- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
لن يكون اكتفاء ذاتي إلا بدولة الخلافة
الخبر:
نقلا عن BBC في 4/3 وضمن تقرير لها، عن ارتفاعات أسعار السلع الغذائية، غير المسبوقة في المنطقة العربية وتأثيرها على موائد الصائمين:
...وبينما عانى قاطنو معظم الدول العربية، خلال الرمضانين الفائتين عامي 2020 و2021 من وباء كورونا الذي كانت له تداعياته أيضا على أسعار السلع، وكذلك على اختفاء الأجواء الاحتفالية الرمضانية، في ظل منع التجمعات وإغلاق المساجد، فإن رمضان هذا العام 2022، جاء في ظل الحرب التي تشنها روسيا على أوكرانيا، والتي أدت إلى التأثير سلبا وبصورة كبيرة، على إمدادات الغذاء من البلدين المتحاربين، لمعظم دول منطقة الشرق الأوسط، في ظل حقيقة أن معظم الدول العربية، تستورد جل حاجاتها من القمح من كل من روسيا وأوكرانيا.
التعليق:
تتوالى المصائب على أمتي كقطع الليل المظلم، لا تخرج من حفرة حتى تسقط في أخرى، وتتوالى الأزمات؛ من أزمة كورونا التي لم تنته بعد، حتى لاحت في الأفق أزمة أشد وطأة وأكبر تأثيرا، ألا وهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا، نعم هي حرب بعيدة عنا وما لنا فيها ناقة ولا بعير، ولكن جاء الواقع عكس ذلك، تجلت الأيام عن أثر كبير من هذه الحرب، وتجلت في أدق شيء في حياة الناس، ألا وهي لقمة العيش، واتضح بفضل حكامنا العملاء، الذين ارتهنوا للغرب بكل طاقتهم وقدراتهم، إنهم لا يملكون أي مورد من موارد الحياة الضرورية، وخاصة المواد الغذائية وأهمها القمح والزيوت، وحليب الأطفال ومواد كثيرة تعتبر أساسية نعتمد فيها على الاستيراد، فإذا أقفل هذا الباب ارتفعت الأسعار، وشحت المواد من الأسواق، واحتكر التجار الرأسماليون الذين لا يهمهم إلا الربح، وقد حانت فرصتهم بعد ركود عامين أو يزيد. والحاكم يجلس في برجه العاجي، لا يرى ما يعاني أهل بلده من جوع وارتفاع أسعار، وهذه نتيجة طبيعية لمن يقبل بحكم البشر وتشريعهم من دون الله ويقبل من لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
لا نقول إن الأمة لا يأتي عليها أيام قحط أو جدب أو عسرة، لكن من يرعى أمته حق الرعاية، يجب عليه أن يعمل على تأمين احتياجاتها الغذائية بالزراعة والصناعة وأن يأكل مما يزرع ويلبس مما يصنع ولا يدع لقمته في يد عدوه، قال تعالى: ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ﴾.
ولن تكون هذه الحالة من الاكتفاء الذاتي، إلا بعودة الخلافة ووجود الخليفة الذي يرعى شؤون الناس، حق الرعاية ويعمل على تأمين جميع احتياجاتهم ولا يترك فيهم جائعا، ولا مريضا ولا محتاجا إلا رعاه حق الرعاية... عجل الله لنا بها.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
نسيبة إبراهيم