الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
هل يتحرك عمران خان حركة المذبوح؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل يتحرك عمران خان حركة المذبوح؟!

 

 

الخبر:

 

منعت الحكومة الباكستانية رئيسَ الوزراء المخلوع عمران خان من تنظيم تجمع حاشد مخطط له في إسلام أباد، وتم قمع مؤيديه في مداهمات في جميع أنحاء البلاد واعتقلت المئات منهم، وجاء الحظر يوم الثلاثاء بعد ساعات من مقتل شرطي خلال إحدى المداهمات، عندما فتح أحد مؤيدي الزعيم السابق النار بعد أن دخل الضباط منزله في لاهور.

 

وحذّر وزير الداخلية سناء الله خان من أنه "لن يُسمح له بزعزعة السلام في إسلام أباد" وسيتم اعتقاله إذا لزم الأمر، في حال انطلاق المسيرة، واتهم سناء الله خان في وقت سابق من اليوم بالسعي لخلق حالة شبيهة بالحرب الأهلية. في وقت سابق من هذا الأسبوع، حثّ السيد خان أنصاره على التجمع في إسلام أباد يوم الأربعاء في مسيرة حاشدة للضغط على حكومة شهباز شريف، وقال إن التظاهرة ستستمر حتى إعلان موعد إجراء انتخابات مبكرة. (ABC)

 

التعليق:

 

يُخطئ من يظنّ أن عمران صار إلى حركة المذبوح بعد أن تمّ عزله من منصبه وتنصيب واجهة أخرى للنظام، فعمران خان يفهم كيف يتم اختيار الحكام والتلاعب بهم من صانعي السياسة الحقيقيين في البلاد، وتتم المصادقة عليهم من سيد النظام في البيت الأبيض، فهو يعلم أن النظام الديمقراطي في البلاد، كحال الأنظمة الديمقراطية في باقي العالم، ظاهرها ممارسة حرية اختيار الحاكم ودستوره، وحقيقتها دولة عميقة، تحرك السياسيين وتملي عليهم السياسيات التي يجب عليهم تنفيذها، حرفاً بحرف، وفي حال انحرفوا عن تلك التعليمات أو غيّروا ولاءهم فإنه يتم نفيهم أو عزلهم أو قتلهم إن اقتضى الأمر! والأمثلة على ذلك كثيرة في تاريخ النظام في باكستان وحده، وما تصفية بنظير بوتو وجناح إلا أمثلة تؤكد ذلك، على أن خيار اعتقال الرويبضات من الوزراء ورؤساء الوزراء أو نفيهم ليس الخيار الوحيد، بل هو أهونها، فهؤلاء الحكام الرويبضات أكثر هواناً على الدولة العميقة وسيدتها أمريكا مما يظنّ البعض، ولكنهم لا يتعظون، ولو أنهم يتعظون لما قبلوا صاغرين بأن يكونوا واجهة للنظام الفاجر الموالي للكافر المستعمر على مر تاريخ النظام.

 

إن تحركات عمران خان في البلاد لن تجلب إلا الشرّ لأهل باكستان، وترك النظام لعمران طليقاً وحيّاً فيه مصلحة له، فتحركات عمران تعطي النظام فرصة وعذراً لتصفية المعارضين الحقيقيين للنظام، واعتقال أكثر من 400 منهم هو مثال على ذلك، ولو كان ذلك القمع في سبيل غاية نبيلة لقلنا لا بأس، بل إن الثمن الذي يدفعه الناس هو فقط المطالبة بانتخابات مبكرة، ليس للأمة فيها ناقة أو بعير، ولو فرضنا قبول النظام بإجراء انتخابات، فما هي نتيجتها المرجوة؟! هل سيتغير النظام والدستور، مصدر معاناة الناس؟! أم أنها ستعيد تدوير الحكام؟! ولو فرضنا نجاح عمران خان في الانتخابات - وهو شبه مستحيل - فهل عنده رؤية عقدية وسياسية واقتصادية تخرج البلاد من أزمتها؟! الجواب هو لا، فلو كان عنده ما تقدّم لقام بتطبيقها حين كان في الحكم، ولكنه مفلس مثل باقي الرويبضات الذين سبقوه وكل الرويبضات الذين سيولدون من رحم هذا النظام. إنّ تحرك عمران يخدم النظام ولا يضرّه، فهو بتحفيزه للشارع للمطالبة بالسراب يأخذ الأمة بعيدا عن المطالبة بالتغيير الحقيقي المتمثل بإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض هذا النظام الفاشل، وهو بتحركه هذا يضلّل الناس عن محاسبة النظام على تردي الوضع الاقتصادي والسياسي في البلاد، حيث وصل التضخم وتفشي البطالة عنان السماء. لذلك يجب على المخلصين ممن يشاركون في الاحتجاجات ومن غيرهم من الأغلبية الصامتة في البلاد، يجب عليهم المطالبة بالتغيير الحقيقي في البلاد، وعدم السماح لأي طرف من الحكومة أو المعارضة بتحميلهم وزرهم من خلال المطالبة بسفاسف الأمور التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يقبلوا على أنفسهم بأن يكونوا وقودا لنارهم، كما يجب على المخلصين من أهل القوة والمنعة تنظيف صفوفهم من الخونة، والإطاحة بالقيادة السياسية والعسكرية وكنس الدولة العميقة والنفوذ الغربي من بلادنا، وإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة العز والظفار، الخلافة على منهاج النبوة.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

بلال المهاجر – ولاية باكستان

 

آخر تعديل علىالخميس, 26 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع