الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأقصى لا يحرَّر بالمؤتمرات

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأقصى لا يحرَّر بالمؤتمرات

 

 

 

الخبر:

 

اختتمت الدورة الثالثة لمؤتمر منبر الأقصى الدولي أعمالها في مدينة إسطنبول التركية، والتي خُصصت للتشاور بشأن مستقبل مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك.

 

وشارك في أعمال الدورة التي استمرت يومي الجمعة 2022/03/18 والسبت 2022/03/19، وتنظمها مؤسسة منبر الأقصى الدولية، 350 مهتماً معظمهم من علماء وأئمة المسلمين من أكثر من 40 دولة. (صفا)

 

التعليق:

 

ثلاثمائة وخمسون "مهتما"، وأضع مهتما بين ظفرين؛ لأنها لا تعبر حقا عن وصفهم لأن المهتم لا يترك جهدا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بيده ولسانه وقلبه. وقد أدرك القاصي والداني أن لا منكَرَ أكبرُ من احتلال يهود لأرض المسلمين وتدنيسهم للمسجد الأقصى وقتلهم الأبرياء في فلسطين واستباحة الدم والأرض منذ أكثر من سبعين عاما.

 

قبل انعقاد المؤتمر بأيام قليلة، زار أردوغان دويلة الإمارات وصافح ابن زايد الذي ما فتئ يتهمه بالخيانة لأنه طبع العلاقات مع يهود فيما يسمى معاهدة أبناء إبراهيم، وكان أردوغان قد جعجع وأزبد في اتهامه المطبعين بالخيانة وهدد بسحب السفير وقطع العلاقات ووضع الخطوط الحمراء حول القدس، لكنه سرعان ما اجتر قَيئَه وبالغ في حفل استقبال هيرتسوغ رئيس كيان يهود معبرا عن حسن العلاقات مع دولة يهود ووده لحكامها القتلة، وذلك في استقبال حافل متكلف يدل على احترامه الحقيقي بل وربما حبه وتقديره لهذا القاتل السفاح، وقد شهد العالم كيف كان استقباله حافلا ومهيبا أثار حفيظة المسلمين في كل بقاع الأرض، حتى المطبلون لأردوغان لم يجدوا له مبررات ومسوغات كما تعودنا من قبل.

 

لقد كان حريا بحضور هذا المؤتمر من العلماء والمهتمين أن ينكروا على أردوغان بالذات وهم في حضرة عاصمة الخلافة العثمانية. وأيضا بوصفهم من بلاد شتى فكان عليهم إنكار جري ملوكهم وأمرائهم ورؤسائهم وراء التطبيع مع يهود واستقبالهم القتلة في بلادنا سواء من كان منهم من المغرب أو الأردن أو البحرين أو الإمارات أو السودان أو غيرها، فكل حكام هذه البلاد يهرولون إلى أحضان يهود باحثين عن سند لهم بعد أن أدركوا أن الأمة لا تقف وراءهم وقد انفصلت عنهم وأصبحوا في العراء مكشوفين مفضوحين.

 

لماذا يصر هؤلاء العلماء على أن يكونوا أعوانا للشياطين في سكوتهم عن الحق وقد علموا أن "الساكت عن الحق شيطان أخرس"؟!

 

إذا كان هؤلاء المجتمعون يرون فيما يفعله أولئك الرويبضات خيرا فليعيدوا النظر في علومهم فقد يكونون انسلخوا منها فأصبحوا من الغاوين ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَٰهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَٰانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾.

 

وإن كانوا يدركون أن ما يقترفه أولئك الرويبضات من إثم وعدوان هو منكر يلزمهم إنكاره ولم يفعلوا فليعيدوا النظر في فهمهم لما قاله سبحانه وتعالى في وصف يهود: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾.

 

إنني على يقين أن أكثرهم ينكر أفعال هؤلاء الرويبضات إلا من كان مثلهم خائنا لله ولرسوله وللمؤمنين، وأنا على يقين أن بعضهم ينكر في مجالسهم الخاصة والضيقة ما تنكره الأمة في العلن، ولكن خوف بعضهم على أنفسهم أو تبرير آخرين بأن الجهر بالنهي عن المنكر قد يسبب الفتن، فعلى هؤلاء أن يراجعوا أسس عقيدتهم وما جاء في الخوف من غير الله مثل قوله تعالى: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾.

 

حري بعلمائنا الكرام أن يكونوا قدوة للناس في قول الحق وفي مقدمة الصفوف في النهي عن المنكر والأمر بالمعروف وأن لا يخشوا في الله لومة لائم كما كان علماؤنا من قبل كالإمام أحمد والعز بن عبد السلام والشيخ عبد العزيز البدري والشهيد سيد قطب وغيرهم الكثير من علماء المسلمين الذين لم يسكتوا عن الباطل حتى لقوا الله وهم على الحق.

 

﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

م. يوسف سلامة

آخر تعديل علىالخميس, 31 آذار/مارس 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع