الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحق أولا، ثم رضا الناس (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحق أولا، ثم رضا الناس

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس التركي ورئيس حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع لرؤساء مجالس حزب العدالة والتنمية: "سنقنع شعبنا بأخلاقنا وموقفنا وتواضعنا وخدمتنا ومشاريعنا ورؤيتنا". "السياسة هي الفن الذي يجعلك محبوبا عند الناس، لا أن تصبح مكروها". (وكالة الأناضول، جريدة مليات، 2019/01/11م)

 

التعليق:

 

في المقالات السياسية للملوك، كُتب التعبير التالي: "ليكن عملك أفضل من كلمتك. فبالتأكيد، الكلمة اللطيفة دون عمل، ستؤدي إلى العصيان".

 

السمة العامة لحكام المسلمين، والتي أصبحت أكثر وضوحا؛ استندت السياسة إلى كلمات خيالية، وتضخيم للأفعال، وعكس الحقائق. وبالتأكيد ليس من المستغرب أن يكون أردوغان في مقدمة أولئك الذين يستخدمون هذه الأكاذيب. كان الفوز في جميع الانتخابات لمدة 17 عاماً ممكناً بسبب التعابير اللفظية التي استخدمها أردوغان.

 

وهناك من جديد، أي قبل أيام من الانتخابات، أخذ أردوغان الذي حذر حزبه من هذه القضية، يلخص الكلمات التي استند إليها في سياسته "السياسة هي الفن الذي يجعلك محبوبا عند الناس".

 

كلا! فالسياسة هي الفن الذي يحكم الناس بالفكر. لكن للأسف، وبسبب حقيقة أن الحكم في العالم اليوم يتشكل وفقاً للفكر الرأسمالي، لا يرى الحكام ضرراً في عدم ترك أي طريق غير مطروق من أجل ضمان نفوذهم وتوفير ما يؤدي لاستمرار سلطتهم، حتى لو كان من تلك الأساليب مداهنة الناس.

 

في العالم الإسلامي، يُخدع المجتمع من خلال حكمه بأفكار كالديمقراطية والرأسمالية التي تعتبر غريبة عن المسلمين، وخاصة من خلال اللعب بمشاعر المسلمين. إن الأشخاص الذين يمزجون سمّ الديمقراطية مع الخطابات الإسلامية ويعرضونها على المجتمع، ويبدون حسنة النية، لا يقلقون على الحق، ولا على الشعب.

 

أولئك الذين زرعوا شوكة الديمقراطية في تراب الأمة ويعملون على ضمان ازدهارها، ارتكبوا أكبر اضطهاد لهذا المجتمع، ويريدون منا فوق ذلك أن نحب هذه الشوكة ونحميها. أولئك الذين ينشرون كل أنواع الفتن، والإفساد، والشرور، والاضطهاد والطغيان في الأمة من خلال سياسات هذا الفكر، ويحاولون أن يقربوا أنفسهم للناس من خلال تلميع هذا الفكر القبيح بإنشاء المتنزهات والحدائق والأعمال العامة البسيطة التي أقاموها.

 

هذا ملخص مشاريعك ورؤيتك وأخلاقك ومواقفك:

 

عدم رؤية أي ضرر في جميع أنواع الشراكات والتعاون الاستراتيجي مع أعداء الإسلام والمسلمين ضمن سياستكم...

 

لا تشعرون بالعار عند تسليمكم مئات المليارات من الدولارات التي جمعتموها من الأمة، إلى جماعات الضغط كل سنة...

 

لا تخجلون من تلويث العقول النقية بالديمقراطية والعلمانية، من خلال تغيير نظام التعليم باستمرار...

 

دفع المجتمع إلى حافة الولوج في النار من خلال دفعه إلى الربا الذي حرمه الله...

 

توليد دخل ضخم من خلال الترويج ونشر القمار والخمور من كل نوع...

 

فتح الباب أمام جميع أنواع الفواحش من خلال نشر الزنا والبغاء بكل أشكاله تحت مسمى الحرية...

 

علمنة النظام التعليمي أكثر فأكثر، مما يؤدي إلى ظهور شباب ملحد كافر...

 

مساعيكم لتحبيب الناس بكم عبر خداعهم ببيانات إحصائية مزيفة، في حين إن مئات المسلمين الأبرياء هم ضحايا لسلطتك الاستبدادية، الذين يسجنون فقط لأنهم قالوا ربنا الله، هو الاضطهاد في الحقيقة ولا شيء إلا نفاق في نظر الناس. ما يطلبه الناس منك هو أن تحببهم بنفسك عبر قول الحقيقة. وهكذا "أن يكون الحاكم على الطريق الصحيح الصادق، أفضل من أن يحقق الغنى والرفاهية في فترة زمنية معينة".

 

إن سياسة المسلمين قائمة على أساس الدفاع عن حكم المجتمع بفكر صحيح. لا بصناديق الاقتراع التي توضع أساسا لضمان سلطتك، والتي من خلالها تتملق الشعب من أجل المصالح. إن الشيء الصحيح الذي يجب القيام به هو تقديم الحقيقة أولاً وفق المقياس الذي أمرك الله به، ومن ثم خدمة الشعب.

 

إن الأشياء التي تقوم بها في هذه الحياة الدنيا لإثبات نفسك للناس من أجل استمرارك في السلطة، بإمكانها أن تكسبك بعض الاهتمام. لكن هذه التهويلات التي تنافي الحق والحقيقة، ستصيبك بخيبة أمل في الآخرة. علي رضي الله عنه "اعتاد أن يستعيذ بالله من لسان كثير الكلام، وقلب لا يخشع وعمل لا ينفع". للأسف، فإن خطابات وقلوب وأفعال حكام اليوم تختلف من واحد لآخر. وإن الحاجة اليوم بالتأكيد إلى الانفضاض عن الحكام الذين يحاولون أن يقربوا أنفسهم من أصحاب الأفكار الخرافية، وإقامة النظام الذي سيحبه الله والمؤمنون، حيث يحكم الحكام بالحق. وهذا أمر لازم لإيماننا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد سابا

آخر تعديل علىالسبت, 19 كانون الثاني/يناير 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع