الثلاثاء، 03 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الدعوة الصحيحة للإسلام هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية من التجوّل في ظلام الأنظمة الوضعية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدعوة الصحيحة للإسلام هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ البشرية

من التجوّل في ظلام الأنظمة الوضعية

(مترجم)

 

 

الخبر:

 

توصلت دراسة حديثة إلى أن أقل كمية من الكحول سيئة ومضرة لصحتك.

 

وتكشف دراسة "العبء العالمي للأمراض" أنه على الرغم من أن المشروبات المعتدلة قد تحمي من أمراض محددة - لا سيما أمراض القلب الإقفاري ومرض السكري - فإن التأثير الإيجابي يتم تعويضه بالكامل "بالمخاطر المصاحبة للسرطانات، التي تزداد بشكل رتيب مع الاستهلاك".

 

هذه الدراسة التي نُشرت هذا الأسبوع في مجلة لانسيت، وهي واحدة من أهم الدراسات حتى الآن، وفقا للباحثين نظرا لاتساع نطاق بياناتها.

 

نظر الباحثون إلى بيانات من 195 دولة وإقليماً بين عامي 1990 و2016 من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و95 عامًا والذين لم يشربوا على الإطلاق أو تناولوا مشروبًا مرة واحدة فقط في اليوم.

 

وكتب الباحثون "مستوى الاستهلاك الذي يقلل من الخسائر الصحية بسبب تعاطي الكحول هو صفر".

 

وأضافوا "تشير النتائج بقوة إلى أن سياسات مكافحة الكحول ينبغي أن تهدف إلى خفض إجمالي الاستهلاك الكلي للسكان". المصدر: يورو نيوز

 

التعليق:

 

على مدى سنوات، سُردت لنا رواية بأن الكحول، خاصة النبيذ الأحمر، بجرعات صغيرة يحدث تأثيرًا إيجابيًا على صحة الإنسان.

 

جادل العلمانيون البعيدون عن الدين برأيهم فيما يسمى بالحقيقة بينما انتقدوا المسلمين للحظر الصريح لاستخدام الكحول في الإسلام. بعض المسلمين عندما يواجهون مثل هؤلاء المنتقدين يحاولون تكييف حججهم بحسب الآية التالية من القرآن الكريم: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا﴾ ويجادلون بأن الله في هذه الآية يذكر صراحة فائدة الكحول.

 

إظهار تلك المنفعة والإصرار على الضرر المطلق للكحول يؤكد مرة أخرى الحقيقة الواضحة لنقطتين:

 

1. ليست هذه هي المرة الأولى التي يتغير فيها الموقف تجاه شيء ما أو ظاهرة في ظل نظام يجعل الإنسان يتغير جذريا إلى أنظمة معاكسة: من إيجابي إلى سلبي أو من سلبي إلى إيجابي. إن عدم وجود توجيه واضح يجبر أتباع المبدأ الرأسمالي على التنقل المستمر أثناء البحث عن حلول صحيحة لمشاكل المجتمع والأفراد.

 

واسمحوا لي أن أذكر مثالا واحدا فقط. ففي عام 1952، اتُّهم عالم الرياضيات وتحليل الشيفرات الشهير آلان تورينج، مخترع "آلة تورينج"، اتهم بالمثلية الجنسية، ولأنها كانت جريمة جنائية في بريطانيا فقد أجبر على الخضوع للإخصاء الكيميائي. ما أسفر عن استقالته من مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وربما أدى لاحقا إلى انتحاره.

 

ومع ذلك، وفي عام 2009، في أعقاب حملة على الإنترنت، قدم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون اعتذارًا رسميًا نيابة عن الحكومة البريطانية عن "الطريقة المروعة التي عومل بها". ومنحته الملكة إليزابيث الثانية عفوًا بعد وفاته في عام 2013.

 

اليوم كونها جزءاً مما يسمى الأقليات الجنسية، تعتبر حماية حقوق الأقليات في الغرب علامة على التقدم. إن حماية حقوق المثليين هي حجر الأساس لجميع الإصلاحات التي يروج لها الغرب في البلدان النامية، وخاصة في العالم الإسلامي.

 

هذا هو جوهر الأنظمة التي وضعها الإنسان، حيث أصبح ما حُرّم بالأمس مسموحًا به اليوم، بل وحتى إلزاميًا، مما أجبر البشرية على التنقل في الظلمات والافتراضات الخاصة.

 

2. يثبت هذا الاكتشاف مرة أخرى للمسلمين التلاعب في الأوامر والمحظورات من خلال ما يسمى بالاكتشافات والحقائق العلمية. لقد شهدنا جميعاً حالات عندما تحولت الدعوة للإسلام إلى دعوة للتأثير الإيجابي للصحة 5 مرات في الصلاة والصوم وغيرها من أحكام الشريعة.

 

إن محاولات بعض حملة الدعوة جعل الإسلام جذابا للناس تؤدي في كثير من الأحيان إلى التواء النصوص الشرعية.

 

على سبيل المثال، في الآية حول تحريم القمار والخمور، لا تعني المنافع المذكورة فيها فائدة للصحة.

 

يقول الطبري المفسر الشهير في تفسيره لهذه الآية إن المنفعة المذكورة تعني المنفعة المادية التي يكسبها الناس من القمار وبيع الخمور.

 

يؤدي خطاب المنفعة من أجل الصحة في تطبيق أحكام الشريعة إلى تغيير النقاش إلى الطريقة الخاطئة، والتي تحوّل الدعوة إلى الإسلام بمثل هذه الشروط، وبالتالي فإن هذه الدعوة لا علاقة لها بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. إن الرسول محمداً صلى الله عليه وسلم هو أفضل حامل دعوة وأفضل مثال في الدعوة، وهو لم يناقش أبدا صحة الإسلام من خلال الاكتشافات العلمية.

 

ونتيجة لذلك، إذا أردنا أن نوجد في الأمة الإخلاص وجيلاً يخشى الله، مثل جيل المسلمين الأوائل، وإذا أردنا أن ينتشر الإسلام بنفس طريقة القرون الأولى من الإسلام عندما يُقبل الناس أفواجا على الإسلام، فإننا ملزمون باتباع طريق النبي صلى الله عليه وسلم دون الحيد خطوة عنه.

 

الإسلام ليس بحاجة إلى إثبات صوابه من خلال الاكتشافات العلمية المتغيرة. الإسلام لديه أدلة عقلانية خاصة به على وجود الخالق، ورسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقدسية القرآن الكريم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

فضل أمزاييف

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوكرانيا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع