- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاية الرأسمالية تعتمد حيلة "الخبز والسيرك" ولكن دون توفير "الخبز"
(مترجم)
الخبر:
استطلاع للرأي أجراه المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) بالتعاون مع YouGov، تحت عنوان "ما يريده الأوروبيون حقاً: خمس خرافات مفضوحة". (المصدر: ecfr)
التعليق:
ما هو أكبر تهديد لأوروبا اليوم؟ هذا السؤال كان أحد الأسئلة في استطلاع بحث أجراه مركز الفكر الدولي التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR) بالتعاون مع YouGov، بعنوان "ما يريده الأوروبيون حقاً: خمس خرافات مفضوحة"، من أجل تعيين توجهات الناخبين المحتملة في أوروبا. تعتبر جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تقريباً أن "الإسلام المتطرف" هو أكبر تهديد لأوروبا. وهو ما يشكل 87 مليوناً أو 22 في المائة من سكان الاتحاد الأوروبي المصوتين! في حين غض البصر عن تهديد "الأزمات الاقتصادية والحروب التجارية" بنسبة 16 في المائة أو 63 مليوناً.
حتى في إسبانيا، التي كانت على وشك الإفلاس بسبب الأزمات المالية في جميع أنحاء العالم عام 2008 (الكساد الإسباني العظيم)، وكان لا بد من إنقاذها بخطة إنقاذ من مجموعة اليورو، تعتبر أيضا "الإسلام المتطرف" بمثابة تهديد يضاهي تهديد "الأزمات الاقتصادية والحروب التجارية". علاوةً على ذلك، أدت الأزمات الاقتصادية إلى زيادة دعم الاستقلال في كاتالونيا في حالة تعرض سيادة إسبانيا للخطر.
بالإضافة إلى أنه لا يوجد هناك فرق كبير بين الأحزاب المؤيدة لأوروبا والأطراف المناهضة لها. فكلا الجانبين اعتبر "الإسلام المتطرف" أكبر تهديد لأوروبا. وسجلت الهجرة من الأحزاب المعادية لأوروبا نفس النسبة المئوية لـ "التطرف الإسلامي" حيث إن الهجرة تعتبر تدفقاً للمسلمين من دول أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا.
حتى المسلمون (المتشددون) هم أقلية صغيرة نسبياً في أوروبا، ويمثلون حوالي 5٪ من أوروبا (وفقاً لبحث بيو)، وهم ما يزالون يعتبرون أكبر تهديد لأوروبا. في حين إن تهديد القومية القادمة لا يمثل سوى 11 في المئة بينما كان هذا بالتوازي مع الأزمات الاقتصادية يعتبر أكبر تهديد لأوروبا والسبب الرئيسي للحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية. علاوة على ذلك، كان إنشاء الاتحاد الأوروبي بهدف إنهاء هذه الصراعات الاقتصادية والسياسية الداخلية بين الدول القومية في أوروبا من أجل ضمان سلام دائم.
لذا، فإن ما يسمى بـ "الإسلام المتطرف" لا يبالَغ في أمره فحسب ولكن يستخدم كوسيلة لتضليل وخداع الناس عن العجز في النظام الرأسمالي الذي يشكل التهديد الحقيقي لهم. ولإعطاء انطباع أو مثال صغير على ذلك، في عام 2017، وفي عام واحد فقط، مات ما يقرب من 600 شخص وفقاً لأرقام الحكومة بلا مأوى لقوا حتفهم بسبب تجمدهم من البرد في شوارع بريطانيا.
وهذا يذكرني بالشاعر الروماني جوفينال، الذي عبر باللغة اللاتينية "panem et circlies"، والذي يعني "الخبز والسيرك" لوصف الدعاية التي تهدف لتهدئة الناس عن طريق توفير الطعام والترفيه لصدهم عن أي غضب يهددهم ويهدد سياستهم. لذا، فإن المفهوم هذا ليس جديدا.
ولكن الفرق هو أن الرومان كانوا على الأقل قادرين على تزويد الناس "بالخبز والسيرك" لخداعهم. ولكن المبدأ الرأسمالي، ليس بقادر حتى على توفير "الخبز" وجميع المتطلبات الاقتصادية الأساسية الأخرى لمعتنقيه في الدول الغربية.
إن الدعاية الكاذبة ضد الإسلام هي تهديد يتم عن عمد وهو مظهر من مظاهر ذلك النظام الفاشل الذي لم يعد قادراً على رعاية احتياجات الناس. ولذلك، فإن تلك الأنظمة تحاول أن تطيل عمرها ببعض من فتات الطعام والترفيه وخلق عدو خارجي بينما العدو يكمن في داخلهم وداخل نظامهم. وهذا هو الأمر الوحيد الذي نحض عليه، إذا ما كنا نريد تجاهل خداعهم وسرقتهم لثرواتنا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الاعلامي لحزب التحرير في هولندا