- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
عمران خان يخون الأمة الإسلامية
الخبر:
راوغ رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عندما سئل عن احتجاز الصين لمليونين من المسلمين في تركستان الشرقية، وكان هذا عندما سألته الفاينانشال تايمز عن الجهود الصينية للقضاء على ثقافة الإيغور والممارسات الدينية الإسلامية، حيث قال خان "بصراحة، لا أعرف الكثير عن ذلك".
التعليق:
إنّ جهل خان عما تقوم به السلطات الصينية بشأن معاملة المسلمين الإيغور ليس كذباً فقط، ولكنه أيضا يتناقض بكل وضوح مع شعاره حول تحويل باكستان إلى دولة إسلامية مثل دولة المدينة المنورة، وليست هذه المرة الأولى التي يتجاهل فيها خان - عن قصد - محنة الإيغور. ففي كانون الثاني/يناير 2019، عزف خان نغمة مماثلة على محطة التلفزيون التركية TRT وقال إنه "لا يعرف الوضع الدقيق"، وفي المقابلة نفسها، سارع خان إلى إبداء الامتنان للقيادة الصينية وقال "لقد كان الصينيون مصدرا للهواء النقي لنا".
من الواضح أن بكين اشترت صمت خان بشأن اضطهادها للمسلمين الإيغور من خلال مليارات الدولارات المستثمرة في ممر الصين الباكستاني الاقتصادي، ومن خلال المبيعات العسكرية لباكستان. وقد خضع خان أمام الأموال الصينية بشكل كامل خلال حفل وضع حجر الأساس لمجمع بلوشستان الصحي في كويتا هذا الأسبوع. وفي هذه المناسبة، أشاد خان بالمشروع وطمأن البلوش إلى عدم القلق بشأن النفوذ الصيني المتزايد في المنطقة، وكان لدى البلوش كل الحق في أن يكونوا قلقين بشأن الانتشار الصيني الواسع في بلوشستان، والذي يهدد بتهميش حقوقهم وخنقهم.
لم يكن عمران خان الوحيد الذي يغض الطرف عن معاناة المسلمين في المنطقة. ففي الرابع من كانون الثاني/يناير 2019، لحق صاحب زادا محبوب سلطان الوزير الاتحادي للأمن الغذائي والبحث، لحق بعمران خان، حين احتفل مع السفير البورمي في إسلام أباد بيوم استقلال ميانمار، وشارك في حفل تقطيع كعكة الحلوى بهذه المناسبة. ألم يعلم سلطان أن الطغمة البورمية قد انخرطت في حملة مطولة لإبادة مسلمي الروهينجا وطردوهم من بلدهم؟! إن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها حكومة ميانمار موثّقة وليست خافية عن أحد، لكن حكومة خان لم ترَ أي ضير في عناق جزاري الروهينجا.
وفي شباط/فبراير، أفصح وزير الخارجية شاه محمود قريشي، أفصح عن سياسة باكستان طويلة الأمد تجاه كيان يهود، وأعرب عن رغبة بلاده في تطبيع العلاقات مع كيان يهود، فقال قريشي: "نتمنى كل الخير (لإسرائيل)، ولدينا العديد من الأصدقاء في المنطقة، ونود منكم الانضمام إليهم". أما برويز مشرف، وهو المهندس الرئيسي للسياسة الخارجية الباكستانية بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، فقد ردد كلام قريشي ودعا إلى إيجاد علاقات أفضل مع كيان يهود. لذلك لم يكن مفاجئاً إذن أن تجد باكستان صامتة أمام الإجراءات العقابية الأخيرة التي يقوم بها كيان يهود ضد المسلمين في فلسطين.
ربما كانت أكثر تصريحات خان تقلباً تلك التي تتعلق بقمع الهند للمسلمين في كشمير، حيث تجد خان يدين ويدعم سياسات مودي القاسية تجاه كشمير! إن مبادرات خان للسلام تجاه مودي تؤكد على رغبة خان في إعادة انتخاب مودي بدلاً من تخفيف اضطهاد المسلمين في كشمير.
وصل عمران خان إلى السلطة من خلال رفع شعار نظيف من الماضي، ولكن لم تتغير سياسته الخارجية عن سياسة سنوات حكم برويز مشرف. ولو كان خان صادقا في إيمانه بتغيير باكستان لتصبح مثل دولة المدينة، فإن أقل ما يمكن أن يفعله هو ممارسة الضغط على هذه الدول لإجبارها على تغيير سياساتها المتعلقة بقمع المسلمين، من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية والتهديد بالثأر العسكري. ولكن بدلاً من ذلك، حنث عمران خان في قسمه وارتد عن شعار المدينة الذي رفعه فيما يتعلق بقمع الأمة الإسلامية، قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي