- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
تبرعات من أجل إعادة بناء وترميم كاتدرائية نوتردام في باريس
الخبر:
قال الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، أثناء زيارته لموقع الكاتدرائية: "أقولها لكم بكل حزم؛ سنعيد بناء هذه الكاتدرائية كلنا جميعاً، سنعيد بناء كاتدرائية نوتردام لأن الفرنسيين يريدون ذلك، لأن تاريخنا يستحق ذلك، لأن هذا قدرنا".
وتقول الوكالة إن عزيمة ماكرون ومسؤولين فرنسيين آخرين كبيرة لإعادة تشييد الكاتدرائية من جديد، البالغ عمرها 850 عاماً والمدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 1991.
التعليق:
لن أتحدث عن عمالة ونفاق حكام العرب وسجودهم للغرب بعد الركوع!!
ولن أتحدث عن تبرع محمد السادس بمبلغ 200 مليون يورو في حين إن المعدل الإجمالي للفقر على المستوى الوطني لبلاده قد انتقل من 13,6 بالمائة إلى 22,1 بالمائة! حيث إن الشعب المغربي الفقير أولى بتلك الأموال!!
ولن أتحدث عن الفقر في فرنسا ولا عن تلك الدراسة التي أجراها معهد ايبسوس لدراسة الأسواق مع منظمة النجدة الشعبية الفرنسية، حول الفقر الغذائي في فرنسا، وأن فرنسا التي هي القوة السادسة عالمياً يعيش فيها 9 ملايين شخص بينهم 3 ملايين طفل تحت خط الفقر.
ولن أتحدث عن الحالة الاقتصادية التي تمر بها فرنسا ولا عن أعداد العاطلين عن العمل التي تتزايد سنوياً، ولا عن تزايد أعداد المنتحرين من الشباب العام المنصرم بسبب البطالة!
لن أتحدث عن سياسة فرنسا الاقتصادية الفاشلة وتصريفها للأموال!...
إنما أريد أن أسلط الضوء على ذلك المشهد الذي نراه في فرنسا اليوم من الازدواجية المقيتة واللاإنسانية المتجذرة في حضارتها الزائفة التي تبهر العيون وفي حقيقتها أنها حضارة شيطانية وتاريخٌ مليء بالقتل والاستعمار والنهب ومص دماء الشعوب وخيراتهم - اقرأوا سجلات الشكاوى والمداولات والتصريحات والاحتجاجات لكل ملوككم وحكامكم وأباطرتكم الذين عاشوا في حروب فيما بينهم، فستجدونهم كلهم وعلى حد سواء كذابين، غدارين، طغاة، ظالمين وخائنين لعهودهم، إن لم تكونوا أكثر الدول النصرانية فجورا، كما يعرف عنكم، فلا شك أنكم أكثرهم جرأة في الغطرسة - هذا ما قاله الوزير العثماني الأعظم في رسالته للحكومة البريطانية في 29 شباط عام 1792م.
تبكون أيها المنافقون على كاتدرائيتكم باسم الدين وباسم الحضارة!! وعشرات الطائرات الحربية الفرنسية شنت غارات جوية على أهدافٍ في سوريا فهدمت الجوامع والمدارس والمستشفيات ضمن إطار مشاركة فرنسا في التحالف الدولي بقيادة أمريكا حسب المعطيات الرسمية، فلا يبكيكم مشهد دماء المسلمين ولا هدم مقدساتهم!!
تبكون باسم الدين!! أيّ دين هذا الذي يسمح لكم بالإساءة لأنبياء الله؟! فبالأمس القريب تجرأتم على نبي أمة الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم بكل وقاحة!!
فأي حضارة وأي دين وأي تاريخ ذلك الذي تتغنى به فرنسا؟!
لقد كان هدفكم دائماً توريط البشرية جمعاء، ثم لاحقاً تكسبون بالغدر والخيانة، ليس لكم دين إلا الكسب، والجشع هو إلهكم الوحيد والدين النصراني الذي تدّعونه ما هو إلا قناع لنفاقكم.
إصراركم على إعادة بناء وترميم كاتدرائية نوتردام لن يستر عورة حضارتكم ولا ازدواجيتها المقيتة ولا تاريخكم الأسود ولا سياستكم الحمقاء ولا فشلكم الذريع وعجزكم الفكري ولا حقدكم الصليبي!
ولا بد لي في هذا المقام أن أقول لفرنسا: لقد خَبرت أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتعلمين أنها أمة لا تموت وهي تتطلع إلى العودة لهويتها وحضارتها وثقافتها المُشَرّفة المُشرقة، وأن أبناءها قد أقسموا أنهم ينتظرون بفارغ الصبر لحظة الرد على إساءتك لرسولهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والرد على قتلك أبناء المسلمين في العراق وفي سوريا وفي الجزائر...
وإننا على موعد آخر في معركة بلاط الشهداء الثانية قريباً بإذن الله، يومها ستبكون دماً لا دمعاً، ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريباً.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رولا إبراهيم – بلاد الشام