الخميس، 26 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الزّلزال في تركيا وبعض تداعياته

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الزّلزال في تركيا وبعض تداعياته

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

في 6 شباط/فبراير 2023، الساعة 04:17 صباحاً، تعرضت تركيا لزلزالين، الأول بقوة 7.7 درجة والثاني بعد 9 ساعات فقط بقوة 7.6 درجة، تمركز في كهرمان مرعش وأثّر على 10 مقاطعات مجاورة.

 

التعليق:

 

تسبب هذان الزلزالان الهائلان في دمار هائل وخسائر في الأرواح، خاصة في كهرمان مرعش وأديامان وهاتاي. وكشفت تقييمات ما بعد الزلزال أنه اعتباراً من 21 شباط/فبراير، فقد 41.156 شخصاً حياتهم، وأصيب 105.505 شخصاً، وانهار 105.794 مبنى أو تضررت بشدة.

 

1- تركيا دولة معرضة للزلازل، حيث تقع جميع المقاطعات العشر المتضررة من الزلزال على صدع شرق الأناضول أو بالقرب منه. كان هناك العديد من الزلازل في هذه المنطقة من قبل، حتى قبل وقوع الزلازل، أعرب خبراء الزلازل مراراً عن احتمال حدوث زلازل جديدة في المنطقة.

 

في عام 2007 تمّ إصدار لائحة زلازل شاملة للغاية، لكن النتائج المدمرة للزلزال أظهرت أن هذه اللائحة لم يتم تنفيذها في الميدان، ومعظم المباني الجديدة لم يتم بناؤها وفقاً للائحة الزلازل، وكانت المباني القديمة كذلك، لم يتم فحصها وفقاً لهذه اللائحة.

 

خلال عمليات التفتيش على المباني التي انهارت أو التي تضررت بشدة وغير صالحة للسكن بعد الزلزال، لوحظ أن المسوحات الأرضية لهذه المباني لم تتم بشكل صحيح، وأن نسبة الحديد والخرسانة في أساسات المباني وفي الأعمدة الحاملة للمباني كانت أقل مما كان ينبغي أن يكون، ولم يتمّ استخدام مواد عالية الجودة والعمالة في المباني، وعدم وجود ممتصات صدمات وعوازل يجب أن تكون موجودة في المباني في المناطق المعرضة للزلازل.

 

من النتائج المدمرة للزلزال أن العقلية الرأسمالية القائمة فقط على تعظيم السلطة والحكم والربا والربح قد تسببت في دمار أكبر من الزلزال، في كل أجزاء مجتمعنا وفي مؤسسات الدولة والدولة، وأدى التأثير المدمر للرأسمالية إلى انهيار كبير في المجتمع والدولة.

 

2- هذه الأمة التي انقسمت على يد الكفار المستعمرين، مقسّمة بحدود، تلاعبت ببعضها البعض، وحاولت الابتعاد عن الإسلام بأساليب الاضطهاد والقمع المختلفة، وحاولت أن تنسى أنها أمة عظيمة، اتحدت مع آلام الزلزال، وتذكرت أخوّتها التي حاولت أن تتسبب في النسيان، وحشدت لإخوتها وأخواتها المنكوبين بالزلزال.

 

وبروح التضحية والرحمة والتضامن في أعقاب الزلزال، أظهرت كم هي أمة عظيمة وميمونة وأسقطت الكفار المستعمرين والحكام العبيد الذين خدموا وخيبت آمالهم.

 

على الرغم من كل جهودهم إلا أن الكفار لم يتمكنوا من الوصول إلى الإسلام الكامن في قلب هذه الأمة ولم يتمكنوا من إزالة الإسلام من قلب هذه الأمة.

 

ومن عواقب الزلزال أن هذه الأمة هي أمل كبير للبشرية التي تعيش في ظلمات الرأسمالية وأن هذه الأمة هي التي ينبغي أن تقود البشرية.

 

3- حقيقة أن الأمة الإسلامية تعاني من مشكلة القيادة لأكثر من 100 عام والحاجة إلى قيادة جيدة، أصبحت أكثر وضوحا مع العواقب المدمرة للزلزال.

 

إنّ الحكام غير المسؤولين وعديمي الكفاية الذين لا يهتمون ولا يقدرون حياة الأمة وممتلكاتها، ولا يتخذون الإجراءات والاحتياطات اللازمة لحياة الأمة وثرواتها، ويتسببون في معاناة الأمة، ولا يهتمون بمشاكل الأمة، ويضعون على عاتقهم مصالحهم الشخصية قبل مصالح الأمة، والذين لا يقومون بمسؤولياتهم تجاه الأمة، إن هؤلاء قيادة لا تليق بهذه الأمة.

 

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تمهد لها الطريق وتحارب الصعوبات التي تواجهها.

إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تهتم بمصالح الأمة دون السعي وراء مصالحها الشخصية.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة شجاعة لا تخاف عندما يخاف الجميع.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تحمل الأمل عندما يفقده الآخرون.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة لا تنحني للعدو.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تضحي بنفسها من أجل الأمة.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تنهي الانقسام وتجسر الشقاق.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة لا تستسلم للظروف والأحداث.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تعطي الأولوية لحياة الأمة فوق حياتها.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة لا تنام على معدة ممتلئة عندما تجوع الأمة.

إنّ الأمة الإسلامية بحاجة إلى قيادة تمنع نفسها من الضحك عندما تبكي الأمة.

 

مما لا شك فيه أن حزب التحرير، حزب الأمة الإسلامية المتميز، الذي يمتلك كل هذه الصفات القيادية، ويهتم بمشاكل الأمة الإسلامية منذ إنشائها، هو المؤهل والجدير بقيادة الأمة الإسلامية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

رمزي عُزير – ولاية تركيا

آخر تعديل علىالأربعاء, 01 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع