الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تدّعون الدّفاع عن المرأة وحقوقها وأنتم من يتاجر بقضيّتها ويحطّ من شأنها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تدّعون الدّفاع عن المرأة وحقوقها وأنتم من يتاجر بقضيّتها ويحطّ من شأنها

 

 

 

الخبر:

 

حذّرت الأمم المتّحدة في تقرير صدر الأربعاء من أنّ حرمان النّساء من العمل في أفغانستان سيفاقم الأزمة الاقتصاديّة "الكارثيّة" التي غرقت فيها البلاد بعد الانسحاب الغربيّ وعودة طالبان إلى السّلطة. وأشار برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في تقريره "الآفاق الاجتماعية والاقتصادية لأفغانستان 2021- 2022" بحسب ما نقلت فرانس برس إلى أنّ الأزمة الاقتصاديّة والإنسانيّة في أفغانستان "تتفاقم" و"يجب أن نواجهها لإنقاذ أرواح" مهدّدة بالفقر والمجاعة. (العربيّة 2021/12/01)

 

التّعليق:

 

سلّط تقرير حديث نشرته منظّمة الأمم المتّحدة للطّفولة (اليونيسيف) الضّوء على تفاقم الأزمة في أفغانستان؛ إذ ذكر التّقرير أنّ "جائحة كورونا وأزمة الغذاء المستمرّة وقرب فصل الشّتاء قد أدّت إلى تفاقم ظروف الأسر الأفغانيّة"، وأضاف التّقرير أنّه "في عام 2020، كان قرابة نصف سكّان أفغانستان في حالة فقر لدرجة أنّهم كانوا يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسيّة مثل الغذاء ومياه الشّرب النّظيفة"، كما أنّ سيطرة طالبان على السّلطة أدّت إلى تجميد المساعدات والمنح الخارجيّة التي تشكّل 75% من حجم الإنفاق العام.

 

بوصولها إلى الحكم واجهت حركة طالبان عراقيل وصعوبات عدّة لدفع الرّواتب المستحقّة لموظّفي الدّولة وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائيّة وأزمة سيولة تعصف بالمصارف الأفغانيّة. وهو ما دفعها للاستنجاد بأمريكا التي يمكنها "لضمان الأمن أن تستثمر في قطاعات التّصنيع والزّراعة والتّعدين".

 

 ورد في الرّسالة المفتوحة التي أرسلتها حكومة الحركة باسم وزير خارجيّتها متقي خان إلى الكونغرس الأمريكيّ يوم 2021/11/17: "نطالب الكونغرس الأمريكي باتّخاذ خطوات تساهم بفتح الأبواب أمام العلاقات المستقبليّة وإزالة تجميد أصول البنك المركزيّ الأفغانيّ (9,5 مليار دولار) ورفع العقوبات"! فكيف تجعل الحركة لأمريكا عليها سبيلا وتعيد لها الحقّ في الاستثمار وفرض هيمنتها من جديد؟! كما جاء في الرسالة: "هناك حاجة إلى خطوات متبادلة لبناء الثّقة يجب على أمريكا رفع عقوباتها، وإلا ستكون كارثة وهجرة جماعية في الشتاء، ما سيخلق مشاكل جديدة للمجتمع"! أتعيد علاقاتها مع أمريكا حتّى ترفع عنها العقوبات؟! إنّها تفتح الباب على مصراعيه من جديد لدولة استعماريّة لم تتوان عن قتل الملايين من أجل تحقيق مصالحها وفرض سيطرتها وهيمنتها. أليست هي التي أذاقت أهل أفغانستان الويلات وهي من جعلتهم يحيون في ظروف معيشيّة صعبة طوال ما يقارب 20 سنة؟!

 

 أيّ هوان هذا لحركة تدّعي أنّها تريد إقامة إمارة إسلاميّة؟! كيف تأمن لمن لم يرقبوا في المسلمين إلّا ولا ذمّة وقتلوا منهم الآلاف خلال حربهم في أفغانستان؟!

 

إن العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين فلا يُذلّ ولن يذلّ من تمسّك بدين الله؛ "نحن قوم أعزّنا الله بالإسلام"، ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.

 

أمام هذه المزايدات والمساومات تحرّكت مجموعة العشرين والاتّحاد الأوروبّيّ والحكومة الألمانيّة لمعالجة ما أطلقوا عليه اسم "الأزمة الإنسانيّة في أفغانستان" وتعهّدوا بتقديم مساعدات، وأكّدت المستشارة الألمانية ميركل عدم استعداد بلادها للاعتراف بحكم طالبان. تحرّك هؤلاء بعد سيطرة هذه الحركة الإسلاميّة على الحكم ليقدّموا مساعدات وكأنّ ما تمرّ به أفغانستان من أزمات لم يكن ليتفاقم لو لم تصل هذه الحركة إلى الحكم! وهو ما تفنّده تصريحات ووقائع عدّة؛ ففي تصريح لبي بي سي، قال سيّد موسى كليم الفلاحي، المدير التّنفيذيّ لبنك أفغانستان الإسلاميّ، إنّ القطاع الماليّ في أفغانستان في قبضة "أزمة وجوديّة" بسبب الهلع الذي يسيطر على العملاء. فالاقتصاد في أفغانستان يمرّ بأزمة طاحنة بالفعل حتّى قبل سيطرة طالبان على الحكم في آب/أغسطس الماضي.

 

لقد سُلِّطت الأضواءُ في ظلّ تغيّر الوضع السّياسيّ في أفغانستان على المرأة في سعي متواصل من الغرب لضرب مفاهيم الإسلام واستهجانها وتشكيك المرأة المسلمة في أفغانستان في أحكام دينها ودفعها للتّمرّد عليها ورفضها.

 

فما تقوم به حركة طالبان من منع للمرأة من العمل أو الحدّ منه وعدم السّماح للفتيات بالتّعليم هو ما جعلها تُنعَتُ بالتّشدّد ممّن يريدون أن يحقّقوا أهدافهم الدّنيئة للنّيل من الإسلام من خلالها كحركة تمثّل الإسلام. هي ممارسات تقوم بها الحركة والإسلام منها براء فقد حثّ الإسلام على طلب العلم ولم يفرّق في ذلك بين ذكر أو أنثى وسمح للمرأة بالخروج للعمل ما دامت لا تحيد عن الضّوابط التي حدّدها لها الشّرع.

 

مفاهيم مغلوطة ومزيّفة لا هدف من ورائها سوى مواصلة الحرب التي أعلنتها الحضارة الغربيّة على الإسلام لتظهره "متخلّفا" ينتهك حقوق المرأة ويحقّرها ويحرمها من التّعليم والعمل... هي مساعٍ حثيثة للحطّ من قدرته على إخراج أفغانستان وغيرها من دول المسلمين ممّا يعانيه النّاس من مشاكل اقتصادية ومن صعوبة العيش من خلال إيصال ما أطلقوا عليه "حركات إسلاميّة" إلى الحكم فتحكم بغير الإسلام أو تقتطع بعض أحكامه لتظهر بمظهر الحاكمة به وهو ما يخالف طبيعة هذا الدّين العظيم الذي جاء كلّا لا يتجزّأ؛ أحكامه مترابطة متسلسلة لا تفكّ عقدها... وبتنفيذها تسعد أمّة الإسلام والبشريّة جميعا فهي الرّحمة التي أرسلها الله سبحانه وتعالى للعالمين.

 

إنّ من تتحرّك من النّساء في أفغانستان هنّ النّساء العلمانيّات اللّاتي وظّفهنّ الغرب لتنفيذ مخطّطاته لصرف المرأة المسلمة عن إسلامها، وهنّ يعملن لا في أفغانستان فقط بل في كلّ بلاد المسلمين... يعملن بجدّ لينفثن سموم الحضارة الغربيّة في عقول النّساء المسلمات وهنّ فئة لقيطة تسعى لكسب من يؤيّدنها من أصحاب النّفوس الضّعيفة ونسأل الله أن يهدي نساء المسلمين وبناتهم وأن يثبّتهنّ على طاعته ولا ينسقن وراء هذه المفاهيم الفاسدة المفسدة والمضلّلة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير

زينة الصّامت

آخر تعديل علىالأحد, 05 كانون الأول/ديسمبر 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع