الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الديمقراطية نظام مستورد يضمن الاعتماد على المستعمرين  بينما الخلافة تضمن هيمنة الإسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

الديمقراطية نظام مستورد يضمن الاعتماد على المستعمرين

بينما الخلافة تضمن هيمنة الإسلام

 

 

الخبر:

 

بعد الإطاحة به من الحكومة بسبب اقتراح ناجح لسحب الثقة في الجمعية الوطنية الباكستانية، ادّعى عمران خان أن الولايات المتحدة عملت على إقالته، بسبب استيائها من خيارات سياسته الخارجية، التي تميل إلى الصين وروسيا، كما زعم أنه يريد أن يجعل السياسة الخارجية لباكستان مستقلة، لتحقيق مصالح باكستان وحدها.

 

التعليق:

 

حتى قبل الإطاحة به من السلطة، بدأ عمران خان في طرح روايته الجديدة بأن أمريكا تآمرت ضده للإطاحة به، لأنه كان يتبنى سياسة خارجية مستقلة. ومن إثبات ادعائه، قام بجولته إلى روسيا، قبل الغزو الروسي لأوكرانيا. بينما في الحقيقة، كان قد أدرك أن المؤسسة العسكرية القوية قد سحبت دعمها له، وهو الدعم الذي أوصله إلى السلطة وبدونه ستسقط حكومته، فهو حديث عهد في السياسة، وهو من أطراف الوسط السياسي الباكستاني. وكان يعلم أنه إذا أجريت انتخابات، فلن يكون لديه أي شيء ليقدمه لأهل باكستان، الذين عانوا كثيراً في ظل حكمه، لذلك، وكتكتيك منه، قام بتأجيج المشاعر القوية المعادية لأمريكا داخل باكستان، من أجل حشدهم وراءه.

 

وخلال فترة حكمه التي امتدت لثلاث سنوات وثمانية أشهر، كانت سياسته الخارجية تضمن تحقيق أهداف السياسة الخارجية الأمريكية في هذه المنطقة، فعندما وصل إلى السلطة، أرادت إدارة ترامب أن توقع طالبان اتفاقية سلام، فقامت حكومته بالضغط على حركة طالبان الأفغانية لتحقيق هذا الهدف. ولما أرادت الولايات المتحدة من باكستان قطع كل أشكال الدعم للمجاهدين الكشميريين، قطع نظام عمران فعلياً جميع المساعدات المالية للمجاهدين في كشمير المحتلة، بذريعة الخروج من القائمة الرمادية لفريق العمل المالي.

 

بعد أن قام مودي بضم كشمير المحتلة بالقوة في الخامس من آب/أغسطس 2019، أعلن عمران خان في 18 من أيلول/سبتمبر 2019 أن "أي شخص من باكستان يريد القتال في كشمير أو الذهاب إلى الجهاد في كشمير سوف يلحق أكبر قدر من الظلم بالكشميريين... وأي شخص يقوم بأي محاولة من هذا القبيل سيكون عدواً لباكستان وعدواً للكشميريين". وأشاد بهذا البيان أليس جي ويلز مساعد وزير الخارجية لجنوب ووسط آسيا، الذي غرد قائلاً: "أشيد بتصريح عمران خان الواضح والمهم بأن المسلحين من باكستان الذين سينفذون أعمال عنف في كشمير هم أعداء للكشميريين وباكستان". وعندما تصاعد التوتر بين الصين والهند حول منطقة من كشمير أكساي تشين في نيسان/أبريل 2021، وبدلاً من تعبئة القوات المسلحة الباكستانية لتحرير كشمير المحتلة، وقّع نظام باجوا/ عمران معاهدة وقف إطلاق النار مع الهند على طول خط السيطرة الفاصل بين البلدين. فأصبحت الهند بعد ذلك قادرة على نقل الفرق العسكرية من الجبهة مع باكستان إلى الجبهة الصينية. فكانت هذه الإجراءات التي اتخذها عمران خان لتقوية الهند، لأن أمريكا أرادت أن تواجه الهند الصين، وهو ما لا يمكنها فعله إذا لم تتعاون باكستان.

 

وبناءً على طلب صندوق النقد الدولي، أصدر عمران خان تشريعاً يمنح صندوق النقد الدولي إمكانية الوصول إلى حسابات بنك الدولة الباكستاني. كما نفّذ إجراءات أخرى لصندوق النقد الدولي جعلت من ديون باكستان بمثابة بقرة حلوب للمستثمرين في الديون، ما أدى إلى إغراق البلاد في مستنقع الديون، بحيث يتم إنفاق نصف عائدات الضرائب على مدفوعات العوائد الربوية وحدها.

 

لذلك لم يحاول عمران خان عملياً أبداً جعل سياسة باكستان الخارجية مستقلة، وبدلاً من ذلك، سار في نفس طريق خيانة القادة المدنيين والعسكريين السابقين له.

 

إن الديمقراطية نظام مستورد، وبالتالي لا يمكن للسياسة الخارجية في ظلها أن تكون مستقلة أبداً. ولا شيء أقل من إعادة الخلافة يضمن سياسة خارجية مستقلة، حيث يفرض الإسلام اقتلاع النظام الاستعماري العالمي الحالي من أجل ترسيخ هيمنة الإسلام ودعوته. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ فالخلافة سترفض الانضمام إلى الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومجموعة العمل المالي، وستقوم بتوحيد البلاد الإسلامية في ظل أقوى دولة في العالم، وتسعى إلى أن تصبح الدولة الرائدة في العالم.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شاهزاد شيخ

نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع