- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
ما الذي تريده أمريكا من إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية؟!
الخبر:
أفادت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الاثنين 2022/01/24، بأن الولايات المتحدة تبحث إعادة تصنيف جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية كمنظمة إرهابية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، في مؤتمر صحفي إن "الهجمات على الإمارات والسعودية، وكذلك الضربات الجوية الأخيرة على اليمن التي قتلت مدنيين، تمثل تصعيدا مقلقا لا يؤدي سوى إلى مفاقمة معاناة الشعب اليمني". (قناة روسيا اليوم الفضائية)
التعليق:
قبل أيام من انتهاء ولاية رئيس أمريكا السابق دونالد ترامب، أقدمت وزارة الخارجية الأمريكية على تصنيف جماعة الحوثي "جماعة إرهابية"، ضمن سياسة للضغط على إيران تهدف لعرقلة العودة للاتفاق النووي الموقع في 2015، والذي انسحبت منه إدارة ترامب منتصف 2018. وبعد أسابيع من وصول بايدن للحكم بادرت واشنطن بقرار عبر وزير الخارجية بلينكن في 2021/02/16م، برفع اسم جماعة الحوثي من قائمتها للجماعات الإرهابية، وجاء هذا القرار كخطوة ثانية عقب توقف واشنطن عن تقديم الدعم العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية، ثم ها هي أمريكا من جديد تستخدم ورقة الإرهاب مرة أخرى، وذلك بإعادة تصنيف الحوثيين "جماعة إرهابية". جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأمريكي بايدن أمس الاثنين بمناسبة مرور عام على توليه الحكم، حيث أشار إلى أن طلب إعادة تصنيف الحوثيين "منظمة إرهابية" قيد النظر، فيما يرى مختصون أمريكيون أن مساعي الخارجية الأمريكية لتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية سيضر بجهود إحلال السلام في اليمن، وبالوضع الإغاثي في معظم المحافظات الشمالية التي تسيطر عليها الجماعة.
لقد أصبحت ورقة التصنيف بالإرهاب ورقة سياسية، تستخدمها أمريكا على الجماعات والمنظمات وحتى الدول، لتحقق من خلال ذلك مصالحها، أو لامتصاص ضغوطات عليها. أو لإظهار وإشهار حركة أو دولة ما، وهذا ما تفعله أمريكا بالنسبة للحوثيين. فمن جانب تسعى أمريكا لإبراز الحوثيين كقوة تهديد في المنطقة لا يمكن تجاهلها، ولن توقف أعمالها العدائية إلا أمريكا، كما تستخدم إلى الآن إيران كبعبع في المنطقة لابتزاز دول الخليج. ومن جانب آخر فإن تصنيف جماعة الحوثيين جماعة إرهابية، بعد استهدافهم للإمارات، ليس هو إلا من باب مجاملة الإمارات لا غير، لأن الحوثيين أداة أمريكا في اليمن، مثلها مثل حزب إيران في لبنان، وبشار في سوريا.
إن الغرب وعلى رأسه أمريكا قد حسم أمره أن الأمة تريد الخلاص منه، ومن زبانيته من الحكام، والعيش في كنف دينها؛ لذلك عندما وضعت أمريكا خطتها، فإنما وضعتها لصياغة المنطقة كلها، صياغة تقوم على تفتيت جديد للمنطقة يناسب تماماً عدم تمكن الأمة بنظرة من الوحدة على دينها، تفتيت جديد قائم على التحريش الطائفي والعرقي والمذهبي، وعلى العداء المستحكم بين هذه المكونات المختلفة؛ بحيث تكون الوحدة شبه مستحيلة إن هو نجح في هذا التفتيت، فنجد وللأسف أن أمريكا اتخذت في اليمن من السعودية وأتباعها ومن إيران وأزلامها رأس حربة في عملية التفتيت هذه، ولن توقف مهازل أمريكا وبريطانيا في اليمن إلا دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، والتي يعمل لإقامتها حزب التحرير، فهلا كنتم يا أهل اليمن أهلاً لذلك؟!
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله القاضي – ولاية اليمن