السبت، 19 صَفر 1446هـ| 2024/08/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قصة الاستبداد والقمع

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قصة الاستبداد والقمع

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال رئيس وزراء باكستان شهباز شريف في بيان يوم الجمعة إن هناك نحو 1500 باكستاني في السودان حاليا، مضيفاً أن السفارة الباكستانية على اتصال بهم وتقدّم لهم كل الدعم الممكن. وأضاف أنه بسبب الخطر الذي ينطوي عليه الوصول إلى المطار، تواجه باكستان صعوبة في إجلاء رعاياها. (الفجر الباكستانية)

 

التعليق:

 

قصة السودان لا تختلف عن غيره من البلدان الإسلامية، التي تتكون من صراعات على السلطة وجشع واحتلال من أجل الاستيلاء على ثروات الأرض، مع استخدام أعذار التحرر من القهر أو الحكم العسكري ومنحهم حلم الديمقراطية. ظل السودان تحت حكم الرئيس عمر حسن أحمد البشير 30 عاماً، وبعد شهور من الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، في نيسان/أبريل 2019 أطيح به. وتم اختيار الخبير الاقتصادي والموظف المدني الدولي السابق عبد الله حمدوك الكناني ليكون رئيساً للوزراء في حكومة انتقالية بقيادة مدنية كان من المقرر أن تقود البلاد إلى انتخابات ديمقراطية ذات مصداقية في أواخر عام 2022. في تشرين الأول/أكتوبر 2021، نظم الجيش السوداني انقلابا أطاح بحمدوك وحكومته واستبدل الأعضاء المدنيين في مجلس السيادة (رئيس الدولة الجماعي في السودان) بأفراد اختارهم الجيش. أعيد حمدوك إلى منصبه لفترة وجيزة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 لكنه استقال في كانون الثاني/يناير 2022. في هذه الفوضى الحالية، ارتفع عدد القتلى المدنيين جراء القتال إلى أكثر من 400، مع أكثر من 3500 جريح، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. ويقول مسؤولون إن الخسائر الحقيقية ربما تكون أعلى من ذلك بكثير.

 

بعد عام 1956، ما نراه في السودان هو إضعاف للناس وتقوية النخبة، خاصة أولئك المرتبطين بالجنرالات العسكريين، الذين يقاتلون من أجل سلطتهم ويقتلون شعبهم. في قلب الاشتباكات يوجد رجلان: القائد العسكري عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، اللذان كانا حليفين حتى وقت قريب. معا أطاحا بالحكومة ثم بدآ صراع من سيُخضع من. أي نوع من التحول في السلطة من شأنه أن يعرض للخطر سيطرتهم الاقتصادية الكبيرة، وربما حريتهم الشخصية أيضاً. نظراً لأن كلا الجانبين لديه آلاف الأتباع، يبدو أن الصراع يتجه نحو صراع طويل الأمد دمر دولاً أخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا، من لبنان وسوريا إلى ليبيا وإثيوبيا. عن كعب بن مالك رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» حسّنه الترمذي

 

إن الحل لهذه المشكلة وكلّ المشاكل الأخرى التي تواجهها الأمة وبقية العالم يكمن في إقامة دولة الخلافة الراشدة. نظراً لأن الأمة الإسلامية تعيش بدون درعها طوال المائة عام الماضية، فقد نسي الكثيرون أين تكمن القوة والأصول الحقيقية لحاكم مسلم. إن رعاية شؤون الأمة الإسلامية هي التي تعطي للحاكم سلطة حتى لو ظلّ نفسه جائعا. الرغبة في أن تكون شهيداً هي التي تجعلك جنرالاً لا أن ترتدي زياً يحمل شارات بينما تختبئ خلف جثث المدنيين. هذا الاهتمام بالأمة لا يتم تحديده من خلال الخطوط التي رسمها المستعمرون بل باتباع أحكام الله سبحانه وتعالى.

 

لدينا مثال سيدنا عمر رضي الله عنه، عندما جاء مبعوث الإمبراطور البيزنطي إلى المدينة المنورة، توقّع أن يعيش الخليفة في قصر شديد الحراسة. لم يعثر المبعوث على قصر ولا حارس. وجد الخليفة جالساً في المسجد بصحبة عامة الناس. بهذه الحياة البسيطة أوجد عمر الرعب والرهبة بين قومه وخصومه على حدّ سواء. كان الخوف والرهبة اللذان كانا يحكم بهما بسبب أخلاقه العالية، وكان الناس يخافونه لأنه يخاف الله. كان عمر تجسيداً لفضائل الإسلام. لقد أنعم الله سبحانه وتعالى على السودان بكنوز هائلة، مثل الذهب والبترول ونهر النيل والكروم وخام الحديد والثروة الحيوانية ...إلخ. تم تقسيمها مؤخراً من القوى الاستعمارية، التي فصلت جنوب السودان. لقد تحول ذلك إلى فوضى، والآن يتأكد المستعمرون من خلال عملائهم أن السودان يعاني من المصير نفسه. في ظل دولة الخلافة، سيكون السودان جزءاً لا يتجزأ لأنه يسكنه شعب مسلم، ولكنه سيكون أيضاً جزءاً مهماً من الناحية الجيواستراتيجية، كونه نقطة الانطلاق إلى جنوب الصحراء الأفريقية، وخاصة السواحل الشرقية المجاورة لها.

 

عن ثوبان قال النبي ﷺ: «يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»‏.‏ فَقَالَ قَائِلٌ وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزِعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ»‏.‏ فَقَالَ قَائِلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْوَهَنُ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ»‏ سنن أبي داوود

 

يجب أن يعلم رئيس الوزراء شهباز شريف وجميع الحكام المسلمين الآخرين أن إجلاء الباكستانيين من السودان لن يحررهم من مسؤولياتهم في إنقاذ الأمة بأكملها وموارد الأمة، فكلاهما من أمانة الله سبحانه وتعالى. نحن بصفتنا أمة النبي محمد ﷺ وعباد الله سبحانه وتعالى يجب أن نفهم أن حب هذا العالم يعني تجنب يوم القيامة وكراهية الموت ما يجب أن يحدد أفعال المرء. كل نفس نأخذه هو مسؤولية وكذلك فرصة لنا لننال رضا الله ونعمل وفقاً لأوامره، وبفعل ذلك فقط سنصبح المسلمين حقا.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

آخر تعديل علىالجمعة, 28 نيسان/ابريل 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع