- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحكومة البريطانية تقدم النظام الاقتصادي على حياة الناس
الخبر:
في خطابه للشعب البريطاني يوم الأحد 2020/05/09 أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن بريطانيا تخطت المرحلة الصعبة في مواجهة فيروس كورونا، وأنه قد حان الوقت للبدء بتخفيف الحجر الصحي المفروض على الناس. وقد غير شعار الحكومة السابق والذي كان "التزم البيت، حافظ على النظام الصحي الوطني، أنقذ حياة الناس"، غيّره إلى "كن حذرا، سيطِر على الفيروس، أنقذ حياة الناس".
وقد شرح بوريس جونسون خطة الحكومة في إعادة الحياة الطبيعية للمجتمع وأنها ستكون على مراحل بناءً على المعطيات المتجددة المتعلقة بانتشار الفيروس.
التعليق:
إن عدد الموتى نتيجة فيروس كورونا في بريطانيا حتى تاريخ 2020/05/13 تعدى 33 ألفاً، ما وضع بريطانيا في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة التي زاد عدد الموتى عندها عن 85 ألفاً. هذه النسبة العالية ما زالت في ارتفاع ولم تتخط بريطانيا المرحلة الصعبة كما ادعى رئيس وزرائها حسب الإحصاءات اليومية الصادرة عن نفس الحكومة.
وبالنظر لكلمة رئيس الوزراء وفي شعاريْ الحكومة السابق والجديد في مواجهة فيروس كورونا، تتضح الصورة أن همَّ الحكومة هو تسيير عجلة الاقتصاد التي أوقفتها قبل نحو سبعة أسابيع، ولم تأخذ في حساباتها وخططها خطر الفيروس على حياة الناس وصحتهم.
الجزء الأول من شعار الحكومة السابق يقول "الزم البيت"، في حين إن المواصلات ومحلات الأغذية وكثيرا من الشركات الخاصة ما زالت تعمل وتُلزم موظفيها بالعمل. لو كانت الحكومة جادة في إلزام الناس في بيوتهم لوقف انتشار المرض لكانت فرضت على القطاع الخاص والعام أن يغلقوا أبوابهم، ولوفرت لهم ما يحتاجونه من غذاء ودواء وغيره دون الحاجة للخروج للتسوق أو العمل. أما الجزء الثاني فيقول "حافظ على النظام الصحي الوطني"، في حين إن الحكومة قد خفضت دعمها خلال السنوات العشر الأخيرة للنظام الصحي بنسبة كبيرة وحتى إنها بدأت بخصخصة أقسام منه. أما الجزء الثالث فيقول "أنقذ حياة الناس"، في حين إن خطط التقشف قد أرهقت كاهل الناس حتى أصبح كثير منهم لا يستطيع تغطية احتياجاته اليومية بل ومنهم من تشرد فلا عمل ولا مأوى ولا معيل. هذه الخطط التقشفية والتخفيضات في ميزانيات خدمات الدولة لا تؤثر إلا على الطبقة العاملة فقط، أما الطبقة الغنية الرأسمالية فتعمل الحكومة على تخفيض ضرائبهم وحتى إنقاذ شركاتهم الخاصة من أموال دافعي الضرائب دون مقابل.
أما الجزء الأول من شعار الحكومة الحالي فيقول "كن حذرا"، أي أن مسؤولية الإصابة بالفيروس ملقاة على عاتق الناس، والحكومة ليست مسؤولة عن ذلك، ولكنها في الحقيقة هي التي تعمل الآن على تخفيف الحجر الصحي وأعطت الضوء الأخطر للشركات بالعودة إلى العمل وإعادة موظفيها إلى العمل. أما الجزء الثاني فيقول "سيطر على الفيروس"، وهنا أيضا وكأن الحكومة تحمّل مسؤولية السيطرة على الفيروس للناس، فهم ملزمون بالخروج إلى العمل والاختلاط ببعضهم وفي الوقت نفسه ملزمون بأن لا يصابوا بالمرض وأن يسيطروا على انتشاره، فكيف يستقيم هذا؟! أما الجزء الثالث فلم يتغير وفي كلا الشعارين يحمّلون الناس مسؤولية الحفاظ على أرواحهم دون أن تتحمل الحكومة نفسها المسؤولية الحقيقية عن وقف انتشار المرض ورفع المعاناة الاقتصادية التي تعيشها نسبة كبيرة من الناس.
نسأل الله تعالى أن يعلي كلمة الحق وينصر عباده الصالحين بدولة الإسلام، فترفع الظلم وتعيد العدل والرخاء إلى العالم أجمع، اللهم آمين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الأيوبي
#كورونا | #Covid19 | #Korona