السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
أمريكا تتجول في أفريقيا تحاول سراً إخفاء عار الرأسمالية العالمي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أمريكا تتجول في أفريقيا تحاول سراً إخفاء عار الرأسمالية العالمي

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أنهت سيدة أمريكا الأولى، الدكتورة جيل بايدن، رحلتها التي استغرقت خمسة أيام إلى بلدين أفريقيين يوم الأحد 26 شباط/فبراير 2023. وكانت رحلتها الأولى إلى ناميبيا والسادسة لها إلى كينيا. تتماشى زيارة جيل بايدن مع قرارات القمة الأمريكية الأفريقية الأخيرة في واشنطن والتي وعد فيها الرئيس جو بايدن بالمزيد من العلاقات مع أفريقيا. وركّزت جيل أيضاً على تمكين النساء والشباب، والجهود المبذولة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي، وتعزيز القيم الديمقراطية المشتركة.

 

التعليق:

 

تأتي هذه الرحلة بعد أشهر فقط من ترحيب الرئيس الأمريكي جو بايدن بقادة 49 دولة أفريقية في واشنطن وتعهده بأن "الولايات المتحدة تعمل بشكل كامل على مستقبل أفريقيا". خلال تلك القمة التي استمرت ثلاثة أيام في كانون الأول/ديسمبر، أعلن بايدن أنه سيذهب إلى أفريقيا هذا الصيف، وأن سبعة أعضاء كبار آخرين في الإدارة، بما في ذلك جيل بايدن ونائب الرئيس هاريس، سيقومون برحلات هذا العام لإظهار التزامهم بالشراكة مع أفريقيا. ووفقاً لما أوردته صحيفة واشنطن بوست، فإن سفر السيدة الأولى هو جزء من عرض قوي لدعم أمريكا للدول الأفريقية، حيث ينمو نفوذ الصين على القارة، وفي وقت تشير فيه المخابرات الأمريكية إلى أن الصين تفكر في تقديم أسلحة لروسيا، وهو تطور قال وزير الخارجية أنطوني بلينكن إنه "مشكلة خطيرة".

 

من الواضح أن أمريكا تعتبر الصين تهديداً لمصالحها في أفريقيا. تتطلب المصالح الأمريكية الضغط على الأفارقة للاختيار، مثلما ضغطت أمريكا على الدول الأفريقية للتصويت لإدانة الغزو الروسي لأوكرانيا في الأمم المتحدة (امتنعت الصين عن التصويت). ولكن بشكل عام، ستكون الدبلوماسية الأمريكية في أفريقيا أكثر فاعلية عندما لا يتمّ تأطيرها على أنها اقتراح "إما نحن أو هم"، خاصةً ضد الصين. في وقت مبكر من إدارة بايدن، أخبر وزير الخارجية أنطوني بلينكن الحلفاء أن أمريكا لن تتوقع منهم الاختيار بين واشنطن وبكين. وتجدر الإشارة إلى أن الصين تعقد منذ عام 2000 منتدى التعاون الصيني الأفريقي كل ثلاث سنوات كوسيلة لتعزيز مصالحها الدبلوماسية والتجارية. وتعدّ الصين أكبر شريك تجاري ثنائي لأفريقيا، حيث بلغت قيمة التجارة بينهما 254 مليار دولار قبل عامين متجاوزة بأربعة أضعاف التجارة بين أمريكا وأفريقيا. إنّ الصّين هي أكبر مزود مباشر أجنبي؛ ما يقرب من ضعف مستوى الاستثمار الأجنبي المباشر لأمريكا.

 

فيما يتعلق بتمكين المرأة والشباب وانعدام الأمن الغذائي والديمقراطية، صرحت الدكتورة جيل بوضوح "لقد اعتقدت دائماً أن دعم النساء والشباب في جميع أنحاء العالم أمر بالغ الأهمية لمستقبلنا المشترك، مع التعليم والصحة والتمكين في قلب كل شيء". يُظهر هذا التعليق حالة عالية من السخرية حيث إن القوات الأمريكية ترتكب فظائع ضد النساء في جميع أنحاء العالم تحت اسم استعادة الديمقراطية و"الحرب على الإرهاب" كما هو الحال في أفغانستان والصومال. سياسيون غربيون بما في ذلك أمريكيون قالوا يجب على الدكتورة جيل أن تعترف أولاً بالرأسمالية التي يتبناها ويدافع عنها العالم كله، وقد عزا ذلك إلى اضطهاد المرأة ليس فقط في أفريقيا ولكن في العالم بأسره. لقد عانت النساء والرجال بشدة نتيجة هيمنة الحضارة الغربية الفاسدة.

 

كينيا وناميبيا وأفريقيا بأكملها قد دُمرت بمعدلات خانقة من الفقر والجوع والأمراض. أدت السياسات التجارية الخاطئة التي دعت إليها أمريكا وأوروبا، مثل السوق الحرة، إلى الكوارث الاقتصادية التي نشهدها في القارة الغنية. والجدير بالذكر أن سياسة بايدن تجاه أفريقيا هي مجرد استمرار للجهود الاستعمارية للسيطرة على البلاد الأفريقية واستغلالها. وتهدف مبادرات أمريكا وأوروبا والصين إلى التستر على عار المبدأ الرأسمالي وليست هي لصالح أفريقيا بل لإلحاق المزيد من الضرر بها. أمريكا ومبدؤها الرأسمالي هما المصدر الرئيس لجميع المشاكل في جميع أنحاء العالم. يتجول أنصارها في العالم بأسره محاولين إخفاء عارهم والكارثة والفشل والقصور في مبدئهم. إن الإسلام هو الفكر الوحيد المطلوب في العالم لضمان كرامة ومكانة المرأة والشباب.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في كينيا

آخر تعديل علىالأحد, 05 آذار/مارس 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع