- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
باستطاعة باكستان وأفغانستان إنهاء التدخل الأمريكي
الخبر:
أعلن عمران خان قبل أسابيع قليلة إعلاناً جريئاً، حيث رفض استخدام أمريكا لقواعد باكستانية لإجراء عملية أمنية في أفغانستان، وقال: "نحن ببساطة لا نستطيع تحمل ذلك، لقد دفعنا بالفعل ثمناً باهظاً"، وسلّط الضوء أيضاً على أنه "إذا لم تستطع الولايات المتحدة، صاحبة أقوى آلة عسكرية في التاريخ، أن تكسب الحرب في أفغانستان بعد 20 عاماً، فكيف ستفعلها أمريكا من قواعدها في بلادنا؟" ومع ذلك، فإنه على الرغم من هذه التعليقات، إلا أن خان أشار إلى احتمال أن تكون "باكستان مستعدة لتكون شريكاً مع الولايات المتحدة من أجل السلام في أفغانستان". (الواشنطن بوست)
التعليق:
إن رغبة خان في التعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان تتعارض مع كل الجهود الأمريكية التي بذلتها لسحق المقاومة الأفغانية، وتتعارض أيضا مع تاريخ المنطقة، ففي ذروة الاحتلال الأفغاني، كان لدى أمريكا ما يقرب من 100,000 جندي في عهد أوباما عام 2011. ومع ذلك، فقد بلغ العدد الإجمالي للقوات المحتلة تحت مظلة قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) 130 ألفاً في عام 2012. وبلغ عدد المتعهدين من المرتزقة من العاملين مع وزارة الدفاع الأمريكية في أفغانستان 117,000، لذلك فإن المنطق البسيط يقول إنه إذا لم يتمكن أكثر من 200,000 جندي أجنبي من إخماد المقاومة الأفغانية وبدعم من النيران العسكرية الأمريكية المدمرة وبمساعدة قوية من الجيش الباكستاني (منذ عام 2005، نشرت باكستان 80.000 جندي في المناطق القبلية الاتحادية وعلى طول الحدود مع أفغانستان) أكثر مما يأمله تحالف إسلام أباد وواشنطن بعد الانسحاب.
إن احتمالية نجاح هذا التحالف يصبح أكثر إرباكاً للعقل نظراً لضعف تسليح مقاتلي طالبان، فهم لا يمتلكون دبابات وطائرات مقاتلة ولا يزيد عددهم عن 75,000 مقاتل، فأفغانستان حقاً مقبرة للإمبراطوريات، فقد قبرت البريطانيين والروس، والأمريكيون الآن قد تجرعوا مرارة الهزيمة فيها. وقد كان (بايدن) محقاً في استنتاجه، حيث قال: "لم تتمكن أي دولة من توحيد أفغانستان على الإطلاق، لقد ذهبت الإمبراطوريات إلى هناك ولم تتمكن من ذلك".
ومن أسباب فشل المحتلين هي أن طالبان التي نشأت في المدارس الباكستانية وتدربت تحت وصاية الجيش الباكستاني لديها قواسم مشتركة مع باكستان أكثر من أي دولة أجنبية أو دولة مجاورة أخرى. فالشعبان الأفغاني والباكستاني يشتركان في إحساس قوي بالتاريخ الإسلامي والهوية الإسلامية، ويتشاركان في المذهب الحنفي نفسه، ولديهما شوق عميق لعودة الإسلام. والأهم من ذلك كله، أن أهل كلا البلدين قد سئموا من قهر وغطرسة الغربيين. وبالتالي فإنه من المنطقي أن تتوحد كل من أفغانستان وباكستان في كيان واحد لدعم عودة الإسلام في قلب أوراسيا وإزالة النفوذ الأمريكي من المنطقة إلى الأبد، ومع ذلك، فإن خان الذي يقبل بسهولة هزيمة أمريكا في أفغانستان ليس مستعداً للقبول بهذه الحقائق على الأرض، ويريد العمل مع أمريكا لارتكاب المزيد من المجازر والمزيد من إراقة الدماء بين الأشقاء. لذلك لا يوجد سوى حل واحد، وهو أن تتوحد باكستان وأفغانستان في دولة واحدة موحدة لتصبح نقطة ارتكاز لدولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، قال رسول ﷺ: «يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ لَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّى تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ» (الترمذي).
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي – ولاية باكستان
#أفغانستان
Afghanistan#
Afganistan#