- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
أطراف الصراع والدمار في اليمن لا تمتلك القرار
الخبر:
نفى الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس ما يسمى بالشرعية في اليمن أن تكون جهود هزيمة الحوثيين قد وصلت إلى طريق مسدود، قائلا إنه لم يندم على الاستعانة بالتحالف بقيادة السعودية للتدخل عسكريا في اليمن.
وقال هادي في لقاء مع بي بي سي من مدينة عدن جنوبي اليمن، إن عملية "عاصفة الحزم" للتحالف بقيادة السعودية من أنجح القرارات التي تم اتخاذها في العالم العربي، إلا أنه اعترف في الوقت ذاته بأن العمليات العسكرية استغرقت فترة أطول من المتوقع. (قناة بي بي سي).
التعليق:
بعد ما يقارب الأربع سنوات من الصراع المسلح بين الأطراف المتصارعة، والتي أدت إلى قتل ما يزيد عن عشرة آلاف شخص، وتشريد ونزوح أعداد كبيرة جداً، ووصول ملايين اليمنيين إلى حافة المجاعة، إذا بالرئيس عبد ربه هادي يصرح بنفيه أن تكون جهود هزيمة الحوثيين قد وصلت إلى طريق مسدود، وكأن الأمر لا يعنيه من رعاية شؤون من ولي أمرهم، والذي لا يهمه إلا العودة إلى هرم السلطة ليواصل خدمة أسياده من الإنجليز.
لقد استخدم عبد ربه هادي على أهل اليمن كل ما من شأنه خدمة المشروع البريطاني، والذي دفعه أهل اليمن من دمائهم وأموالهم، سواءً ما نزل على رؤوسهم من حمم الصواريخ والقذائف وهم في منازلهم أو أسواقهم، أو في القتال الدائر بين قوى الطرفين في الجبهات، لعدم وعي من يتقاتلون أنهم ليسوا سوى وقود حرب ليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل.
كما أن اعترافه بأن العمليات العسكرية استغرقت فترة أطول من المتوقع، ليدل دلالة واضحة على أن الأمر ليس بيده في اتخاذ قرارات العمليات العسكرية، وإنما بيد الإمارات، التي تعتبر أداة بريطانيا في اليمن على المستوى الإقليمي، في مقابل السعودية، أداة أمريكا والتي تريد منها أمريكا ان تشرك الحوثيين في السلطة من خلال حل سياسي يدعم الحوثيين، حيث تضغط الأمم المتحدة وأمريكا لتوقيف العمليات ضدهم في جبهات القتال وخاصة جبهة الساحل الغربي الذي فيه ميناء الحديدة شريان الحوثيين الأهم.
إن تأخر الوقت في حسم العمليات العسكرية مع القدرة على ذلك، يرجع إلى عدم امتلاك أي طرف من الأطراف قراره السياسي بيده، والدليل على ذلك ضربات الطيران لقوات هادي عند تقدمها بدون أن يكون لها الضوء الأخضر، مما يبرهن جلياً على حقيقة الصراع الأنجلو أمريكي على اليمن.
هكذا هم الحكام في عمالاتهم، وهكذا هي الشعوب غير الواعية على رسالتها التي كلفها بها ربها عز وجل، وما دامت بعيدة عن ثقافة دينها، جاعلة أحكام وأنظمة عقيدتها وراء ظهرها، فستبقى خانعة لحكامها الرويبضات، سائرة معهم في خدمة أعدائها، لا يردها عن ذلك إلا وعيها بعلمها أين يكمن رضا ربها عنها، وذلك في فهم وتطبيق رسالة الإسلام عليها، من خلال إقامة كيانها السياسي التنفيذي، وحمل تلك الرسالة للعالم أجمع بالدعوة والجهاد، فيا سعادة من كان لذلك عاملاً مخلصاً.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – اليمن