الأحد، 20 صَفر 1446هـ| 2024/08/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
العَلمانية فشلت في تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العَلمانية فشلت في تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة

 

 

الخبر:

 

نقلت جريدة الشروق على موقعها مساء الخميس 2022/11/03، خبر تعرض صاحبة روضة لعملية تحرش جنسي وابتزاز من متفقد الشباب والطفولة بنابل، الذي اتهمها بتعنيفه، وقد تم رفع قضية في الغرض من صاحبة الروضة، فيما رفع متفقد الطفولة بدوره قضية يتهم من خلالها صاحبة الروضة بالاعتداء عليه بالعنف الشديد وقد تمت إحالة الملف برمته إلى القضاء للبت فيه.

 

التعليق:

 

من المؤسف أننا اعتدنا على سماع مثل هذه الأخبار عن حالات الاعتداء الجنسي وجرائم الاغتصاب بجميع أشكاله سواء في العالم أو في بلادنا، حتى صارت جزءا من روتيننا اليومي!

 

ولا شك أن المرأة هي إحدى ضحايا هاته الظاهرة التي كادت أن تكون أرقامها المرعبة قياسية وفي تصاعد سريع، حتى أصبحت مشكلة في كل مجالات الحياة حيث يجتمع الرجال والنساء: في أماكن العمل، وبين صفوف الدراسة، وفي الجامعات، وفي الساحات والأماكن العامة. والإحصائيات على ذلك خير دليل؛ ففي هذه السنة، تشير التقديرات إلى أن 35% من النساء في جميع أنحاء العالم قد تعرضن لشكل من أشكال التحرش الجنسي في حياتهن. كما تُظهر الإحصائيات التي أعدها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة أن 90% من النساء في تونس تعرضن للتحرش الجنسي في وسائل النقل العمومي، وتعرضن للعنف النفسي في الأماكن العامة بنسبة 78,1%، وللتحرش الجنسي من زملائهن في العمل بـ75,4%، فيما بلغ معدل النساء ضحايا العنف الجنسي 43,8%.

 

هذه الكوارث الإنسانية التي أصبحت مجرد أرقام في دائرة الإحصاء، هي حتما ناتج طبيعي لتطبيق نظام عَلماني فشل في تنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، بل عمل على خرابها وتفشّي الأفكار الخبيثة فيها.

 

هذا النظام الرأسمالي ينظر إلى الصلات بين الرجل والمرأة نظرة ذكورة وأنوثة أي نظرة جنسية محضة ويعمل على إيجاد ما يثيرها لإشباعها بطريقة حيوانية تفتقر إلى ضوابط وأحكام صحيحة تنظمها، وبذلك نرى المجتمعات التي تعمل بهذا النظام تكثر فيها الأفكار الجنسية في القصص والشعر والملفات، ويكثر فيها الاختلاط بين الرجل والمرأة لغير حاجة في البيوت والمنتزهات، والطرقات، والسباحة، ويسمح بالسير في الشارع عراة، ويسمح بكسب المال عن طريق استغلال الجسد عبر الإنترنت، وما إلى ذلك.

 

أما نظام الإسلام، فإن نظرته للعلاقة بين الرجل والمرأة هي نظرة لبقاء نوع الإنسان لا نظرة للناحية الجنسية، نظرة تستهدف مصلحة الجماعة وتسيطر عليها تقوى الله لا حب التمتع والشهوات.

 

فقدم الإسلام حلا متوازنا لتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة؛ فإنه لا يحاول القضاء على الغرائز والميول الطبيعية لدى الرجال والنساء بل ينظمها بأحكام الشريعة، كما أنه لا يسمح لها بالحرية التامة، فعمل على الحيلولة بين الميول الجنسية وبين ما يثيرها في الحياة العامة باعتبار أن وجودها بين الجماعة أمرا يؤدي إلى الفساد. ونهى الإسلام المرأة عن التبرج والزينة للأجانب، وعن الاختلاط والخلوة بين الرجل والمرأة، وألزم المرأة بارتداء اللباس الشرعي، وحصر الصلة الجنسية بين الرجل والمرأة في حالتين اثنتين لا غير، هما: الزواج وملك اليمين بالنسبة للرجل، كما فرض عقوبات شديدة على حالات الاعتداء الجنسي.

 

وبهذه الأحكام احتاط الإسلام في اجتماع المرأة والرجل من أن ينصرف هذا الاجتماع إلى الاجتماع الجنسي، حتى يظل اجتماع تعاون ورحمة لقضاء المصالح لأنه لا صلاح للجماعة إلا بتعاون الناس في الحياة العامة في شتى ميادين الحياة.

 

وبهذا يظهر ما في الإسلام من نظرة الطهر والفضيلة والعفاف ونظرة هناء للإنسان وبقاء نوعه، وهو الضامن الوحيد كنظام حكم لحياة آمنة ومطمئنة تحمي المرأة وتحافظ على كرامتها وتوفر العيش الكريم لكلا الجنسين لو كانوا يعلمون.

 

قال الله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام بوليلة – ولاية تونس

 

آخر تعديل علىالسبت, 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2022

وسائط

1 تعليق

  • Mouna belhaj
    Mouna belhaj السبت، 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2022م 20:59 تعليق

    اللهم ارحمنا بعودة نظامك لسدة الحكم
    بارك الله فيك وفي قلمك وحفظك من كل سوء

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع