- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
هدم آلاف المساجد في تركستان الشرقية وطمس معالم ما لم يُهدم!
الخبر:
نقل موقع قناة "الحرة" في تقرير نشره بتاريخ 2020/11/1م شهادات عن ناشطين من مسلمي الإيغور كشفوا فيها عن محاولة السلطات الصينية طمس الهوية الإسلامية لمسلمي الإيغور بشتى الطرق، كان آخرها إزالة قباب ما تبقى من جوامع في تركستان الشرقية وطمس العناصر الزخرفية التي تحمل الطابع العربي والإسلامي عليها. ووفق الشهادات فقد "لوحظت تغييرات صارخة في مسجد نانغوان في ينتشوان، عاصمة مقاطعة نينغشيا، حيث يعيش معظم المسلمين في الصين، إذ تم تجريد المسجد من الزركشة الذهبية الدّالة على الطراز الإسلامي، والأقواس المزخرفة، فضلاً عن النص العربي الذي كان يزيّنه، كما تمت إزالة القباب ذات الطراز الإسلامي والعناصر الزخرفية من المساجد في مقاطعة قانسو، ومدينة لينشيا الملقبة بـ(مكة الصغيرة) لتاريخها كمركز للإيمان والثقافة الإسلامية في الصين". ووفقاً للتقرير فقد استغلت السلطات الصينية تفشي جائحة فيروس كورونا لإبقاء العديد من المساجد مغلقا، بالرغم من مزاعم انتصار الصين على الوباء.
التعليق:
بعد الجرائم الوحشية التي ارتكبتها الحكومة الصينية المجرمة ولا زالت بحقّ مسلمي الإيغور من احتجاز في معسكرات اعتقال ضخمة، إلى التعذيب والملاحقة، إلى بيع الأعضاء، إلى إجهاض النساء وتحديد النسل وغيرها من الجرائم، ها هي تهدم آلاف المساجد، وتقوم بإزالة القباب والمآذن ومحو الزخارف التي تحمل الطابع العربي والإسلامي في المساجد التي لم تهدمها، فوفقاً للناشطين الإيغوريين فإنّ السلطات الصينية هدمت ما يقارب 16 ألف مسجدا في الإقليم منذ 2017. ولم يقتصر الأمر على هدم المساجد حيث تفيد التقارير أنّ قرابة ثلث المواقع الإسلامية المهمة في تركستان الشرقية، ومن بينها الأضرحة والمقابر وطرق الزيارة الدينية، سويت بالأرض. وأشار تحقيق أجرته وكالة فرانس برس العام الماضي نشر بتاريخ 2019/09/10م إلى أنّ عشرات المقابر دُمرت في المنطقة، مما أدى إلى تناثر الرفات البشرية وحجارة المدافن المكسرة في أنحاء المواقع.
وتحاول السلطات الصينية المجرمة ممارسة الخداع والكذب وتغطية جرائمها بحق مسلمي الإيغور، فقد نفى مسؤولوها مرات عدة تعرض مسلمي الإيغور لجرائم أو انتهاكات، ورتبوا زيارات لصحفيين وحقوقيين لمراكز الاعتقال لتبييض صورتها وتاريخها الأسود بحق المسلمين، وها هي تمارس سياسة الكذب والخداع نفسها فيما يتعلق بهدم المساجد، ففي حديث للناشط محمد علي لموقع "الحرة" قال: إنّ "الحكومة الصينية تعتمد على الخداع والكذب، إذ تتعمد هدم المساجد في المدن والقرى الصغيرة، بينما تبقي على تلك الموجودة في المدن الكبيرة والسياحية من أجل خداع العالم، فضلاً عن توظيف صحفيين ووسائل إعلام عربية لتعزيز فكرة واحدة مفادها أنّ الإسلام بخير في الصين".
إنّ ما تقوم به السلطات الصينية من هدم للمساجد ليس إلا محاولة من محاولاتها المتكررة البائسة لطمس الهوية الإسلامية لمسلمي الإيغور، ومحاولة سلخهم عن دينهم وهويتهم الإسلامية، وهي تأتي في إطار الحرب على الإسلام والمسلمين، والهجمة الشرسة على المساجد وعلى روادها في جميع أنحاء العالم، سواء بالهدم كما في الصين ومصر، أو بالإغلاق بحجج وذرائع واهية على رأسها أنّها أماكن لتفريخ الإرهابيين، وقد رأينا إغلاق العديد من المساجد في فرنسا وفي غيرها، أو من خلال الدورات التي تعقد لتأهيل الأئمة والخطباء وفق منهج "الاعتدال" و"الانفتاح والتعايش" الذي يريده الغرب. ولكنّهم لم ولن ينجحوا في حربهم هذه بإذن الله، فالله متم نوره ولو كره الكافرون. ولينتظروا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة كما توعّدهم الله سبحانه: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
براءة مناصرة