الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الحكومة الانتقالية ترمي بذرة الفتنة في شرق السودان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحكومة الانتقالية ترمي بذرة الفتنة في شرق السودان

 

 

 

الخبر:

 

قُتل 8 أشخاص وأصيب 29 آخرون، في تجدد الاحتجاجات الرافضة لإقالة والي كسلا صالح عمار لليوم الثالث على التوالي الذي اتهم الشرطة بإطلاق الرصاص الحي على المحتجين السلميين، وعملت قبيلة الهدندوة مُنذ تعيين صالح عمار في 23 تموز/يوليو المنصرم، على تنظيم احتجاحات للضغط في اتجاه إقالته ضمن مطالب أخرى. كما سيرت قبيلة البني عامر ومؤيدي الوالي تظاهرات تنادي بتسلمه حكم الولاية وشهدت مدينة كسلا، شرقي السودان، إغلاقا شبه كامل للطرق الرئيسية ولسوق المدنية، بعد فض الاحتجاجات، كما سادت حالة من الذعر والخوف الشديدين وسط الأهالي. (سودان تريبيون، 15 تشرين الأول/أكتوبر)

 

التعليق:

 

إن ما يحدث في شرق السودان من صراعات قبلية راح ضحيتها العشرات هو أمر مقصود من الحكومة تحقيقاً لمشروع الغرب الكافر الساعي لتقسيم السودان، فإن ما قامت به الحكومة الانتقالية بتقسيم قضية البلد الواحد - بما يسمى اتفاقية السلام - إلى خمس مسارات: (الشرق، الشمال، الوسط، دارفور، المنطقتين) بشكل جهوي ثم توزيع مناصب الولاة في تلك المناطق بناء على الثقل القبلي، هو تعميق للمشكلة وإثارة للنعرة القبلية في تلك المناطق، فقد قام محتجون في مدينة بورتسودان بإغلاق ميناء بورتسودان رفضا لما يسمى بمسار الشرق الذي كان ضمن اتفاق السلام الموقع في جوبا، وقالوا إن من وقعوا على هذا الاتفاق لا يمثلون أهل شرق السودان وهدد عبد الله أوبشار مقرر مجلس نظارات البجَا - وهو مجلس يضم عددا من القبائل في شرق السودان - بخطوات تصعيدية أخرى وقد صرح أوبشار أنهم "قرروا المطالبة بتقرير المصير لإقليم شرق السودان، رفضا للتهميش" وذلك ضمن مؤتمر جامع تم عقده بمنطقة سنكات يوم 29 أيلول/سبتمبر الماضي. وكل هذه الأحداث على مسمع ومرأى من الحكومة دون أن تتخذ خطوات جادة في معالجة المشكلة، فقد اجتمع مجلس الأمن والدفاع السوداني يوم الثلاثاء 6 تشرين الأول/أكتوبر بحضور البرهان رئيس المجلس السيادي وكعادتهم كونوا لجاناً لحل مشكلة الشرق، وها هي الأحداث تتجدد بعد أيام من اجتماعهم المزعوم مما يدلل على إهمال الدولة بل ضلوعها في تأجيج المشكلة، وذلك بإرسال قوات الدعم السريع التي لا تجيد التعامل مع الناس إلا بلغة القتل والسلاح مما أدى إلى تلك الأحداث.

 

وهذه المشاكل نتيجة طبيعية لنظرة الدولة للحكم باعتباره غنيمة يتم التنافس عليها، لذلك نرى النزاع في من يتولى الحكم في تلك الولايات، وهذه ثمرة المحاصصات السياسية التي لا تناقش أصل المشاكل وهي المتعلقة بالفقر المدقع الذي يعيش فيه أهلنا في شرق السودان، فمناطق بورتسودان تعتبر أكثر مناطق السودان فقراً ويعشش فيها الجهل الذي فرضته الدولة على تلك المناطق، فهي منطقة هشة وبيئة مهيأة للانفجار أكثر من مناطق دارفور.

 

فالواجب على أهلنا في شرق السودان أن يعوا لما يحاك ضدهم من محاولات لتفكيك المجتمع وإثارة الناحية القبلية بين الناس التي نرى ثمارها المُرّة في دارفور وقبله في جنوب السودان، وها هم الآن يتذوقون هذه الثمار فقداناً في الأرواح وسفكاً للدماء وانعداماً للأمن، فاتقوا الله في أنفسكم ودعوها فإنها منتنة كما قال الحبيب المصطفى ﷺ.

 

فالحل الوحيد ليس في اتفاقيات (سلام) تثير الفتنة بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد بالمحاصصات وتوزيع المناصب السياسية استناداً إلى القبلية، وإنما الحل في إقامة نظام عادل يرعى شؤون الناس بالقسطاس المستقيم، وهذا لا يوجد إلا في نظام الإسلام المتمثل في دولته الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أكرم سعد

آخر تعديل علىالثلاثاء, 20 تشرين الأول/أكتوبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع