الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الأمم المتحدة والحركات المسلحة والحكومة شركاء في الإبادة الجماعية في دارفور

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأمم المتحدة والحركات المسلحة والحكومة شركاء في الإبادة الجماعية في دارفور

 

 

 

الخبر:

 

صرح حاكم إقليم دارفور أركو مناوي أنه متأسف جداً أن تكون الإبادة الجماعية ضد المجتمعات بدارفور ترعاها وتمولها دول أعضاء في الأمم المتحدة، وذلك وفق ما نشره موقع النيلين في 2023/11/16م.

 

التعليق:

 

إن الصراع في دارفور نشأ بسبب تنافس محلي على الأرض والمراعي، لكنه تطور واستفحل بتحريك خارجي للمشكلة، وقبل هذا وبعده إهمال حكومة السودان رعاية شؤون رعاياها الرعاية التي يوجبها الإسلام بالعدل والإحسان، فتشكلت نواة الصراع من هذه العوامل المتداخلة.

 

وقد بدأ التمرد معتمداً على قبيلة الزغاوة، وأرادوا إدخال قبائل أخرى، وبدأوا في إرهابها بالإغارة وفرض الأتاوات، فوجدت القبائل نفسها أمام خيارين: إما أن تنضم إلى التمرد أو تنشئ مليشيات تحميها من الغارات. فأنشأت هذه القبائل مليشيات أصبحت قوية بسرعة مع انتشار السلاح في دارفور، إذ يأتيها من الدول المجاورة؛ ما أدى إلى تفاقم الوضع وازدياده سوءاً وتعقيداً يوماً بعد يوم، فالآلاف من الأرواح قد أُزهقت، والمئات من القرى قد أحرقت، ومئات الآلاف قد شُرِّدوا من ديارهم.

 

وأما التدخل والتحريك الخارجي للمشكلة فإن الذي أثار أحداث دارفور، وأوجد الأزمة هم الأوروبيون، وبالذات فرنسا وبريطانيا، والدليل على ذلك أن المتمردين من قبائل فور الأفريقية تم تقديم الدعم لهم من تشاد وحكامها عملاء لفرنسا من حيث الإمدادات ومن حيث نقطة الارتكاز واللجوء، وعملت لندن كمنبر إعلامي لزعماء حركة التمرد.

 

ولأن الحكومة السودانية انتهجت أسلوب الترضيات وتقسيم المناصب لكل من وقّع معها اتفاق سلام، فقد شجع ذلك الكثيرين إما على الانفصال من كياناتهم الأصلية لتكوين فصائل جديدة أو بناء حركات مستقلة، ليست ذات وجود كبير على الأرض، لكنها تشكل في الجانب الآخر تهديدا أمنيا وتعيق أي جهود لحل نهائي لأزمة الحرب. وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 87 حركة مسلحة في السودان؛ 84 منها في منطقة دارفور وحدها!

 

واستفحلت قضية دارفور نتيجة لعجز الدولة عن حلها سياسيا والسماح للمليشيات المسلحة وحمايتها بالقانون وإطلاق يدها على البلاد والعباد، خاصة أن هذه المليشيات لها انتماءاتها القبلية، وولاءاتها الخاصة بها. ومما زاد الطين بلة، دور الحكومة والمعارضة والحركات المسلحة، في تدويل القضية ما جعل البلاد تمتلئ بالمبعوثين والجواسيس والمنظمات المشبوهة وأصبحت دارفور في مرمى الأطماع الغربية الاستعمارية.

 

فالجميع شركاء في الإبادة الجماعية؛ من حكومة وحركات مسلحة، وانحصر دورهم في تقاسم الأدوار في ما بينهم، وتبادل المواقع، وكله يندرج في خانة واحدة وينتهي مساره في مصب واحد هو خدمة مصالح المستعمر الذي لا يرقب فينا إلاّ ولا ذمة، والمحافظة على نظامه الرأسمالي الذي يتربح من دماء الأبرياء، لأن هؤلاء الحكام وكذلك الحركات المسلحة، نهجوا نهج العدو، ونهلوا من المستنقعات الرأسمالية الآسنة، وتحولوا إلى بيادق تحركهم إملاءات الدول الاستعمارية، فيركعون ويسجدون مقابل الدولار وكرسي الحكم!! لأنهم سعوا إلى تحصيل القوة دون الفكرة الأساسية للتغيير، ما فتح الباب لتحولّهم إلى مليشيات دموية لخدمة أجندات خارجية، وهذا هو سبب الإبادات الجماعية في الحاضر وفي الماضي وفي المستقبل.

 

ولن يوقف ذلك إلا التجرد لعقيدة الإسلام العظيم، بالعمل لرفع الظلم والإبادات الجماعية عبر مشروع الإسلام العظيم، تقيمه دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتقطع دابر الكفار وعملائهم، فيأمن الناس، وتحفظ دماؤهم.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

غادة عبد الجبار (أم أواب) – ولاية السودان

آخر تعديل علىالأربعاء, 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع