الأربعاء، 16 صَفر 1446هـ| 2024/08/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
وحدها الخلافة على منهاج النبوة التي تستطيع القضاء على المشروع الصليبي في الشام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وحدها الخلافة على منهاج النبوة التي تستطيع القضاء على المشروع الصليبي في الشام

 

 

 

الخبر:

 

قال جاريد كوشنر، صهر دونالد ترامب، إنّ الفلسطينيين ليسوا مستعدين لحكم أنفسهم ولا يمكنهم الانعتاق من تدخل كيان يهود في شئونهم. وتأتي تعليقات كوشنر هذه قبل أسابيع فقط من كشف أمريكا النقاب عن اتفاقية السلام المسماة "بصفقة القرن" في ورشة عمل اقتصادية في البحرين. وكان كوشنر قد ألمح أن الاتفاقية لا تشتمل على إيجاد دولة فلسطينية مستقلة، والتي كانت مطلباً "فلسطينياً" رئيسياً، والحل المقبول عند قادة السلطة الفلسطينية منذ زمن طويل للأزمة المستمرة منذ عقود.

 

التعليق:

 

لا تكشف تصريحات كوشنر عن مفاجأة، فهو المهندس المفترض لما يسمى بالصفقة الجديدة، وكان يقوم بحملة شرسة لتهميش دور الفلسطينيين في أي اتفاق سلام. وبناءً على نصيحته اعترف ترامب بالفعل بالقدس عاصمة لكيان يهود وقد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس. وأعلن ترامب أيضاً بأن مرتفعات الجولان جزء من كيان يهود وليست سورية، وتشير الإجراءات المتخذة لغاية الآن إلى قيام كوشنر بتحويل المكاسب الإقليمية الحالية لصالح يهود، وحتى القضايا المتنازع عليها بموجب القانون الدولي، فقد تم تحويلها إلى مكاسب سياسية دائمة، وتقوم الخطط العريضة المسربة حول "فلسطين الجديدة" على إلغاء اقتراح إيجاد دولة فلسطينية.

 

وحتى قبل الإجراءات والتسريبات المذكورة أعلاه، لم يعد حل الدولتين الذي دافعت عنه أمريكا قابلاً للتطبيق. والحل المقترح منحاز لصالح حماية كيان يهود، وضد فكرة إيجاد دولة فلسطينية، وقد وسّع ترامب هذا المنطق وسيقدّم للفلسطينيين أرضاً لا تصلح للعيش ناهيك عن إيجاد دولة لهم. وتشير التسريبات إلى أنه سيتم إخراج الفلسطينيين في نهاية المطاف إلى سيناء والأردن.

 

وفي جوهر خطة ترامب لفلسطين الجديدة تكمن الخيانة العربية، حيث تبذل دول الخليج مع مصر وسوريا قصارى جهدهم لإنجاح الخطة، ومن خلال تقديم مليارات الدولارات، تأمل السعودية والإمارات في أن يستسلم الفلسطينيون للحقائق الجديدة ويوافقوا على الصفقة.

 

إن التدخل الأجنبي وخيانة حكام المسلمين ليس بالأمر الجديد في تاريخ الشام، فمنذ تسعة قرون، أنشأ الصليبيون ممالك محصنة مثل القدس وأنطاكيا وطرابلس وإديسا بالقرب من شواطئ بلاد الشام بدعم من الخونة من بعض الأيوبيين والسلاجقة. ومكّنت هذه الخيانة الإمبراطوريات الصليبية من الازدهار لما يقرب من مائتي عام، حتى قام المماليك بالقضاء على الخونة من بينهم وهزموا الصليبيين، واستمرت هزيمتهم للـ 600 عام القادمة.

 

وفي أوائل القرن العشرين، اتبعت بريطانيا الوصفة الصليبية نفسها للإعلان عن وعد بلفور، الذي توج تحت إشراف أمريكي في ولادة مشروع صليبي جديد يُعرف باسم دولة يهود. ويتطلع ترامب أمريكا اليوم إلى تمديد المشروع الصليبي لمائة عام أخرى من خلال خيانة حكام العالم الإسلامي، وسيتم الكشف عن نتاج التدخل الأمريكي وخيانة حكام العالم الإسلامي كصفقة ترامب لهذا القرن.

 

ليست القضية هي قدرة الفلسطينيين على حكم أنفسهم أم لا، بل القضية الحقيقية هي أن أهل الشام نذروا أنفسهم لإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي ستقضي على المشروع الصليبي إلى الأبد. فدولة الخلافة على منهاج النبوة، القائمة قريبا بإذن الله، لن تحرر فلسطين فحسب، بل ستقضي أيضاً على هيمنة القوى الاستعمارية الأجنبية وخيانة عملائها من الشام. وأي عمل أقل من هذا الجهد سوف يمد من عمر القوى الصليبية ويزيد من معاناة أهل فلسطين.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد المجيد بهاتي

آخر تعديل علىالأحد, 23 حزيران/يونيو 2019

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj الجمعة، 14 حزيران/يونيو 2019م 11:47 تعليق

    يارب وعدك الذي وعدتنا به لتخلص الامه من الظلمات إلى النور يارب

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع