- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هكذا يصنع شباب الإسلام المخلصون النصر، فهيا يا شباب الأمة هل من مقتد؟
الخبر:
تمر بالأمة الاسلامية في هذه الأيام ذكرى عظيمة وهي ذكرى فتح القسطنطينية على يد البطل محمد الفاتح الذي قال عنه r : «... فَلَنِعْمَ الْأَمِيرُ أَمِيرُهَا وَلَنِعْمَ الْجَيْشُ ذَلِكَ الْجَيْشُ».
التعليق:
هذه الذكرى التي بشر بها وبفتح روما الصادقُ الأمين r صحابتَه الكرام رضوان الله عليهم، فعن عَبْد اللَّهِ بن عمرو بن العاص قال: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ r نَكْتُبُ إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ r أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r : «مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ»، رواه أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك.
وقد بدأت محاولات نيل شرف فتح القسطنطينية منذ عهد الصحابة رضوان الله عليهم، وكانت أول محاولة في سنة 49 هجرية وقبر الصحابي أبي أيوب الأنصاري هناك شاهد على حرص الصحابة على تحقيق بشرى النبي r . واستمرت المحاولات حتى نال شرف فتحها الشاب محمد الفاتح عام 857هـ وهو بعمر 21 سنة فكان مثالاً للشاب المسلم صاحب قضية يعيش لأجلها ويموت لأجلها، وهذا ما تفتقده الأمة اليوم؛ شباباً يجعل الإسلام قضيته، ويجعل تحقيق بشارات النبي r هدفا يسعى له.
وبشاراته r لم تكن فتح القسطنطينية فقط بل بشّر r بفتح روما في حديث فتح القسطنطينية، وها هي روما تنتظر الفاتح الجديد الذي يجعل من ذلك قضيته وعمله في الحياة يعز به دينه ويرفع بذلك درجته عند الله، وكذلك بشر عليه الصلاة والسلام بإقامة الخلافة على منهاج النبوة في حديث رواه الإمام أحمد في مسنده «... ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» فكان r يبين واقع المسلمين القادم وفي آخر الحديث بشر بعودة الخلافة على منهاج النبوة خلافة العدل والعزة وتطبيق أحكام الإسلام، وهذا وعد الله أيضا فقد قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً﴾ فهذا وعد الله وبشرى رسوله r تنتظر شباب الأمة الذين لا يجب أن ينشغلوا عن قضايا أمتهم بسفاسف الأمور وأن يكونوا أصحاب همة عالية ويجعلوا من الفاتح والصحابة قدوة لهم حيث خدموا دين الله في أعز أوقاتهم في وقت الشباب يقول r «نُصِرْتُ بِالشَّبَابِ».
فيا شباب الأمة! الخلافة تنتظر من يقيمها وروما تنتظر من يفتحها كما فتحت القسطنطينية قبلها فتنالوا الأجر والشرف والمكانة لعظيم هذا الأمر في نصرة الإسلام وتمكينه. فاليوم المسلمون يعيشون بلا دولة تحميهم وتحمي مقدساتهم وهي تُنتهك أمامهم. اليوم المسلمون لا راعي لهم يطبق فيهم شرع ربهم. اليوم المسلمون لا دولة لهم تفتح البلدان وتجيش الجيوش في سبيل الله، فيا شباب الإسلام! الله الله في أمتكم، الله الله في دينكم ودولة نبيكم؛ أعيدوها وحققوا وعد الله سبحانه وبشرى رسوله r بعد أن هدمها الكافر المستعمر واستبدل بها دويلات وطنية ضعيفة تفرق المسلمين وتضعف قوتهم وتجعل بأسهم بينهم شديداً.
يا شباب الإسلام، ويا أهل القوة! أعيدوا سيرة الفاتح، أعيدوا سيرة أسامة بن زيد، أعيدوا سيرة سعد بن معاذ، أعيدوا سيرة خيرة شباب الإسلام... سجلوا لأنفسكم موقفاً تنصرون به دينكم وتعزون به أمتكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عمر باذيب – ولاية اليمن
#فتح_القسطنطينية
#القسطنطينية