السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
عندما يفقد الكيان السياسي عقلية رجال الحكم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عندما يفقد الكيان السياسي عقلية رجال الحكم

 

 

الخبر:

 

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يريد حرباً سببها أوكرانيا، بعد أسابيع من التوتر الذي أججه انتشار واسع للقوات الروسية على حدودها، إلا أنه لم يخف مخاوفه من استمرار السعي لانضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي "ناتو" حاليا أو مستقبلاً.

 

وقال بوتين في مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني عقب مباحثات مطولة بينهما في موسكو "هل نريد حرباً أم لا؟ بالتأكيد لا، لهذا السبب قدمنا اقتراحاتنا لعملية تفاوضية"، وأضاف الرئيس الروسي أنه بحث مع المستشار الألماني الضمانات الأمنية، وأكد استعداد موسكو لمواصلة تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا.

 

التعليق:

 

إن القرار السياسي قرار يتعلق بهيبة الدولة ثم بهيبة رجال الحكم فيها، والأصل في الحاكم عند اتخاذ أي قرار سياسي ألا يكون ردة فعل أو قراراً متسرعاً بحيث يتراجع عنه، أو قراراً بدون القدرة على تنفيذه؛ إذ القرار السياسي خطير وهو نتاج العملية العقلية في موضوع سياسي معين يجب أن يدرس بعناية فائقة جداً مع دراسة جميع ردود الأفعال السياسية لدول الطرف الآخر وأثر تنفيذ هذا القرار، وكذلك أثر الإخفاق في تنفيذه، وأثر هذا الإخفاق ليس على شخص الحاكم بل على الكيان السياسي.

 

فمثلاً القرار بدخول الحرب أو التهديد بدخولها ليس قراراً سهلاً يتخذ إثر فورة غضب أو ردة فعل، بل هو قرار مدروس من كافة الجوانب العسكرية والسياسية، وكذلك دراسة الغاية والهدف من القرار ودراسة قدرة الطرف الآخر والهدف من موقفه وقدرته على تحقيق هدفه والجدية فيه.

 

فمثلاً عندما يهدد بوتين أوكرانيا ضمنياً إذا مضت بسعيها نحو الانضمام إلى حلف الناتو، فإن هذا القرار متسرع جداً ولا يدل على عقلية رجال الحكم، فالمسألة ليست مجرد احتلال أوكرانيا مثلاً بل المسألة أبعد وأخطر من هذا بكثير، والنتيجة هي قرار بوتين بالتراجع عن قراره عن الحدود الأوكرانية، فإن الفضل في ذلك يعود إلى عجز روسيا عن تبعات هذا القرار على المستوى الدولي والإقليمي، وإدراك أن روسيا تسير بهذا القرار المتسرع إلى تحقيق خطة العدو وهو الولايات المتحدة التي سعت إلى توريطه في أوكرانيا، ويَكمن الخطر في إدراك الولايات المتحدة إلى إمكانية تحقيق التورط الروسي في أوكرانيا لإمكانية تحقيق هدفها من خلال دراستها لرجال الحكم في روسيا وضعف أدائهم السياسي وإمكانية جرهم إلى تحقيق هدف العدو، وهذا إن دل فإنما يدل على إدراك الولايات المتحدة إمكانية تحقيق هدفها من خلال زمرة الحكم في روسيا لقناعتها بضعفهم السياسي، فسواء تورطت روسيا أم لا، فستكون الولايات المتحدة قد حازت نصراً معيناً؛ فالتورط في الحرب هو استنزاف لهم ولتذهب أوكرانيا إلى الجحيم في خدمة الولايات المتحدة، وإن كان التراجع ففيه ضياع لبقايا هيبة الدولة إن وجدت، وتشجيع دول الجوار الروسي على التحدي أهم من خلال الاستعانة بالناتو، وتكون روسيا بذلك بلعت الموس على الحدين سواء بالحرب أو التراجع، مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف الآثار والتبعات لكن كلها ضمن الضعف الروسي.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

حسن حمدان (أبو البراء)

 

آخر تعديل علىالجمعة, 18 شباط/فبراير 2022

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 19 شباط/فبراير 2022م 20:02 تعليق

    اللهم أضرب الظالمين ببعض وأخرج المستضعفين من بينهم سالمين

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع