السبت، 19 صَفر 1446هـ| 2024/08/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بريطانيا تجمع فصائلها في الجنوب رداً على فرض أمريكا الحوثيين نداً مساوياً لحكومة رشاد العليمي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بريطانيا تجمع فصائلها في الجنوب

رداً على فرض أمريكا الحوثيين نداً مساوياً لحكومة رشاد العليمي

 

 

 

الخبر:

 

المجلس الانتقالي الجنوبي يعيد تشكيل قياداته ويؤكد سعيه لانفصال الجنوب (وكالات، 8 آيار/مايو 2023م)

 

التعليق:

 

كانت السعودية الشهر الماضي قد أعلنت عن نتائج تفاهماتها المباشرة مع الحوثيين، وكانت قد أرسلت وفدا إلى صنعاء وأخذت موافقة الحوثيين على مسودة الاتفاق مع حكومة رشاد العليمي، الذي جمعته السعودية مع باقي أعضاء المجلس الرئاسي في الرياض، إلا أن تلك التجمعات والوفود لم تسفر عن شيء، وكانت تسريبات إعلامية نقلت أن الاتفاق ينص على رفع الحصار وفتح المنافذ والمطارات ودفع المرتبات للحوثيين مقابل توقيع اتفاق سلام مع الحكومة اليمنية، ما يعني أن الاتفاق جاء لتلبية مطالب الحوثيين والاعتراف بهم نداً مساوياً للحكومة اليمنية وترحيل قضية انفصال الجنوب إلى محادثات الشكل النهائي للدولة. وهذا على ما يبدو لم يرضِ الأطراف التابعة للإنجليز (وهي حكومة العليمي، والمجلس الانتقالي الجنوبي) لذلك لم تسفر المحاولة الأمريكية عن شيء ملموس رغم الزخم السعودي لتلك المحاولة ومباركة إيران لها، إلا أن الجانب الإنجليزي لم يوافق عليها رغم الضغوط السعودية على رشاد العليمي ومجلسه ومحاولة المبعوث الأممي في الضغط على الحكومة اليمنية بقبول المسودة السعودية إذ دعا الحكومة "إلى تقديم تنازلات" للوصول إلى اتفاق، لهذا لجأ الإنجليز إلى تجميع الفصائل الجنوبية التي كانت في وقت سابق مناوئة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وجمعتهم اليوم في عدن للإعلان عن انضمامهم إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في محاولة لتوسيع قاعدته الجماهيرية، لتجد السعودية صعوبة في الضغط على رشاد العليمي لتوقيع اتفاق سلام مع الحوثيين، بينما القاعدة الجماهيرية الجنوبية لا توافق على ذلك، وقد ظهر ذلك لافتاً في البيان الذي أعلنه المجلس الانتقالي الجنوبي عقب مشاوراته وضمه لمعظم الجنوبية، إذ جاء فيه "... نشدد على تمثيل الجنوب وقضيته في التسوية الأممية، ويكون في إطار مستقل تكون قضية الجنوب أولوية في الحل وفق "مفاوضات ندية ثنائية شمال وجنوب" والتفاوض يكون في دولة خارجية" وهذا يعني رغبة الإنجليز في أن يدخل الحوثيون مفاوضات السلام النهائي ضد مكونين هما الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وبهذا يضمنون سيطرة أكبر على النفوذ والثروة في البلاد.

 

يا أهل اليمن: إن حكومة العليمي غير جادة في وقف الحرب ونزيف الدم في البلاد وهي متمسكة بخدمة أسيادها الإنجليز الذين لا يرغبون في التخلي عن عدن التي استعمروها لأكثر من قرن من الزمان وعندما غادروها شكلياً حرصوا على إيجاد حكومات وأحزاب تابعة لهم لحماية مصالحهم فيها، وها هي بريطانيا تستخدمهم اليوم كما تستخدم محميتها الإمارات في تنفيذ مخططاتها في عدن.

 

إن الحوثيين لا يملكون مشروعاً خاصاً بهم كما يدعون "المسيرة القرآنية" بل هم أبعد ما يكونون عن القرآن الذي يشدد على حرمة دماء المسلمين، وهم يسفكونها ليل نهار، ويشدد على عدم الولاء لأعداء الأمة وهم يستندون على الاعتراف الأممي والسند الأمريكي لهم - رغم الشعارات الخاوية من معناها - ويشدد القرآن على حتمية الحكم بما أنزل الله، بينما لم يحكم الحوثيون طوال ثماني سنوات حكمهم إلا بنظام الهالك علي عبد الله صالح نفسه، أي نظام جمهوري ونظام اقتصادي رأسمالي وحكم طائفي يقتل أو يسجن كل من يخالفه.

 

يا أهل الجنوب: إن المجلس الانتقالي لا يعمل جدياً لانفصال الجنوب وإلا كانت الفرصة مواتية له منذ سنين وهو يسيطر على عاصمة الجنوب والمحافظات الجنوبية ولم يعلن دولته المزعومة، إنه جاء من عباءة الدولة اليمنية نفسها كما قال ذلك القيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم، والذي انضم اليوم إلى المجلس الانتقالي ذاته الذي كان يهاجمه! إن المجلس الانتقالي أنشأته الإمارات محمية بريطانيا كي يكون له مقعد في التفاوض على الحل النهائي مع الحوثيين، كي يضمن الإنجليز حصةً أكبر في ثرواتكم، فقد حكمت تلك القيادات الجنوبية الجنوب ردهاً طويلا من الزمن ولم يرَ أهل الجنوب منها إلا الحروب والدم والدمار ولا زالوا يتقاتلون فيما بينهم إلى اليوم ولم يوجهوا بندقيتهم إلى الحوثيين أو "الشماليين" كما يزعمون بل إنهم رحبوا بعدو "الجنوب" طارق صالح في عدن واحتضنوه وفتحوا له المعسكرات لأن الإنجليز يعدون له ولابن عمه أحمد علي عبد الله صالح دورا في مستقبل البلاد، فهل أنتم واعون؟!

 

يا أهل اليمن: إن الحل يقتضي أولا الانفضاض عن تلك القيادات الخائنة العميلة جميعها في الشمال وفي الجنوب فهي لا تعمل لمصلحة البلاد وأهل البلاد بل تعمل من أجل مصالح أسيادها مقابل فتات يتساقط إليهم من مؤيديهم، ثم إنهم جميعهم لا يحملون راية الإسلام والحكم بما أنزل الله ووقف سفك الدماء والحفاظ على الدين والعرض والثروة، بل ينكلون بأهل اليمن أيما تنكيل، حتى أذلوا الناس وهجروهم إلى خارج البلاد أو إلى مخيمات اللاجئين.

 

يا أهل اليمن: إن الفرصة مواتيةً أمامكم اليوم لنصرة العاملين لإعادة الحكم بما أنزل الله في خلافة راشدة على منهاج النبوة، كان ﷺ قد بشّر بعودتها في هذا الزمان «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

د. عبد الله باذيب – ولاية اليمن

آخر تعديل علىالسبت, 13 أيار/مايو 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع