الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
متلازمة ستوكهولم والدول العميلة!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

متلازمة ستوكهولم والدول العميلة!

 

 

 

الخبر:

 

أعداء الأمة يغرقونها بالفتن والشهوات، حتى أصبحت ممزقة، وهي لا تزال تتابع وتصفق وتحاور وتختلف وتغرق أكثر فأكثر...

 

التعليق:

 

تعرّف متلازمة ستوكهولم على أنّها حالة نفسية تدفع المصاب بها إلى التعاطف أو التعاون مع الشخص المضطِهد، فيبدي الشخص ولاءه للمعتدي، فإنّه عند وضع شخص أو مجموعة من الأشخاص في موقف معين لا يملكون فيه القدرة على التحكّم بمصيرهم، ويشعرون فيه بالخوف الشديد من التعرّض للأذى، ويظنّون أنّ السيطرة تكمن في يد الشخص المضطهِد لهم، فيفكّر هؤلاء الأشخاص بطريقة للنجاة قد تتطوّر إلى استجابة نفسيّة تتضمن التعاطف والمساندة مع المضطهِد.

 

هذه الظاهرة لو نظرنا إلى عالمنا اليوم وبالتحديد الأمة الإسلامية لرأيناها تعمم على أمتنا الإسلامية التي تقع رهينة بيد الأنظمة العميلة الوضعية، والتي من خلالها يفسر البعض تعاطف بعض الشعوب مع هذه الأنظمة القائمة اليوم ويبرر لها ويدافع عنها، فلا يخفى علينا رؤية المرض المتورم الواقع على أمتنا الجريحة لداء الخيانة وجراثيم العمالة وتبعية الدول العميلة للغرب والتي باتت متلازمة كتلك التي يطلق عليها اسم "متلازمة ستوكهولم" وكيف أن تلك الشعوب متعاطفة مع الجلاد، والذي أفرزته خيانات العملاء في الثورات "الربيع العربي" الذي أقنع الشارع بأن التحرر مرادف للموت والدمار، وأن الاستقلال عن الغرب يُوَلِّدَ الجهل والفقر والفناء، فيما الدول المستعمرة مستمرة باضطهاد المسلمين ونهب ثرواتهم ومواردهم.

 

فإذا استعرضنا مواقف ما يسمى بالمعارضة فسنرى العجب! حيث أصبح "تحسين شروط العبودية" موضة قديمة، وأضحى بيع النفس في سوق العمالة والخيانة لا يجلب دخلا يتلاءم مع ارتفاع أسعار القصور والعهر والفجور، ولا بد من بيع الشعوب والمبادئ والمقدسات!

 

بالفعل لا يوجد أحط من الحكام وأوساطهم في البلاد العربية، ولقد رأينا كيف استُقبل ترامب بأرض الحرمين الشريفين، وكيف استقبل السيسي في فرنسا، وكيف استقبلت "المعارضة" السورية مؤخرا في روسيا...

 

ونحن عبر الوسائل والمواقع وشاشات التلفزيون نرى هذه الهجمات الشرسة من أعداء الله ورسوله r، من الشيوعية المادية الملحدة، والصهيونية العالمية الماكرة، والصليبية الجديدة الخادعة، وغيرهم من العملاء والأذناب الذين يلعبون في أشهر الملاعب الدولية، ويرقصون على أشهر وأرقى المسارح العالمية، ويترنحون بين الشيوعية والصليبية والصهيونية، ويبررون للديمقراطية والمدنية والعلمانية ويأتون بمصطلحات جديدة حتى بات تغيير المفاهيم الإسلامية، وليّ أعناق النصوص سمة ثابتة لديهم!

 

ونحن ما زلنا نتابع ونصفق ونحاور ونختلف ونغرق أكثر فأكثر، نتخبط ذات اليمين وذات الشمال، وعدونا اللدود باسط إلينا ذراعيه بالفتن والشهوات، حتى أصبحنا ممزقين فيما بيننا لا مبدأ يجمعنا ولا عقيدة ترفعنا ولا فكرة توحدنا.

 

إنها حقيقة مؤلمة أصابت الأمة الإسلامية في مقتل، وأنزلت بها عدداً من الكوارث والبلايا، التي لا تصيب الأمم إلا إذا تخلت عن منهج الله تعالى، ووقعت في التبعية الذليلة لأعداء الله تعالى ورسوله، وسلمت القيادة لغير من يستحقها، وتخلت عن رسالتها، التي ابتعثها الله تعالى من أجلها.

 

فوالله إن هذا الشلل الذي نحن عليه الآن؛ الشلل المعنوي والفكري، في جميع أجهزتنا الفكرية والأخلاقية، وملكاتنا النفسية، ومواهبنا الشخصية، وطاقاتنا العقلية، والعملية والعلمية، هو الذي جعلنا في عجز عن الحراك الصحيح نحو تحقيق أهدافنا، وتأكيد وجودنا، وإثبات ذاتنا...

 

إن من يدرك ويعي ما يخططه أعداء الإسلام والمسلمين، من الكيد لأمة الإسلام وللنيل منها، عليه أن يصرخ وأن يتكلم ولا يخاف في الله لومة لائم، فلا أنظمتهم ولا قوانينهم ستنفعكم، نحن الآن أمة ذليلة، أمة مهانة، أفيقوا يا خير أمة أخرجت للناس.

 

أتعجبكم سدودهم وحدودهم؟ أتعجبكم أفكارهم المنحطة؟ ماذا أنتم مستفيدون؟ المال والسلطة؟ أم الحياة التي لا شكل ولا نظام ولا لون لها؟!

 

فلا ولن تتحرر بلادنا دون أن نطهرها من زمرة الحكام وزبانيتهم وعملائهم الذين سدوا كل منافذ التحرر والانعتاق، وجعلونا في سبات لا نعلم ولا نعي إلا أن نبحث عن لقمة العيش وغلاء المعيشة.

 

ولن تقوم لهذه الأمة قائمة ما بقي فيها من يقول "لدينا قيادة عسكرية في مصر زي الذهب" أو من يقول "لا نسعى لتغيير النظام بل لإصلاحه" أو من اتخذ من "التوافق" مع الكفرة والعملاء ديناً يطلب منه الرشاد والخلاص!!

 

نعم، لقد آن الأوان أن تعودوا أيها المسلمون إلى شريعة ربنا، وأن تعودوا إلى سنة نبينا، وإلى القرآن دستورها، وأن تشعلوا الإيمان المخدر في القلوب الغافلة، وتغرسوه في الأجيال الصاعدة، لنكون أهلاً لحمل رسالة الإسلام والهدى، ولنبلغ مبادئها لكل العالمين، فلا بد لنا من هذه العودة الصادقة الجادة، ولا بد لنا كذلك من اتخاذ الأسباب الموصلة إليها، الهادية إلى طريقها، وها هو حزب التحرير لم نره إلا باسطا ذراعيه ليضم كل الأمة ويحمل على عاتقه شؤونها ورعايتها والارتقاء بها لينال مرضاة الله وهي أسمى الغايات.

 

﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

دارين الشنطي

آخر تعديل علىالأحد, 12 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع