بعناصر الكتيبة الهولندية والتي يبلغ تعدادها 400 عنصر.

 

هذه القوات التي لم تتدخل طوال أيام المجزرة لأجل حماية سكان البلدة بل قاموا على العكس من ذلك بتسليم عشرات آلاف البوسنيين إلى القوات الصربية.

 

ما زالت لليوم وبعد مرور 23 عاما تُقام مراسم دفن لعدد كبير من رُفات ضحايا هذه المجزرة الذين دُفنوا في مقابر جماعية، حيث دأبت السلطات البوسنية في ذكرى المذبحة من كل عام على إعادة دفن مجموعة من الضحايا تم التوصل إلى هوياتهم في مقبرة "بوتشاري".

 

بالإضافة إلى تنظيم أنشطة مختلفة ومسيرات شعبية تحيي هذه الذكرى الأليمة في نفوس أهالي الضحايا الذين لم يجدوا لليوم من يأخذ لهم حقهم ويُضمد جراحهم، رغم إشراف منظمة الأمم المتحدة تلك التي تدّعي حماية حقوق الإنسان ونشر السلام.

 

إن هذه المنظمة تُثبت يوما بعد يوم وبعد كل حادثة مُفجعة أليمة تلمّ بالمسلمين في كل مكان، أنها لم تُنشَأ إلا لترسيخ التقسيم بين بلاد المسلمين وبسط النفوذ الغربي فيها وتوغله في كافة مقدراتها دون حسيب أو رقيب.

 

فكم من تقرير كشف تواطؤ قوات حفظ السلام المزعوم التابعة لهذه المنظمة الدولية؟! من مشاركتها بالمجازر في حق المسلمين إلى قضايا التحرش والاعتداء والاستغلال الجنسي!

 

إلى متى سيظل المسلمون يستنجدون بهكذا منظمات وُجدت لتنصر القوي على الضعيف، ولتحمي الوجود اللاإنساني للنظام الرأسمالي الغربي في محاولة منها لترقيع فساده وفشله المُحتّم؟!

 

وما هذه المجزرة البشعة والإبادة العرقية للمسلمين وإحياء ذكراها بمسيرات شعبية وتصريحات نارية دون الوقوف على حيثياتها ودوافعها الحقيقية ومآلاتها الإنسانية، مع عدم محاسبة مرتكبيها وغضّ الطرف عن نتائجها المأساوية، كل ذلك وأكثر دليل على كشف زيف هذه المنظمات الدولية وخاصة تلك التي تدّعي الإنسانية، والدول الغربية التي تُظهر محبتها وخوفها على المسلمين بينما حقدها يظهر جلياً وما تُخفي صدورهم أعظم، بالإضافة إلى كشف دور الحكومات العميلة في البلاد الإسلامية والتي يقتصر دورها دوماً على توجيه الخطابات الرنانة والتنديدات التي لا تسمن ولا تُغني من جوع.

 

متى سننعتق من تسلط هذا النظام الكافر الفاسد بمنظماته ومؤسساته الحاقدة الظالمة؟! ومن عبث هذه الحكومات الذليلة التي استرخصت دماءنا وصمّت آذانها عن استغاثاتنا، بل ورقصت على جراحنا بمد يد العون لهذا الغرب الكافر وإعلانها الولاء والطاعة له ولو على حساب دينها وأمتها؟!

 

فمن أحقّ بحمايتنا نحن المسلمات والذود عن أعراضنا إلّا نظام يتبنى أن المرأة عرض يجب أن يُصان؟ ومن أحقّ بالاقتصاص من جلادينا وقطع أيديهم عن رقابنا إلّا نظام قائم على العدل الإلهي؟

 

إنه النظام الذي لا يمكن تطبيقه إلّا من خلال دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تحكم بشرع ربها فيعم الأمن والأمان الحقيقيان.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رنا مصطفى

آخر تعديل علىالثلاثاء, 17 تموز/يوليو 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع