الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
حملة تطهير المجتمع الأوزبيكي من مجرمي "الشارع"

بسم الله الرحمن الرحيم

 

حملة تطهير المجتمع الأوزبيكي من مجرمي "الشارع"

 

 

 

الخبر:

 

بحسب موقع Kun.uz وقنوات رسمية أخرى؛ فإنه في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2023، بدأت، على حد تعبير مسؤولين حكوميين "إجراءات وقائية سريعة لتحسين الوضع الإجرامي"، وانتشرت الأخبار تحت عناوين "في مدينة طشقند وفي مناطق فرغانة ونامنكان وأنديجان وخوارزم وسمرقند، تم اتخاذ إجراءات للقبض على المجرمين". كما تم ذكر أسماء عدد من الأفراد المعروفين في عالم الجريمة، وتم التأكيد على أن الاعتقالات تمت بهدف تقديمهم للمسؤولية الجنائية.

 

التعليق:

 

يمكن أن نقول إن الخبر الأكثر انتشارا هذا الأسبوع في بلدنا على الأصح كان إجراء عملية ملاحقة جماعية للأشخاص المشهورين في عالم الجريمة والمرتبطين بهم، حيث لم يوجد مصدر واحد - رسمي أو غير رسمي - لم يتطرق إلى هذا الموضوع. والمقالات تحت عناوين "عملية التطهير الكبرى في فرغانة"، "التطهير في نامانجان"... لم تغادر الصحف الرسمية منذ عشرة أيام تقريباً. وهنا يطرح سؤال طبيعي، ما هي العوامل التي دفعت الحكومة إلى القيام بهذه العملية وإثارة هذه الضجة؟ هل هي عوامل داخلية أم خارجية؟ وكذلك، ما هو الغرض من عملية التطهير هذه؟ بالتأكيد، لا بد أن تكون هناك عوامل دفعت الحكومة إلى القيام بها.

 

وإذا فكرنا في الوضع الدولي اليوم، وخاصة الحرب الجارية بين المسلمين والكفار، بين كتائب المقاومة في غزة وقوات الاحتلال الغاشمة في الأرض المباركة فلسطين وغزة العزة، والتدهور الاجتماعي والاقتصادي داخل بلدنا... يتبين لنا أن هناك عوامل داخلية وخارجية.

 

أما العامل الخارجي فهو أن الوضع في العالم اليوم أصبح أكثر إرهاقا من أي وقت مضى. وعلى وجه الخصوص، فإن المجازر الجماعية بحق المسلمين في غزة؛ الأطفال والنساء والمسنين الأبرياء، على أيدي الصهاينة الأنجاس، لا تترك أي مسلم في قلبه ذرة من الإيمان بغير غم وهمّ. وهذا ما جعل حكومات العملاء في بلاد المسلمين في حيرة شديدة.

 

إن استغاثات الأمهات المملوءة قلوبهن بالدماء في غزة، وصيحات الأطفال المرتجفين من الخوف، وصرخات الآباء الذين يركضون وفي أيديهم أجساد وأشلاء أولادهم الملونة بالدماء، تهز العالم كله. لكن هؤلاء الحكام العملاء الجاثمين على صدور المسلمين، بمن فيهم رئيس أوزبيكستان، وخاصة حكام دول منطقة الشرق الأوسط، بدلا من نصرة أهل غزة المظلومين والعاجزين، من خلال تعبئة الجيوش للقضاء على كيان يهود المتعطش لدماء الأبرياء، وتحرير الأقصى من رجس يهود، بدلا من ذلك فإنهم لا يتجاوزون الثرثرة الفارغة التي لا جدوى منها وطلبات تنفيذ مشروع "حل الدولتين"، الذي هو مشروع رأس الكفر أمريكا، وهو في الحقيقة اعتراف بكيان يهود الغاشم، وخيانة لدماء الآلاف من الأبرياء خاصة، وللأمة الإسلامية برمتها، لأنهم يعلمون يقيناً أنه إذا هُزم كيان يهود وتم القضاء عليه فإن عروشهم ستنهار فورا في اللحظة نفسها. ولذلك، فإن مهمة الحكام العملاء الآن ليست هي الوقوف لنصرة المضطهدين في غزة، بل الحفاظ على كيان يهود الجبان والمتعطش للدماء. ولهذا السبب قامت الحكومة الأوزبيكية بحظر ذكر أحداث غزة في مساجد بلادنا حتى لا يشعر شعبنا المسلم بشكل أعمق بالحاجة إلى توحيد الأمة الإسلامية في دولة واحدة؛ دولة الخلافة، ولمنع نمو الروح الجهادية بين الشباب.

 

أما بالنسبة للعامل الداخلي، فإن أمل الناس في أوزبيكستان في سلطات الدولة يختفي تدريجيا، ومؤخرا، أصبحت الرغبة عندهم في أخذ الحل بشكل رئيسي من الإسلام أكثر وضوحا، وفي بعض الحالات، بدأ الناس يتجهون إلى مجرمي "الشوارع" الذين هم منفذو "قوانين اللصوص" لأنهم لم يجدوا من يستمع لآلامهم. وبالطبع، هذه الأمور تجبر الدولة، التي تفقد مكانتها وسلطتها بشكل متزايد، على توخي الحذر. ولهذا بدأت الحكومة بتنفيذ هذه العمليات لإظهار سيطرتها وأنها لن تتسامح أبداً مع عالم الجريمة أياً كان. إلا أن الحكومة ليست لديها خطة للقضاء عليها بشكل كامل ولا تستطيع ذلك حتى لو أرادت. وفوق ذلك، فإن الذين يمسكون بالسلطة قد أصبحوا حلفاء لهؤلاء المجرمين وهم بالفعل أكبر فريق للصوص والمجرمين. إن ما يقف وراء الملاحقات القضائية الجماعية ضد عالم الجريمة، وحتى اعتقال بعضهم، هو بشكل رئيسي من أجل زرع الخوف في نفوس الناس، وإيقاع السلطات بعالم الجريمة في "إطارها" من خلال تحذيرها من "الخطوط الحمراء" المتعلقة بالدولة وإظهار أن لديها القدرة على تدمير مثل هؤلاء المخالفين غير الرسميين متى أرادت ذلك. وهنا من المناسب أن نقول إن الحكومة تكذب؛ لأن تطهير المجتمع من هذه العناصر الإجرامية هو في الواقع عمل نبيل، ولكنه يتطلب برنامجا مناسبا وأشخاصاً شرفاء يقودون ويطبقونه بالقدوة، وهذا البرنامج الصحيح موجود فقط في الإسلام.

 

وبناء على ذلك، يمكن القول إن المجرم الرئيسي هم هؤلاء الحكام العملاء الذين يطبقون النظام الغربي الغريب تماما عن الإسلام. ومهما اتخذوا من إجراءات للحفاظ على عروشهم الفاسدة، فإن كل ذلك لن يكون إلا حافزاً كبيراً لرغبة شعبنا المتزايدة، الذي بدأ ينهض يوماً بعد يوم ويسعى أكثر فأكثر نحو دينه، ويزداد شعوره بالحاجة الماسة لدولة الخلافة، التي ستطهر أراضينا بالكامل من أمثال هؤلاء الخبثاء؛ لأن الخلافة كما وصفها رسول الله ﷺ هي حامية أرواح الناس وأموالهم وأعراضهم؛ قال رسول الله ﷺ: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ».

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

إسلام أبو خليل

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبيكستان

آخر تعديل علىالأربعاء, 13 كانون الأول/ديسمبر 2023

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع