الأربعاء، 04 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الكوليرا في اليمن ليست هي أصل الداء

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الكوليرا في اليمن ليست هي أصل الداء

 

 

 

الخبر:

 

تحذيرات جديدة صادرة من منظمات دولية عاملة في اليمن من أن هناك موجة جديدة من وباء الكوليرا في البلد، قد تكون هي الموجة الثالثة من الوباء ستظهر في اليمن.

 

التعليق:

 

بهذه المؤشرات الكارثية التي تتحدث عنها المنظمات بما يوحي وبكل أسف شديد بأن اليمن قد صار موطناً لتلك الأمراض والأوبئة، وأن عدد الحالات المقدرة للإصابة بالمرض سيصل المليون حالة!!

 

قطعا إن تلك المنظمات لا تملك أدنى قدر من النزاهة أو الموضوعية ناهيك عن المصداقية، في اعتقادي إن تلك المنظمات وبحديثها المتكرر عن انتشار وباء الكوليرا في اليمن لها أهداف سياسية تخدم أحد أطراف الصراع خاصة الحوثيين الذين تدعمهم أمريكا، وهي أيضاً تريد سرقة الأموال المجموعة للشعب من قبل الأمم المتحدة ثم تنفقها كما تشاء وتأكلها باسم الشعب ومكافحة الأمراض، ثم إن مثل تلك التصريحات التي نسمعها بين الفينة والأخرى هي في الأساس بغرض الاستهلاك الإعلامي وتلبي حاجة المنظمات ورغبتها في الظهور عبر وسائل الإعلام والتباكي المزيف وذر الرماد في العيون لتشارك في تحسين صورة الغرب المستعمر أمام أهل اليمن والعالم.

 

تلك التصريحات واللقاءات والمؤتمرات الصحفية الصادرة من تلك المنظمات لا تعدو عن كونها حديثا حول قمة رأس جبل الجليد فقط بالنسبة لما يجري ويحصل في الواقع من مآسٍ، وبنظري فإن الكوليرا في اليمن لا تمثل إلا جزئية بسيطة من جزئيات المآسي والآلام والأوجاع المتعددة المتنوعة فيه، وأن هناك حشداً عظيماً من المصائب والكوارث والأخطار تتقزم أمامها الكوليرا وأشباهها يعانيها البلد منذ أكثر من ثلاث سنوات.

 

وفي خضم الصراع الإنجلو أمريكي الذي هو أس الداء وأصل البلاء في اليمن حيث انهار فيه كل شيء وخسر فيه اليمن وأهله الكثير من الدماء التي سفكت والأرواح التي أزهقت، فضلا عن الانهيار التام للعملة وإقدام فرقاء الصراع في اليمن على قطع رواتب الموظفين؛ الأمر الذي انعكس سلبا على لقمة عيش الناس، فضلا عن غلاء الأسعار وارتفاعها للحاجات الأساسية وغير الأساسية حتى صار شبح المجاعة يهدد الكثير من أبناء البلد، كذلك الموانئ والمطارات والجسور والطرق والمدارس والجامعات والبنى التحتية لم تسلم من أذى ما يسمى بالتحالف العربي وكذلك أذى الفرقاء المحليين المتصارعين، بالإضافة للحصار المفروض والعقاب الجماعي الذي طال المدن وساكنيها من جراء ممارسات الفرقاء من أبناء البلد، حتى أبسط الخدمات كالسفر والتنقل حيث قطعت الطرق الرئيسية بين المدن بأيادي الفرقاء واضطر المسافرون لتجشم عناء السفر ومشقته عبر الطرق البديلة ومن خلال الدروب الضيقة والجبال والأودية بشكل غير مألوف أو مسبوق!!

 

هذا هو واقع الأمر الرهيب المعايش في اليمن والذي تتعامى وتتغافل عنه المنظمات الإنسانية ولا تشير إليه أو لبعضه لا من قريب ولا من بعيد إلا هنات.

 

ولكن الحقيقة التي تغطيها المنظمات بحشد من القشور هي أن اليمن قد أصبح ضحية صراع مرير بين كلٍ من أمريكا من جانب وبريطانيا من جانب آخر ولكن بأيادٍ محلية وإقليمية، وأن الحرب اليمنية حالياً تحمل من الأبعاد والبصمات الدولية التي لا يمكن أن تخطئها عيون الواعين والمخلصين من أبناء هذه الأمة، فالبعد الأول هو ما يخص أمريكا فهي تسير باتجاه فرض معادلة جديدة في اليمن والمنطقة وذلك عبر دورين ظاهرهما الاختلاف، فالدور الأول يناط بإيران وأتباعها الحوثيين والدور الآخر متروك للسعودية، وبأي شكل من الأشكال فكلا الدورين يصبان في مصلحة أمريكا، والبعد الثاني للصراع في اليمن من نصيب بريطانيا صاحبة النفوذ القديم في اليمن والمتآكل إلى حدٍ ما، وهنا يأتي دور الإمارات من خلال الدعم المقدم لما يسمى بالشرعية التابعة لها فضلا عما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي السائر في فلكها وكذلك جناج علي صالح بقيادة طارق ابن أخيه.

 

هذا هو حال اليمن؛ شقاء وعناء وضنك وضياع للبلاد والعباد جراء الصراع الاستعماري الدائر فيه خدمةً للكفار المستعمرين من خلال دمى آثمة داخل البلاد تحركها دول الضرار الإقليمية عربا وعجما، ولا خلاص ولا نجاة من طوفان الكافر المستعمر وأدواته إلا بالاعتصام بحبل الله المتين ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، والعمل الجاد المجد للتغيير الحقيقي مع الفئة الواعية المخلصة من هذه الأمة، فيا أهل اليمن! عليكم باللحوق بركب العاملين لإعزاز هذا الدين بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ومبايعة خليفة للمسلمين صمام الأمان «إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

صلاح السقاف – اليمن

آخر تعديل علىالأربعاء, 15 آب/أغسطس 2018

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع