- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
تركيا تدعي أن مسلمي تركستان الشرقية يعيشون حياة سعيدة
(مترجم)
الخبر:
كانت الصين قد واجهت انتقادات عالمية لإنشائها ما يدعى بمراكز التدريب المهنية لمحاربة التطرف في شينجيانغ، حيث إن أغلبية السكان هناك هم من مسلمي الإيغور الذين يتحدثون باللغة التركية، والتي نظرت لها العديد من الدول الغربية على أنها معسكرات اعتقال.
وكانت تركيا البلد المسلم الوحيد الذي عبر بشكل متكرر ومستمر عن قلقه حول الوضع في شينجيانغ، بما في ذلك ما أعلنته في شباط/فبراير في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الأمر الذي تسبب بإغضاب الصين.
ولكن بعد لقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، أدلى أردوغان بتصريح أكثر إيجابية، حسب إعلام الدولة الصينية حول اللقاء.
حيث قال تلفزيون الدولة على لسان أردوغان: "إنها حقيقة أن الشعب الصيني في منطقة شينجيانغ يعيشون حياة سعيدة تحت ظل تطور وازدهار الصين".
وقال: "إن تركيا لا تسمح لأي شخص بالعبث في العلاقة بين تركيا والصين. حيث إن تركيا أيضا ترفض بشدة التطرف وترغب بزيادة الثقة السياسية المشتركة مع الصين وبتقوية التعاون الأمني".
وأخبر شي أردوغان أن على الدولتين أن تتخذا خطوات مشتركة لترويج تعاون ضد (الإرهاب)، كما أضاف التقرير.
كما أن الصين تقدّر تعليقات أردوغان العديدة والتي قال فيها إنه لن يسمح "لأي قوة بتنفيذ نشاطات معادية للصين في تركيا، وتعلق الصين آمالا كبيرة على تأكيد تركيا مرات عدة دعمها للصين في محاربة (الإرهاب)" كما أضاف شي. (رويترز 2 تموز/يوليو 2019)
التعليق:
لقد أصبح العالم وبشكل متزايد واعيا لما يدعى بسياسات "محاربة التطرف" التي تطبقها الصين على سكانها المسلمين، تحت مسمى محاربة (الإرهاب) أو منعه، من خلال منشآتها السرية الكثيرة؛ كثيرة وضخمة لدرجة أنها تستوعب عشرات الآلاف من البشر.
إن مخيمات الاحتجاز والسجون هذه زادت من عملياتها خلال الـ 4 ـ 5 سنوات الماضية، حيث تم الإبلاغ عن احتجاز أكثر من 3 ملايين مسلم، حيث يتعرضون لأشكال شتى من الاضطهاد، من إجبارهم على تناول لحم الخنزير وشرب الخمر، وجعلهم يرددون شعارات صينية سياسية؛ إلى عقوبات أقسى من ذلك تم الإبلاغ عنها عبر منظمات حقوق الإنسان وصحفيين غربيين وأفراد عائلات المحتجزين والتي تتضمن إجبار نساء مسلمات على الزواج من رجال صينيين من عرق الهان، وإزالة أرحام النساء لمنعهن من إنجاب أطفال مسلمين، وضربهم في السجون وتعذيب المسلمين بالأفاعي والكلاب، وحتى سكب الإسمنت في حلوق المسلمين وجمع أعضائهم من أجسادهم.
ووسط تنامي الوعي والاهتمام العالمي فإن حكام المسلمين وعلمائهم بقوا صامتين كعادتهم. ومؤخرا تساءل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حول ما كان يجري في الصين قائلا إنه "لم يكن مدركا لارتكاب أي ظلم بحق المسلمين"، كما زار ولي العهد السعودي ابن سلمان الصين في شباط/فبراير، بهدف استثمار مليارات الدولارات وتأمين الاتفاقيات التجارية المشتركة. وكما كان متوقعا لم ينبس ببنت شفة حول وضع المسلمين في الصين أثناء لقائه الرئيس شي جين بينغ. إضافة إلى أن معظم علماء المسلمين بقوا صامتين أو متحفظين في إدانتهم للنظام الصيني ولدعم حكامهم للصين.
وبهذا فإن رئيس تركيا أردوغان لا يختلف في جوهره عن غيره من اللاعبين الدوليين. فمن الواضح أنه سعيد بالتغاضي عن غدر الصين إذا كان هذا يعني الحفاظ على التسهيلات الاقتصادية والتجارية، وبناء على سياساته الوطنية التي أعلنها، فإن الرابطة الإسلامية التي من المفترض أن مشاعره وتصرفاته تقوم عليها لا تعني له شيئا كما هو واضح.
إن هذا الوضع المخزي ممن يسمَّون بحكام البلاد الإسلامية من الواضح أنه يعكس حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه والذي قال فيه رسولنا الحبيب r : «مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَراً فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ» رواه البخاري.
فلو أن أولئك الذين في السلطة لا يملكون سوى "أضعف الايمان" كما هو ظاهر من سكوتهم، أو بلاغتهم الخطابية فمَن عندها سيقود هذه الأمة العظيمة إلى النجاح، بالخروج من مستنقع الوحشية والخزي الذي تعيشه؟!
إن هذه لهي خيانة عظيمة للمسلمين. فأبو بكر رضي الله عنه قال إن رسول الله r قال: «مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَهَانَهُ اللَّهُ» رواه الترمذي.
وبالتالي فإنه لا يمكننا توقع نيل المساعدة أو حصول أي تغيير من حكام اليوم الخونة ــ فقط تغيير جذري في نظام الحكم هو الذي سيأتي لنا بقائد قادر على النيل من الفشل المنظم للفكر العلماني والوطني والأنظمة الرأسمالية التي تمهد لخيانة تلو الأخرى للمسلمين حول العالم.
فقط الخلافة على منهاج النبوة هي التي ستوجد قائدا مؤهلا سيستثمر طاقات الأمة وإمكانياتها لإعادتنا إلى بر الأمان والقوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مليحة حسن