- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
وجهان مختلفان لأردوغان
(مترجم)
الخبر:
قال الرئيس التركي أردوغان في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ16 لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: "إن القضية الفلسطينية هي إحدى اللبنات التي جمعت المسلمين، وساهمت في تأسيس منظمة التعاون الإسلامي. وإن الدفاع عن القدس يعني الدفاع عن الإنسانية. ولا يزال الحصار الجائر والقاسي المفروض على غزة مستمرا. لم نتمكن أبدا من الفصل بين الحزن والموت، ولن نفعل ذلك أيضا في المستقبل. ومن الضروري أن نؤمن بمساعدة المضطهدين بغض النظر عمن يكونون. القدس ليست قضية مجموعة من المسلمين الشجعان فقط إنما قضية العالم الإسلامي بأسره".
التعليق:
من الممكن تحليل تصريحات أردوغان في أبعاد مختلفة.
أولا وقبل كل شيء، لم يكن أردوغان صادقا أبدا في هذا الخطاب. فمن ناحية، يتحدث عن قسوة كيان يهود، ومن ناحية أخرى، يؤكد أنه يوجه رسائل لطيفة إلى كيان يهود ويعزز العلاقات معه مرة أخرى. ففي مكالمة هاتفية أجراها أردوغان الشهر الماضي مع رئيس كيان يهود، أشار إلى أن علاقات الكيانين مهمة أيضا لأمن واستقرار الشرق الأوسط. وقال إنه يمكن أيضا تقليل الخلافات في الرأي إذا تم العمل على القضايا الثنائية والإقليمية في تفاهم متبادل، وأنه من الضروري استعادة ثقافة السلام والتسامح والتعايش في المنطقة. وفي هذا الصدد، أعرب عن أن تطوير العلاقات بين السلطة الفلسطينية وكيان يهود واستئناف عملية السلام يشكلان أولوية.
وكما يتضح من الأوصاف، فإننا نواجه صورتين مختلفتين لأردوغان.
لسنوات، بينما كان أردوغان يحاول، بحكم السياسة الأمريكية الجديدة، تعزيز العلاقات السياسية والمالية مع مصر والإمارات ودول أخرى، والتي كانت على المزايدات، فإنه من ناحية أخرى، يريد أيضا إعادة تعزيز العلاقات الدبلوماسية التي يفترض أنها توترت مع كيان يهود الغاصب، الذي كان يطلق عليه سابقا اسم قاتل الأطفال ودولة الإرهاب.
فمن ناحية، يتحدث أردوغان عن اضطهاد كيان يهود من أجل الانتخابات الرئاسية المقبلة في عام 2023 من أجل تعزيز قاعدته الشعبية، بينما من ناحية أخرى، يجري مكالمة هاتفية مع رئيس كيان يهود الغاصب، إسحاق هرتسوغ، الذي ذبح المسلمين، وهنأه على انتخابه رئيسا.
ومع ذلك، أطلق سراح زوجين يهوديين الشهر الماضي كانا قد التقطا صورا لمنزل أردوغان واحتُجزا بتهمة التجسس لمجرد إرضاء كيان يهود. وبعد ذلك، اتصل رئيس كيان يهود ورئيس وزرائه بأردوغان هاتفيا للتعبير عن امتنانهما لإطلاق سراح الزوجين. ومرة أخرى، ومن أجل منع إلحاق الضرر بالعلاقات الدبلوماسية التي تميل إلى التطبيع مرة أخرى مع كيان يهود، أغلقت قضية مافي مرمرة وترك المسلمون وحدهم دون حماية.
بالطبع، الخيانات لا تقتصر على هذا. فقد قال مسؤول تركي رفيع المستوى لصحيفة هيوم اليهودية إن الحكومة التركية نقلت عنه أنه مستعد لتعيين سفير في تل أبيب إذا تعهد كيان يهود أيضا بتعيين سفير في وقت واحد. ومن أجل إحياء العلاقات مع كيان يهود وإرضائه، ارتكبت خيانة كبيرة أخرى. في حفل الجمعية الوطنية السفارديمية، الذي نظمته جماعة الإخوان السفارديم الأمريكية في نيويورك والتي جمعت الجالية السفارديمية واليهود الأتراك الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة من الخلافة العثمانية وتركيا معا، حيث أضاء حسن مراد مرجان، السفير التركي في واشنطن، شموع هانوكا مع سفراء كيان يهود واليونان في حفل الجمعية الوطنية السفارديم الذي أقيم في نيويورك.
في الواقع، كل هذا يظهر لنا شيئا واحداً؛ أن الخيانة التي تحدث خلف الأبواب المغلقة أصبحت واضحة الآن. ويتخذ أردوغان مثل هذه الخطوات السياسية القذرة لإرضاء أمريكا وحماية كرسيه. إن لديه خطابات رنانة لا يستطيع أن يجعلها حقيقية ولا يستطيع الوفاء بها بخطاب شعبوي يحب المسلمون القيام به. إنه يبذل كل قوته لهذا الغرض لإرضاء أمريكا والغرب. ولكن ألم يكن على أردوغان أن يتخذ خطوات لإرضاء ربه، ألا ينبغي عليه أن يحمي مصالح الأمة من خلال تعبئة الجيوش التي من شأنها اقتلاع كيان يهود الغاصب من أرض فلسطين المباركة؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يلماز شيلك