الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
فاتك القطار يا ماكرون

بسم الله الرحمن الرحيم

 

فاتك القطار يا ماكرون

 

 

 

الخبر:

 

ذكر موقع (CNN) العربية في 20 من الشهر الجاري: "لقاء الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون مع قادة الجالية الإسلامية، الأربعاء، وطلبه وضع "ميثاق للقيم الجمهورية" خلال 15 يوما... إذ يتعين على المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والاتحادات التسعة التي يتألف منها الالتزام به، على أن يتضمن الميثاق تأكيدا على الاعتراف بقيم الجمهورية، وأن يحدد أن الإسلام في فرنسا هو دين وليس حركة سياسية، وأن ينص على إنهاء التدخل أو الانتماء لدول أجنبية".

 

التعليق:

 

مع التحركات الثورية في البلاد الإسلامية، بدأ الغرب يشعر بخطر الإسلام والمسلمين على الحضارة الغربية، التي فشلت في صهر شعوبها ونهضتهم نهضة صحيحة، وفي تأمين الطمأنينة لهم وحل مشاكلهم المتفاقمة في كافة المجالات.

 

وفي وقت يزداد فيه المسلمون وعياً على حقيقة دينهم أنه دين منه الدولة، له طريقة عيش خاصة، ولا يقبل الانصهار أو التكامل مع غيره من الأديان الأخرى، فهو دين الله الكامل الشامل الذي ارتضاه الله للناس أجمعين.

 

وها هي فرنسا تقود حرباً واضحةً على دين الإسلام بوصفه حركةً سياسيةً، بدعم أوروبي وأمريكي، وتعمل على أن تفرض على المسلمين دينا يتكيف مع مبادئها التي ينقضها الإسلام ويحرم اعتناقها.

 

ويوجب ماكرون على من أسماهم قادة المسلمين في فرنسا أن يضعوا ميثاقاً يسيرون هم والمسلمون في فرنسا عليه، يتضمن أسلمة القيم الغربية، بل الأدق تغريب الإسلام، ومنها حرية التعبير المطلقة، وتحجيم الإسلام إلى دين يقتصر على الفرد داخل المسجد، ولا دخل له بالسياسة والمجتمع والاقتصاد.

 

عن أية قيم تتحدث؟!

 

عن زعمكم فصل الدين عن الحياة، فتمنعون الله أن يتدخل بالسياسة وتجعلون التشريع للبشر؟!

 

أم عن الحرية الشخصية للأفراد، واستعبادكم للنساء، وتحويلهن إلى سلع جنسية رخيصة للملذات والدعاية، فحرمتموهن الأمومة وفككتم الأسر وأصبح غالبية أبنائكم من الزنا أبناء حرام؟!

 

أم عن حرية التملك، ومنها الربا، ودعم حيتان المال على حساب الفقراء؟!

 

أم عن نهب دول أفريقيا، وتركها بلاداً ينتهبها الفقر والمرض، بينما تملؤون جيوبكم من ثرواتهم؟!

 

أم عن حرية التعبير، التي تجرئكم على التطاول على الله تعالى، وأنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام، فأصبحتم تعبدون المادة وتقدسون أهواءكم، فضللتم وأضللتم، وفسدتم وأفسدتم، ثم تريدون من المسلمين اللحاق بكم، والسير في ركابكم؟!

 

وتتحدثون عن عدم تدخل الخارج! وهل أبقيتم بلداً للمسلمين لم تتدخلوا فيه؟!

 

تخافون من الإسلام وهو دين الله تعالى، والسلام وكرامة الإنسان...

 

ألم يحكم الإسلام أوروبا الشرقية وإسبانيا وبلغاريا وجنوب فرنسا ووصل إلى قلب النمسا؟!

 

فماذا كانت النتيجة إلا التقدم والرقي والنهضة والسلام والأمن والطمأنينة والعدل والرحمة...


فلماذا تشوهون الحقائق؟!

 

اقرؤوا تاريخكم وتاريخ دولة الإسلام بإنصاف، وأخبرونا عن الإرهاب الحقيقي.

 

الإسلام القادم، قريباً بإذن الله، سيحول مجتمعاتكم إلى الطهارة والنظافة والعفة والعدل والرحمة والسعادة، وسيقضي على الظلم والفساد والضلال وسيكسر شوكة أصحابها ليحيا الناس حياة تليق بهم بوصفهم بشراً.

 

خفتم من اعتناق الكثير من أبنائكم لدين الإسلام فأسرعتم لتشويهه وإخافة الناس منه ومن اتباعه، وأصبح همكم التضييق على المسلمين حيث تراقبونهم وتختبرون التزامهم، فضاقت بكم غيرة الزوج المسلم على زوجه إن مرضت، تعرضونها على طبيب فإن رفض عرضها على رجل حاكمتموه، وضاق بكم لباس يستر مفاتن امرأة مسلمة فمنعتموها التعلم والعمل، وضاق بكم طفلٌ مسلمٌ يرفض الإساءة لرسوله فمنعتم أهله من تربيته... ما لكم كيف تحكمون؟!

 

مهما فعلتم، فلن تفلحوا في تشويه الإسلام، ولا في وقف انتشاره، ولا في عودة دولة الإسلام، الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ستوحد بلاد المسلمين وتقودهم نحو ريادة العالم.

 

وإن وجدتم منتسبين للإسلام، وصورتموهم قادة المسلمين ووافقوكم بقيمكم التي يرفضها الإسلام والفطر السليمة والعقول المستنيرة، سيبقى دين الله نقياً صافياً، لا يختلط بباطلكم العفن الفاسد الذي أزكم الأنوف، وله عبادٌ مخلصون في حمله والدعوة له حتى يظهره الله تعالى.

 

وللمسلمين نقول: سيروا نحو مجدكم التليد، وأيقنوا أنكم منصورون، واثبتوا على الحق المبين واصبروا في مواجهة الباطل، فما النصر إلا صبر ساعة، ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

الشيخ د. محمد إبراهيم

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

آخر تعديل علىالأربعاء, 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع