- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
واشنطن تسعى لاستغلال مسلمي الإيغور ومحنتهم
الخبر:
أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الجمعة أن واشنطن ستعبئ المجتمع الدولي دفاعا عن أقلية الإيغور المسلمة خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، معتبرا أن كيفية تعامل بكين مع هؤلاء تشكل "وصمة" في سجل حقوق الإنسان في العالم.
ونبه بومبيو إلى أن "هذا الأمر قد يكون أحد أسوأ وصمات (العار) في العالم خلال هذا القرن". (أخبار الآن، السبت 2019/09/07م)
التعليق:
لم تعد عنجهية ووقاحة واشنطن في التعامل مع الكثير من دول العالم، مفاجئة وصادمة. خاصة بعدما تولى ترامب إدارة البيت الأبيض، فهو لم يترك مناسبة أو حادثة إلا وأظهر من خلال شخصيته الفظة والغليظة، وحشية وقذارة الرأسمالية في جريها وراء المكاسب الاقتصادية والمحافظة عليها.
والأمثال على ذلك أكثر من أن تحصى أو تُعد، من إهانة حكام آل سعود ومطالبتهم بثمن جلوسهم على كرسي الحكم، بل وفعل ذلك مع كل رويبضات دول الخليج دون استثناء، ودفع هذه الدول إلى العداء والمقاطعة فيما بينها، ليطالبهم بعدها بثمن حمايتهم، هذا ناهيك عن صفقات الأسلحة وإشعال الحروب...
حتى دول الغرب لم تسلم من عنجهية ترامب ووقاحة إدارته، فاتّهم أغلب دول العالم باستغلال الاتفاقيات الاقتصادية وغيرها من التي أبرمت مع أسلافه من الرؤساء، اتهمهم باستغلالها لإضعاف أمريكا اقتصاديا وعسكريا، فبدأ حربا تجارية، فانسحب من بعض الاتفاقيات وأعاد صياغة أخرى، وقام برفع الرسوم الجمركية على كثير من البضائع المستوردة من خارج أمريكا، وبالأخص من الصين التي تعدها أمريكا الند الاقتصادي الأقوى. وهذا يعيدنا إلى موضوع الخبر أعلاه، فبما أن حكومة بكين لم تذعن حتى الآن لإملاءات واشنطن وشروطها في عقد اتفاقية تجارية جديدة، وجدت أمريكا لها في محنة مسلمي الإيغور، عصا تلوح بها لحكومة الصين المجرمة ووسيلة ضغط تستخدمها في حربها التجارية. إن وقاحة واشنطن جعلتها تتناسى أن معاناة المسلمين في تركستان الشرقية تمتد لأعوام طويلة خلت لم تحرك فيها أمريكا ساكنا، بل وعلى العكس فقد أرسلت في الماضي القريب عميلها ابن سلمان في زيارة إلى الصين ليصرح بأن للصين الحق بمحاربة "الإرهاب" بالشكل الذي تراه مجديا، ومن بعده أردوغان ليتودد لبكين بمحاولته تكذيب الأخبار المتواترة حول اضطهاد أهلنا المسلمين في تركستان الشرقية.
وهكذا فإن وقاحة واشنطن في استغلال معاناة مسلمي الإيغور وتوظيف هذه المعاناة لمصلحتها، فيها دليل صارخ على فساد ووحشية المبدأ الرأسمالي، وعلى أن التشدق والكلام عن حقوق الإنسان، ليس إلا خداعا وتدجيلا ليس من ورائه إلا مصالح استعمارية خبيثة.
إن الشقاء والمعاناة لن ترفع إلا بدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ليس عن المسلمين فقط، بل عن البشرية جمعاء، عسى الله تعالى أن يعاجلنا بإقامتها قريباً، إنه على كل شيء قدير.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد بليبل