- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أين ستؤدي ثروة أفغانستان الجيوسياسية وموارد المنطقة؟!
(مترجم)
الخبر:
قامت لجنة مجلس النواب للقوات المسلحة بالعمل على قانون لإيقاف خطة دونالد ترامب التي تقضي بانسحاب 4.000 جندي أمريكي من أفغانستان مع نهاية الانتخابات الرئاسية. وقالت ليز تشيني، وهي عضو في قيادة البيت الجمهوري، أن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان يجب أن لا يقوّض الحرب على "الإرهاب" في أفغانستان. كما أضافت "إنها خطة حساسة تركّز على ما يهم حقا - ما نحتاجه لزيادة قوة أمننا وما نحتاج القيام به في أفغانستان. يجب علينا أن نتأكد من أن مغادرة أفغانستان لن تزيد من خطر تشكيل ملاذات آمنة جديدة للإرهاب داخل أفغانستان. كما يجب علينا أن نتأكد أيضا من أنه يمكننا تنفيذ مهمات ضد الإرهاب هناك". (تولونيوز، وكالات)
التعليق:
من الواضح أن أمريكا قامت بتقليص أعداد قواتها من 13.000 إلى 8.600 في أفغانستان بعد توقيع اتفاقية السلام مع طالبان، وخلال 14 شهرا من توقيع الاتفاقية، من المتوقع أن تسحب أمريكا بقية قواتها مقابل التزام طالبان الكامل بالاتفاقية. وتشير التقارير الأخيرة إلى أن البنتاغون يسعى إلى إنهاء خطة لانسحاب 4.000 عسكري آخر من أفغانستان، والتي حتى الآن، لا تزال مقيّدة بسبب مجلس النواب الأمريكي.
إنه من المؤسف الإعلان بأن مثل تلك السيناريوهات كـ"الحرب والسلام"، وانسحاب القوات الأمريكية بشكل "كامل أو جزئي"، و"الفرص الاقتصادية" في أفغانستان والمنطقة ترتبط بكل وضوح بالألاعيب السياسية الأمريكية وبحملة ترامب الانتخابية حسب الأجندة الإعلامية. وبسبب جائحة فيروس كورونا، فإن أمريكا تعاني من أزمات شديدة: تسجيل معدل عال للبطالة، وركود اقتصادي خطير، وأزمات مجتمعية كبيرة، وغيرها من الأزمات الكارثية. كما أن دونالد ترامب بالكاد تمكن من الإثبات للعالم بأن فريقه غير قادر على إدارة العلاقات وسط الأزمات. ولهذا، يبدو أنه لا مجال أمام ترامب سوى استغلال الوضع في أفغانستان. ولذلك فهو ينوي التلاعب بمحادثات السلام الأفغانية لصالحه ليفوز بالرأي العام الأمريكي في لعبة الانتخابات.
إلا أن الحكومة الأمريكية لا يقودها أفراد وإنما مؤسسات متعددة. وتلك المؤسسات عادة لا يوجد بينها أي خلاف حول المصالح الوطنية لأمريكا والمؤسسات المحلية، والمعرفة حسب السياسة الأمريكية الخارجية؛ إلا أنه وفي بعض المناسبات، يمكن أن نرى أن تلك المؤسسات تنقلب على بعضها عندما يتعلق الأمر بالقضايا التي ذكرناها. لهذا، فإن ما يحاول دونالد ترامب إدارته في الوقت الحالي مع زلماي خليل زاد، المبعوث الأمريكي للسلام في أفغانستان، والذي قد يشكل تحديا حقيقيا بسبب بعض المؤسسات خلال العملية و/أو بعد انتهاء العملية.
ولذلك فإن ترامب يسعى جاهدا لتسوية عملية السلام الأفغانية، مثبتا بذلك أنه الفائز الوحيد في الانتخابات الأمريكية في عيون الأمريكان. ولتحقيق هذا الهدف، فإن رحلة خليل زاد الأخيرة للمنطقة والتي ناقش فيها "تخفيف العنف والإفراج في الوقت المناسب عن المساجين" يبدو أنها رحلة مختلفة بشكل مميز عن سابقاتها التي قام بها، حيث إن آدم بهلر، رئيس مؤسسة تمويل التنمية الدولية كان مرافقا له في أوزبيكستان وباكستان وقطر. وقبل بدء الرحلة، قام وزير الخارجية مايك بومبيو وزلماي خليل زاد بعقد مؤتمر عبر الفيديو مع وزراء آسيا الوسطى لمجموعة الـج5+1، حيث تداولوا موضوع احتمالية دمج محادثات السلام الأفغانية والتي من الممكن أن تفتح الازدهار للمنطقة بين تلك الدول. بعد ذلك، أثنى زلماي خليل زاد، في مجموعة من التغريدات، على الجهود التي بذلتها دول آسيا الوسطى لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. حيث غرد: "إن آسيا الوسطى، مكونة من دول ذات سيادة ومستقلة تعمل معا من أجل ربط أفغانستان بجنوب آسيا مما يصب في مصلحة المنطقة وأمريكا".
يمكن اعتبار مثل تلك الرسائل أنها تدخل أمريكي مباشر في الخطوط الإقليمية الروسية في آسيا الوسطى، من جهة؛ ومن جهة أخرى، يمكن أن تكون إشارة واضحة لدول آسيا الوسطى لتوسيع العلاقات مع أمريكا، دون الإشارة إلى الصين. وإذا كانت تلك هي الحالة، فإن دول آسيا الوسطى ستقف في وجه مشروع الصين العظيم "مبادرة الحزام والطريق".
إن مثل هذه الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، جعلت من أفغانستان منصة أكثر أهمية تستطيع أمريكا من خلالها أن تضع عقبات عظيمة أمام ما يُدعى بالمشروع الصيني في باكستان أيضا. وكما يبدو فإن هذه السياسة تم تصميمها من أمريكا وحلفائها لتصدير المزيد من الطاقة من آسيا الوسطى إلى جنوب آسيا، خصوصا إلى الهند، لمساعدة الهند في التسبب بالمزيد من التوترات للصين.
في الحقيقة إن كل هذه الأهداف الأمريكية ستتحقق فقط إذا رأت أفغانستان الأمن والسلام. وبالتالي فقد ناقشت أمريكا مفهوم الفرص مع قيادة المكتب السياسي لطالبان في قطر، إضافة إلى استثمار الحكومة القطرية في أفغانستان. ومثال على هذا الإجراء يمكن رؤيته بوضوح من خلال حضور آدم بوهلر الجولة الأخيرة من رحلة خليل زاد. فهذه السياسة يمكن رؤيتها كإجراء لاستغلال الوضع الجيوسياسي لأفغانستان لتطويق مصالح الصين وروسيا وباكستان من خلال إعطاء الهند ميزة التفوق عن طريق مساعدة أمريكا لها في هذه الحلبة.
ومما لا شك فيه، أن أمريكا قد أدركت أنها لن تحقق الفوز في أفغانستان من خلال الحرب فقط، حيث تم تكرار ذلك مرارا من قبل مسؤولين عسكريين وسياسيين أمريكيين رفيعي المستوى. ولتلخيص كل ذلك، ففي الوضع الحالي، فإن أمريكا تحاول استبدال نهجها من خلال بذل دبلوماسيتها الماكرة، وقوتها الناعمة، والفرص الاقتصادية المشتركة في المنطقة لانتهاز الوضع وتحويله إلى صالحها. ويجب علينا أن لا ننسى أن هذه السياسة وبكل وضوح تبرهن أن أمريكا لا تزال مستمرة في عداوتها للإسلام والمسلمين. ولذلك، هناك حاجة ملحة للمسلمين في المنطقة للوقوف أمام كل الأجندة الأمريكية الخبيثة، وبما فيها الصين وروسيا وغيرها من الدول، وأن يكافحوا من أجل إقامة الخلافة. لأن الخلافة وجيشها الذي لا يخاف، هم فقط الذين يمكنهم القضاء على المستعمرين وكل من عادى الأمة الإسلامية من على وجه الأرض. ولهذا يجب على المسلمين مرة أخرى أن يستعيدوا دينهم وبلادهم وثرواتهم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان
#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#