الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
تقشف أم تعسف بحق الإنسان الأردني؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تقشف أم تعسف بحق الإنسان الأردني؟!

 

 

الخبر:

 

قال رئيس جمعية حماية المستهلك، الدكتور محمد عبيدات، إنه يتوجب على كافة الأسر الأردنية وبكافة طبقاتها ترشيد الاستهلاك وترشيد الشراء والتقشف قدر الإمكان تماشيا مع الظروف الحالية التي نمر بها والعمل على تخزين ما يمكن تخزينه من السلع المتوفرة حاليا في الأسواق والتي تباع بأسعار معتدلة تتناسب مع قدراتهم الشرائية وخاصة السلع الموسمية المنتجة محليا مثل القمح والبقوليات والبصل والليمون من أجل استخدامها في فترات أخرى من السنة كما كان يفعل آباؤنا وأجدادنا في السابق.

 

وأضاف عبيدات أن تغيير النمط الاستهلاكي والشرائي والتحوط من خلال تخزين السلع التي يمكن تخزينها سيساعد على الحد من الظلم.

 

التعليق:

 

ما هذا يا رئيس جمعية حماية المستهلك؟! أهكذا قرأت الواقع، وأوجدت الحل (والذي هو دائما على حساب ابن البلد الغلبان)؟! نعم يمر العالم كله تقريبا بموجة غلاء عارمة، جراء الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا، ولأن طبيعة العالم تغيرت بسيطرة النظام الرأسمالي على العالم، والذي تتحكم فيه بعض الشركات الرأسمالية التي تتحكم باقتصاد العالم وتفرض عليه ما يزرع وما يصنع، لتبقى لقمة عيشه مربوطة بين يديه، يتحكم فيها كيف يشاء. وأوجه كلامي لك يا رئيس الجمعية، والمفروض أنك تمثل الإنسان البسيط، وتدافع عنه:

 

ما هكذا تورد الإبل يا عبيدات، فقبل أن تطلب من إنسان بالكاد يوفر قوت يومه، حتى قبل موجة الغلاء هذه وقد مر بأزمات اقتصادية، قبل أن تطلب منه التقشف وإرشاد الاستهلاك، لم لا تطلب ممن بيده اتخاذ القرار، أن يغير الواقع التابع لنظام رأسمالي لا تهمه حياة الإنسان، وإنما ما يريده من نفع منه، وجعل بلادنا التي تزخر بالخيرات الطبيعية، والأراضي الزراعية والثروات الباطنية المدفونة، ولا يسمح باستخدامها، جعلها مرهونة بأيدي قراصنة فاسدين، أفسدوا على الناس جميع نواحي حياتهم، وجعلوا من شعوبهم شعوبا مستهلكة، غير منتجة حتى يرضي أعداء الأمة؟! عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله ﷺ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَى عَنْهُ النَّاسَ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ».

 

ثم يجعل بلاده سوقا لمنتجات أعدائه، ومغتصبي ثرواته، وخاصة المنتجات الأساسية من قمح وأرز وغيره، من المنتجات الضرورية، لحياة الإنسان. ستبقى أيها المسلم تعيش بضنك من العيش ما دمت بعيدا عن حكم الله وشرعه، قال تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾، وبعيدا عن تطبيق نظامه الاقتصادي الإسلامي، المستمد من الكتاب والسنة والذي فيه كل الحلول لما نمر به من أزمات اقتصادية، أهلكت الحرث والنسل وجعلت الناس والدول مرهونة للبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، الذي يفرض عليك نمطا من العيش، يغضب الله ورسوله ويغرقك في ظلمات الربا والذل والهوان... ولن يكون خلاصنا من هذا الواقع المرير، إلا بعودتنا لكتاب الله وسنة رسوله بدولة الخلافة، وأنظمتها التي تعالج جميع المشاكل علاجا شرعيا يرضي الله ورسوله، ويحيا بها الإنسان حياة كريمة؛ يزرع قوته، ويصنع سلعته، ويستخرج ثروته، لا ينازعه عليها أحد.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

نسيبة إبراهيم

 

آخر تعديل علىالثلاثاء, 14 حزيران/يونيو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع