- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
جنيف وأستانة تحاكي حانا ومانا
الخبر:
أكد البيان الختامي لاجتماع أستانة بشأن سوريا الالتزام بالعملية السياسية واستئناف اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف. (الجزيرة نت)
التعليق:
أمريكا راعية الكفر، واضعة الخطط وموزعة الأدوار على عملائها لوأد ثورة الشام تسير في رؤيتها للحل السياسي الذي يحفظ لها نفوذها وتحكّمها في مجريات الأحداث، بينما النظام وظله المعارض والدول الراعية خادم مطيع للرؤية الأمريكية ضامن لمصالحها.
لم يعد خافيا على أحد أن المسارات التي مرت بها ثورة الشام خلال سنواتها ابتداء من سيطرتها على أكثر من سبعين بالمئة من سوريا، مرورا بالقتل والتهجير والتدمير الذي مارسته أمريكا بأدواتها المختلفة، ثم الهدن والمفاوضات والمال السياسي المسموم، ثم صناعة واجهة سياسية تابعة لها، تطالب بالحل السياسي الذي تسعى له أمريكا، وربط قيادات الفصائل بالداعم المنفذ لإملاءاتها والسائر في حلها.
أيها الثوار، يا أهلنا في الشام:
أليست هذه الهدن هي التي أوقفت الجبهات وسلمت المناطق للنظام؟ أليس المال المسموم هو ما كبل الفصائل وجعلها تأتمر بأوامر الداعمين؟ أليست الواجهة السياسية التي صنعتها أمريكا في أجهزة المخابرات هي التي سارت بالتآمر على الثورة والسير بالحل السياسي الذي تريده أمريكا، بعد انتخابات هزلية حافظت فيها على النظام وأعطته شرعية مزورة، وتسعى لعمل دستور علماني قد يستبدل خائنا آخر ببشار، يبقي القتل والدمار والاعتقال؟
أيها الثوار، يا أهلنا بالشام:
إن أرزاقكم وآجالكم بيد الله تعالى وحده، فلن تمنع أمريكا وأذنابها عنكم الرزق، ولن تقرب لكم أجلا أو بلاء لم يكتب؛ فاحفظوا الله بنصرة دينه وحفظه، والسعي لتطبيقه ليصبح واقعا عمليا يراه الناس. واصبروا وصابروا واقطعوا جميع حبالكم إلا مع الله عز وجل، فوالله إنهم لأهون على الله من أذاكم، وإنما يؤخرهم الله بينكم ليعلم الصادق من الكاذب بينكم بلاء وتمحيصا يرفع به درجاتكم بإحدى الحسنين، فيا فوز من يرتقي فينالها على السبيل شهادةً يدخل بها الجنة بغير حساب، فوالله إنه الخير الذي ليس فوقه خير، ونصراً لعباده المخلصين.
هذا ما يعدكم به ربكم إن نصرتم دينه وعملتم مع العاملين لتحكيم شرعه؛ ليستأنفوا به الحياة الإسلامية في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وما تعدكم أمريكا وعملاؤها إلا غرورا.
فانبذوا أمريكا وعملاءها وجميع الأنظمة العميلة الخائنة وصِلوا أنفسكم بالله تعالى وكونوا مع المخلصين منكم العاملين لخيركم والساعين بينكم لإقامة الخلافة التي تخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الغرب وأنظمته إلى نور الإسلام وعدله.
اللهم عجل بها واجعلنا من شهودها وجنودها.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. عبد الله ناصر – ولاية الأردن