- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الهندوس يحرقون المساجد بالهند
الخبر:
نقلت إندبندنت عربي، 2020/2/28 صور وروايات مسلمين في الهند بعد الهجوم الوحشي الذي نفذه المتظاهرون الهندوس وأحرقوا خلاله مسجداً ومنازل مسلمين في أحد أحياء العاصمة دلهي.
التعليق:
بعد الدفعة القوية التي تلقاها رئيس وزراء الهند الهندوسي المتطرف مودي من زيارة ترامب الأخيرة للهند اندلعت الاحتجاجات بشكل عنيف في العاصمة دلهي من متطرفين هندوس وقفوا ضد الاحتجاجات التقليدية التي كان ينفذها المسلمون ضد قانون الجنسية العنصري في الهند، فقاموا وبمساعدة الشرطة الهندوسية بقتل مسلمين وإحراق مسجد في العاصمة ومنازل للمسلمين.
هذه الأعمال الإجرامية التي ينفذها متطرفون هندوس تلاقي دعم أجهزة الدولة العنصرية في الهند، التي تفتك بالمسلمين في المظاهرات فيما تفسح المجال أمام المتظاهرين الهندوس لإحراق المساجد والمنازل.
وفي الوقت نفسه لا تلاقي هذه الأعمال الشنيعة استنكار المجتمع الدولي بل يصفها بأنها أعمال محلية تعالجها الحكومة الهندية، فيما كان موقفه متشدداً مع الطوائف شمالي العراق التي قال عنها بأنها تتعرض لاضطهاد ديني واستقبل ممثليها في البرلمانات الأوروبية وأعطوا الجوائز تقديراً لمعاناتهم أمام "المتطرفين المسلمين" شمالي العراق، ولا ننسى أن الدنيا قامت ولم تقعد حين سيطر ثوار سوريا على معلولا في القلمون باعتبار أنها رمز النصرانية في سوريا، وغير ذلك من مواقف دول الكفر الأوروبية وأمريكا التي يظهر حقدها على الإسلام في كل موقف، ومع كل حدث.
والأغرب أن موجة الإرهاب ضد المسلمين تجتاح الهند وحكام المسلمين في غيهم يعمهون؛ فهذا مشغول بإشراك أمريكا في مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا، وذاك بأخذ ولاء الثوار لصالح الحل الأمريكي في محاولة لمنع الإسلام من الحكم في سوريا، وآخر يريد من الفلسطينيين الإقرار بكيان يهود في فلسطين والقبول بخطة ترامب للتسوية، وآخر وآخر وآخر.
وليس هذا فحسب، بل وعلى وقع الإجرام الهندوسي ضد المسلمين في الهند تجد دول الخليج توفر مئات الآلاف من فرص العمل للهندوس، وتجد الإمارات تقلد رئيس وزراء الهند وسام شرف لقاء حربه الشرسة ضد المسلمين.
وعلى كل مسلم غيور على مسلمي الهند، غاضب لمعاناتهم، ويدعو لهم بالفرج، أن يقر بالحقائق الموضوعية التالية:
أولاً: لا يوجد أي أمل يرتجى في حكام المسلمين، فهؤلاء في صف الكفار ضد المسلمين لا فرق بين أي أحد منهم، فحاكم المغرب ربما لم يسمع بالموضوع، وحاكم باكستان يجعجع دون طحين بسبب قرب بلاده من الهند وشدة تعاطف مسلمي باكستان مع إخوانهم في الهند. ومن لا ينفض يديه من هؤلاء الحكام جميعاً فعليه أن يسارع ويعيد النظر في موقفه.
ثانياً: لا أمل على الإطلاق في "الحركات الإسلامية" التي وصلت للحكم، فمن يتوهم بأنها قادرة على مساعدة المسلمين في الهند فهو باحث عن سراب، فهذه الحركات هي جزء من أنظمة الحكم القائمة، كما هو مشاهد في تونس، وهي حركات وطنية لا تفكر بغير أوطانها، وقد شاهدنا كيف تنصلت حركة حماس من تنظيم الإخوان واضطرت لمسايرة قاتلهم السيسي، وكذا في علاقاتها مع إيران وبشار. وكل هذه الحركات أعجز من أن تنقذ نفسها ناهيك عن إنقاذها للمسلمين في الهند.
ثالثاً: لا أمل يرتجى من دول الكفر وقد كشرت عن أنيابها ضد الإسلام والمسلمين، ومن ينتظر موقفاً من مجلس الأمن أو فرض عقوبات على حكومة الهند فهو أضل سبيلاً، الأمر الذي لا يليق بمسلم.
رابعاً: لا أمل للمسلمين في الهند إلا بنهوض المسلمين في أي قطر وهدم نظام الحكم القائم وإقامة الخلافة، ثم نجدة مسلمي الهند. وجاهل من يظن أن ذلك بعيد إذا شمر المسلمون عن ساعد الجد ووحدوا جهودهم نحو عمل مثمر من شأنه حل كافة قضاياهم.
خامساً: وأما من يكتفي بالدعاء والتضرع إلى الله لنصرة مسلمي الهند، فهو وإن كان خيراً، إلا أن الله تعالى يقول لنا: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال التميمي