الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
آن أوان طرد أمريكا من أفغانستان وليس توفير غطاء سياسي لاحتلالها من خلال المفاوضات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

آن أوان طرد أمريكا من أفغانستان

وليس توفير غطاء سياسي لاحتلالها من خلال المفاوضات

 

 

الخبر:

 

في 15 من تموز/يوليو 2018، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" طلب إدارة ترامب من كبار دبلوماسييها البحث في إجراء محادثات مباشرة مع طالبان، وهذا يعد تحولا كبيرا في السياسة الأمريكية في أفغانستان، وذلك على أمل إنهاء حرب دامت 17 عاما، وهذا التحول في إعطاء الأولوية للمحادثات الأمريكية مع طالبان ينبع من إدراك كل من المسؤولين الأفغان والأمريكان أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس ترامب تجاه أفغانستان لم تحدث أي تقدم في استمالة طالبان أو احتوائها.

 

التعليق:

 

منذ عهد إدارة أوباما السابقة، وأمريكا تضغط على حركة طالبان الأفغانية للجلوس على طاولة المفاوضات مع نظامها الدموي الأفغاني في كابول لكي تضمن أمريكا تسوية سياسية لوجودها العسكري في أفغانستان. ومن أجل تحقيق ذلك، وسّعت أمريكا من عمليات الجيش الأفغاني وقامت بعمليات عسكرية لا هوادة فيها ضد المجاهدين الأفغان داخل أفغانستان، بما في ذلك الغارات الليلية سيئة السمعة، كما نظّم الوكلاء الأمريكيون مؤتمرات علمية في إندونيسيا والسعودية، طالب فيها علماء "إسلاميون" مدعومون من الحكومة المجاهدين الأفغان إنهاء الحرب والجلوس على طاولة المفاوضات مع الحكومة الأفغانية، كما استخدمت أمريكا عملاءها في القيادة السياسية والعسكرية في باكستان للقيام بتحركات سياسية واستخباراتية وعسكرية للضغط على طالبان الأفغانية، حتى تخضع للمطالب والمخططات الأمريكية. مع ذلك، وعلى الرغم من كل هذه الجهود والضغوط الأمريكية، ظلت حركة طالبان الأفغانية ترفض باستمرار المفاوضات من خلال النظام العميل الأمريكي في كابول، واستمرت في المطالبة بسحب جميع قوات الاحتلال الأجنبية وإجراء مفاوضات مباشرة مع أمريكا نفسها.

 

إن استمرار حركة طالبان الأفغانية في القتال بدأ يوجد حالة قلق عند إدارة ترامب، حيث إن الحرب في أفغانستان بلغت عامها السابع عشر، وهي أطول حرب في تاريخ أمريكا، وغير مقبولة عندها على الإطلاق، وخلال اجتماع قمة حلف الناتو الأسبوع الماضي في بروكسل، اتفق ترامب مع أحد الصحفيين الذي تساءل عن فكرة أن "الناس قد سئموا" من الحرب الأفغانية، حيث قال: "نعم،... أنا أتفق مع ذلك، أنا أتفق مع ذلك بشكل كبير". لقد شكلت هذه الحرب الطويلة والمكلفة عبئا اقتصاديا لم تعد أمريكا قادرة على تحمله، فالوضع الاقتصادي الأمريكي بات هشاً للغاية ويتعرض لضغط شديد، لدرجة أن أمريكا تضغط على حلفائها في حلف الناتو منذ وقت طويل لتقاسم المزيد من العبء المالي لحلف الناتو، ولدرجة أن أمريكا بدأت حربًا تجارية مع الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، وقد اتُهم حلفاء سابقون بعدم الإنصاف مع أمريكا في التجارة مرارا وتكرارا، حيث قاموا بتجاهل قواعد منظمة التجارة العالمية وتطبيق السياسات الحمائية ووضع الرسوم على الواردات.

 

من الواضح أن أمريكا هي في أضعف حالاتها السياسية والاقتصادية والعسكرية في زمن بسط هيمنتها على العالم، وهذا سبب اضطرار واشنطن لقبول مطالب قوة صغيرة مثل حركة طالبان الأفغانية، فإذا كانت هذه القوة الصغيرة قد أجبرت أمريكا على الركوع، فإن باكستان لأشد قدرة. لذلك لقد حان الوقت لأن ينقض المخلصون على عملاء أمريكا داخل القيادة الباكستانية ويقدموا الدعم الكامل لأشقائهم المجاهدين الأفغان، حتى يتم معالجة السبب الجذري للاضطرابات في منطقتنا، أي الوجود الأمريكي، واستعادة الأمن والأمان لمنطقتنا، ويمكن القيام بذلك بسهولة إذا أعطى المخلصون في القوات المسلحة الباكستانية النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وحينها سيقوم الخليفة الراشد بحشد طاقات الأمة لطرد أمريكا، وحالة الضعف التي تمر فيها أمريكا ستكون عاملا مساعدا على دفنها. ﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شاهزاد شيخ

نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع