مختصر السيرة النبوية العطرة

ح 77

عمر الفاروق يغيظ بإسلامه أبا جهل

ولما رأت قريش ذلك على رأس صفوف المؤمنين حمزة، وعمر يحيطون بالنبي ﷺ ساء صباحها.. واغتاظت. ثم استأذن عمر النبي ﷺ، وذهب إلى نادي قريش، ونظر إليهم، ولم يكلمه أحد!!

يقول عمر: ثم تدبرت وفكرت من أشد عداوة لرسول الله؟ إنه أبو جهل فما رأيته جالسًا مع القوم.. فذهبت إلى داره وقرعت الباب عليه، فقال أبو جهل: من بالباب؟ فقلت: عمر، ففتح الباب، وخرج قال له عمر: جئت أعلمك أني آمنت بالله ورسوله، وصدقت بما أنزل على محمَّد. قال عمر: فأغلق أبو جهل الباب في وجهي، وهو يقول: قبحك الله، وقبح ما جئت به. ثم وقف عند باب الكعبة، وصاح بأعلى صوته يا معشر قريش، يا معشر قريش، إن ابن الخطاب قد آمن بمحمَّد، ومنذ ذلك اليوم قال له النبي ﷺ: «أنت الفاروق، فرق الله بك بين الحق والباطل».

أسلم عمر رضي الله عنه وأرضاه، وحقق الله به دعاء المصطفى ﷺ، أما عامة المسلمين الذين كانوا يخافون أن يُصلّوا عند البيت، أو يطوفوا قبل إسلام عمر، والذين كانوا يخافون أن يعلنوا إسلامهم.. كل هذا الخوف ذهب بعد إسلام عمر؛ فاعتز المسلمون بإسلام عمر أيما اعتزاز، وأخذ دين الإسلام ينتشر بشكل أوسع لما أسلم عمر رضي الله عنه. وبإسلام عمر احتارت قريش في أمرها؛ لأن كل من كان يخفي إسلامه من قبل استطاع أن يعلن إسلامه..

فلما رأت قريش إسلام عمر، وبالأمس كانت هجرة الحبشة.. جن جنون قريش، فجاءت بمفاوضة أخيرة. فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِكَ ... يتبع بإذن الله صلوا على من أعزنا بدين الله!!

وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا، وَحَبِيبِنَا، وَعَظِيمِنَا، وَقَائِدِنَا، وَقُدْوَتِنَا، وَقُرَّةِ أَعْيُنِنَا سَيِّدَنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الأستاذ محمد النادي