- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
خطآن اثنان لا يعادلان صحا واحدا
(مترجم)
الخبر:
ألقى أردوغان خطابا خلال اجتماع له مع سفراء أعضاء الاتحاد الأوروبي في قصر جنكايا. وقال إنهم لا يزالون يتوقون للحصول على عضوية في الاتحاد الأوروبي منذ أكثر من نصف قرن، وأضاف: "تركيا هي جغرافيا وتاريخيا وإنسانيا جزء من القارة الأوروبية؛ وبالطبع فإن الاتحاد الأوروبي يعتمد على هدف العضوية الكاملة. وعلى الرغم من كل الظلم الذي تعرضنا له، فإن الاتحاد الأوروبي يبقى أولوية استراتيجية لنا. وفي الحقيقة، فإننا مستمرون بالسعي لهذا الهدف. فالاتحاد الأوروبي يحتاج لأن يكون مخلصا وعادلا وملتزما بسير عملية عضوية تركيا".
التعليق:
إن التوترات السياسية، والمشاكل الاقتصادية، والحركات الاجتماعية مهمة جدا لنا لنرى ما نوع مديري المواقف الموجودين في السياسيين الأتراك. وحتى مؤخرا، قال: "إذا لم يقبل بنا الاتحاد الأوروبي، فإننا سنسلك طريقنا الخاص.. سنسن القوانين حسب معايير أنقرة". ولكن في الحقيقة فإن أردوغان لم يبتعد يوما عن محاولة الانضمام للاتحاد الأوروبي. ونيابة عن إفساد الدين والأخلاق والتقاليد وعادات المجتمع، أنت لم تمتنع عن إصدار أي تشريعات أو قوانين. ومرة أخرى، قمت بتوقيع اتفاقيات ستقوم وبشكل راديكالي بتدمير الأسرة والأجيال والمجتمع. فقد اعتقدت أنه من حقك أن تكون جزءا من الاتفاقات على عجالة.
وفي الحقيقة، وعلى الرغم من حقيقة أن الشعب المسلم لا يملك أية توقعات أو رغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن هذا خير مثال كيف أن الحكام يلاحقون هذا الحلم منذ أكثر من نصف قرن. كما لو أنهم نسوا كلام الله تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارى حَتّٰى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْؕ قُلْ اِنَّ هُدَى اللّٰهِ هُوَ الْهُدى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّٰهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصيرٍ﴾ [البقرة: ١٢٠].
إن حقيقة أننا جغرافيا على حدود أوروبا، لا تجعل منا جزءا من تاريخها وأهلها وثقافتها. فبالنظر إلى تاريخنا، لطالما كافحنا لقرون طويلة أمام تلك الدول التي تمثل الباطل. هذه هي حقيقتنا التاريخية.
وفي حال كنا نتحدث عن السكان الذين يتعمدون توفير قوى عاملة في الدول الأوروبية اليوم، فهذه ليست سوى صورة مؤسفة للوضع الذي نحن فيه، حيث إن عجز حكامنا خذل الأمة الإسلامية. وبهذا الخصوص، فنحن لا نملك ولا حتى قضية واحدة نتشاركها معهم ونتفق فيها معهم. ولطالما كانت هذه هي الحال، ولكن بالنسبة للمسؤولين، فإن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قد يكون هدفا استراتيجيا، حيث يمكنهم لأجله أن ينتظروا نصف قرن آخر.
لا بد أن يكون معلوما أنهم لن يرضوا أبدا حتى نتبع دينهم، ونحن لن نرضى أبدا حتى يتبعوا دين الله سبحانه. وعلى الرغم من وضوح الوضع، فإنه العمى السياسي الذي يتوقع التزاما من العالم النصراني. وبهذا الخصوص، فإن قربنا الجغرافي، وحقيقة أن بعضا من أبنائنا يعملون هناك، لا يؤكد كوننا جزءا منهم، أو أننا في الجهة نفسها معهم، أو أننا نسعى لنفس أهدافهم فكل هذا لا أساس له من الصحة. ولهذا وبوضوح أكثر، فإن خطأين لا يساويان صحا واحدا.
لا يوجد أية مصالح سياسية أو توقعات اقتصادية من شأنها أن تجمعنا تحت سقف واحد مع هذه الدول، التي لم تنته حربها معنا، والتي تستعمل أفكارها الخبيثة والمنحلة وممارساتها في ملاحقة المسلمين عند كل منعطف.
فإن كنت تقبل أي نصائح، فسوف تطالب بالحكم الإسلامي الذي سيكون رحمة للبشرية، عوضا عن الانتظار أمام باب الاتحاد الأوروبي، الذي يمثل الحضارة الغربية الفاسدة. فهذه الطريقة هي الشرف والنجاح والنصر الحقيقي لأولئك الذين يسعون له.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد سابا