- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
دولة الخلافة الرّاشدة الثّانية طريق المسلمين الوحيد
للانعتاق وبناء مجدهم من جديد
الخبر:
انتهت موجات الشّتاء والبرد القارس في سوريا وأخذت معها خيام النّازحين، الذين ينتظرون حلول شهر رمضان الكريم في العراء. ويستقبل النّازحون في مخيّم السّكة شمال إدلب شهر الصّيام بلا مأوى ولا طعام ولا ماء صالح للشّرب. وبينما يزيّن المسلمون في بقاع الأرض منازلهم احتفاء برمضان، يربط النّازحون بين رُقع الخيام المتبقّية ويصنعون منها مأوى.
ويجمع الصّغار أغصان الشّجر ويُعدّها الكبار لإشعال النّار، لا للشّوي عليها أو التّحلّق حولها في ليلة سمر رمضانيّ، إنّما لإشعار أجساد صغارهم النّحيلة ببعض الدّفء. (الجزيرة مباشر)
التّعليق:
معاناة النّازحين السّوريّين سلسلة متواصلة تأبى أن تنفكّ عقدها. سلسلة أحكمت حلقاتها في ظلّ نظام عالميّ يدعم الطّغاة والجبابرة وينصّبهم ليتسلّطوا على رقاب المسلمين. معاناة أهلنا في سوريا هي ضريبة يدفعونها لوقوفهم ضدّ نظام بشّار ومطالبتهم بإسقاطه ورفعهم شعار "هي لله هي لله". هذا الشّعار الذي أثار مخاوف الغرب وأعوانه، فتجمّعوا لوأد هذه الثّورة والتفّوا حولها وأجهضوا محاولة الانعتاق هذه وأحكموا الخناق حول الرّقاب. شنّوا حربا قتلوا فيها ملايين الأبرياء ليكون ذلك درسا قاسيا لمن تسوّل له نفسه العمل للتّغيير.
لاقى أهل سوريا من الآلام ألوانا: حروب وتقتيل واختطاف وتنكيل... إضافة إلى ما لازمهم من جوع وعطش في الصّقيع والبرد القارس في مخيّمات تفتقد لأبسط مقوّمات العيش فتشابهت أيّام الصّوم والإفطار عندهم. فالملايين من هؤلاء يعيشون في هذه المخيّمات وقد امتلأت وحلا بعد الأمطار والثّلوج الغزيرة التي نزلت فصارت بركا يصعب العيش فيها، ولا يمكن للمرء أن يوفّر حاجيات أسرته ولا أبنائه، ذليل هو ومهان ولم يقدر على الفقر ليقتله. فأيّ حال هذا الذي بلغه أهلنا في الشّام يا أمّة الإسلام؟!
البعض تصله المساعدات الغذائية والبعض الآخر تُحجب عنه فتتحوّل حياته إلى جحيم ظنّ أنّه قد نجا منه بهروبه من بطش الطّاغية وظلمه. حياة اضطرت الكثير منهم إلى الاستعانة بالملابس البالية الرّخيصة لتكون وقوداً لمدافئهم يرسلون أبناءهم لطلب الملابس البالية والمخلفات من الشّوارع لاستخدامها في فرن التدفئة والطّهي.
هكذا يعيش اللاجئون السّوريّون، هكذا يتألّمون وحكّام المسلمين يتجاهلونهم ولا يسمعون استغاثاتهم ونداءاتهم. هل كان سيكون حالهم هذا لو كانت دولة المسلمين قائمة وخليفة المسلمين يحكم بما أنزل الله؟ هل سيسمح هذا الخليفة - الذي يعبّد الطريق للدّابّة وينثر الحبّ للطّير - بأن يعيش أحد ممّن له التّابعيّة لدولة الإسلام في هوان ومذلّة؟ هل سيقبل بأن تنفَقَ أموالُ الأمّة في تزيين المساجد وزخرفتها وبطون أبنائها تقرقر جائعة؟
لن تنتهي سلسلة معاناة أهلنا في سوريا وفي غيرها من بلاد المسلمين ما داموا يعيشون في ظلّ هذا النّظام العالميّ الفاسد الذي يحارب الإسلام والمسلمين ولن تُحَلّ مشاكلُهم إلّا بالكيان التّنفيذيّ الذي يجمع شملهم وينفّذ فيهم شرع ربّهم ويردّ عنهم كيد الأعداء والظّالمين. هذا الكيان الذي منذ غيابه عاشوا في ذلّ وهوان وتبعيّة واستعمار. فالطريق إلى الحياة الطّيبة بيّن والسّبيل إلى العزّ والمجد والسّيادة مرسوم وما على الأمّة إلّا أن تسلكه وتطالب بالعيش في ظلّ أحكام ربّها وتنشرها في العالمين رحمة لهم.
﴿هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ * وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلاميّ المركزيّ لحزب التّحرير
زينة الصّامت
وسائط
1 تعليق
-
اللهم أفتح عليهم أبواب فضلك ورحمتك فإنه لا يفتحها إلا أنت