الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
قطع العلاقات مع الشّجعان!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قطع العلاقات مع الشّجعان!

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أكدّ مسؤول هجرة باكستاني يوم الجمعة أن كل طالب لجوء أفغاني ينتظر المغادرة إلى دولة ثالثة سيدفع غرامة تتجاوز 800 دولار بسبب تجاوز مدة تأشيرته أو عدم حيازته وثائق للبقاء بشكل قانوني. (voanews.com)

 

التعليق:

 

استضافت باكستان ملايين اللاجئين الأفغان منذ أواخر السبعينات والثمانينات، والآن فجأة أمرت حكومة باكستان 1.7 مليون أفغاني غير موثق بمغادرة البلاد، ومن بين هؤلاء 250 ألفاً غادروا بالفعل عبر حدود تورخام. ويقال إن سبب الطرد هو تورطهم في جرائم مثل التفجيرات الانتحارية، على الرغم من عدم تقديم أي دليل.

 

بدأت علاقة سياسية خادعة بين باكستان وأفغانستان في عهد ضياء الحق، وتم بناء العلاقة على المجاهدين الأفغان الذين قاتلوا الاتحاد السوفييتي بشجاعة وطردوهم في النهاية من أفغانستان. وفي حرب السنوات التسع (1980-1989) أودى الصراع بحياة ما يقدر بنحو مليون مدني ونحو 125 ألف مقاتل. وكان هذا هو الوقت الذي دخل فيه الكثير من اللاجئين إلى باكستان وما زالوا يحملون لقب المجاهدين بالنسبة للباكستانيين، والذي تحول الآن للأسف إلى (إرهابيين). وتم وضع شارة الإرهاب هذه عندما بدأ هؤلاء الطالبان القتال ضد الاحتلال الأمريكي. وهنا علينا أن نفهم أن هذه الخسارة في الأرواح والتشريد لم تكن بسبب الضعف الأفغاني بل بسبب تلاعب العدو في الداخل وخداعه. والمثال هنا يمكن أن يساعدنا على فهم مدى قوة المسلمين عندما يجتمعون معاً في طاعة الله سبحانه وتعالى.

 

ففي الحرب الأفغانية عام 1845، عانى 16 ألف رجل من الجيش البريطاني من الإبادة الكاملة على أيدي الأفغان الشجعان على الأراضي الأفغانية، ولم ينج منهم سوى طبيب واحد. ولم يُسمح له بالعيش إلاّ ليتمكن من رواية قصة موتهم وتدميرهم لسيدهم - التاج البريطاني - وهو ما فعله. وكان الدرس الذي تعلمه المستعمر البريطاني هو "عدم الانغماس في أي نوع من هذه المغامرة مرةً أخرى".

 

لقد كان ذلك زمن المقاومة عندما كانت الأمة الإسلامية في جميع أنحاء العالم تحاول الهروب من مخالب الاستعمار. ولم يكونوا مقسمين إلى دول قومية وكان عدوهم مشتركاً أيضاً. الآن الوضع في كل بلد إسلامي كان تحت الحكم الاستعماري في دولة قومية هو مثل حضرة يوسف عليه السلام عندما ألقاه إخوته في البئر. وفي هذا درس لجميع المسلمين الذين يعانون بطريقة أو بأخرى؛ وهو الصبر والأمل مع التوكل على الله سبحانه وتعالى. ﴿فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُواْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾.

 

ويجب على الأمة الإسلامية أن تفهم أن الطاعة الحقيقية لله سبحانه وتعالى هي وحدها التي ستخرجها من الحفرة المظلمة التي ألقيت فيها. فبدلاً من كراهية أخيك المسلم وإبعاده بسبب عرقه أو وصفه بألقاب وحشية، فإن ذلك سيؤدي إلى تأخير إعادة إقامة الخلافة، بدلا من ذلك فإن هؤلاء الأفغان أنفسهم يمكن أن يصبحوا قوة للأمة الإسلامية ويحموها ضدّ العدو الذي ينشغل بجعلهم يقاتلون بعضهم بعضاً على أسس مختلفة.

 

﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إخلاق جيهان

آخر تعديل علىالثلاثاء, 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع