الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
الولايات المتحدة تضاعف جهودها لتقويض برنامج الصواريخ الباليستية الباكستانية المتقدمة للغاية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الولايات المتحدة تضاعف جهودها لتقويض برنامج الصواريخ الباليستية الباكستانية المتقدمة للغاية

 

 

 

الخبر:

 

في 27 من كانون الأول/ديسمبر 2023م، أعلن الجناح الإعلامي للقوات المسلحة الباكستانية (ISPR) أن "باكستان أجرت اليوم بنجاح اختبار إطلاق لصاروخ (فتح-2)، وهو سلاح مزود بإلكترونيات طيران وأنظمة ملاحة متقدمة وله مسار طيران فريد، وقادر على ضرب أهداف بدقة لمسافة تصل إلى 400 كيلومتر".

 

التعليق:

 

في 20 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وقبل هذا الإطلاق، قالت وزارة الخارجية في بيان صحفي لها بعنوان "الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات ساهمت بنشر الصواريخ البالستية" أنها "تدرج اليوم ثلاثة كيانات، مقرها الصين، على قائمة العقوبات، والتي عملت على توريد المواد المستخدمة في صناعة الصواريخ لبرنامج الصواريخ الباليستية الباكستاني، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم (13382) الذي يستهدف ناشري أسلحة الدمار الشامل وسبل تسليمها".

 

إن هذه العقوبات تستهدف فعلياً برنامج الصواريخ الباليستية الباكستاني، فمنذ فجر العصر النووي، وبعد الحرب العالمية الثانية، حرصت أمريكا على السيطرة على التكنولوجيا النووية وتكنولوجيا الصواريخ الباليستية؛ حفاظاً على ريادتها العالمية، ومع ذلك لم تتمكن من وقف انتشار الأسلحة النووية بين القوى الكبرى، لذلك لجأت إلى استحداث معاهدات وتدابير متعددة للتحكم في التكنولوجيا النووية بمشاركة القوى النووية الكبرى، منها معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمناطق الإقليمية الخالية من الأسلحة النووية، والنُظم التكنولوجية ذات الاستخدام المزدوج مثل (MTCR) و(NSG)، ومجموعة أستراليا، واتفاق فاسينار... بالإضافة إلى تدابير الرقابة على الصادرات الأمريكية، ونظام العقوبات لمنع استخدام التكنولوجيا النووية للأغراض العسكرية.

 

لقد دخلت باكستان عالم التكنولوجيا النووية المتقدمة، وقامت بتطوير أسلحتها النووية وبرنامجها للصواريخ الباليستية، مستغلةً الثغرات في نظام الحد من الانتشار النووي، وسلاسل التوريد ذات الاستخدام المزدوج، وعندما فشلت الولايات المتحدة في وقف التقدم الباكستاني نحو تحقيق قدرة ردع جديرة بالثقة، لجأت إلى التهديد والعقوبات. والعقوبات الأحادية التي أعلنتها الولايات المتحدة مؤخراً ليست أول جهد أمريكي لاحتوائه، ولن يكون الأخير بالتأكيد.

 

خلال التسعينات، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على باكستان بموجب تعديل بريسلر، كما لجأت إلى التجسس والتخريب ضد البرنامج النووي والباليستي الباكستاني، ووفقاً للمقاول الأمريكي السابق والمبلغ عن المخالفات إدوارد سنودن، فقد كشفت وثائق الميزانية السرية للغاية، والتي أطلق عليها اسم "الميزانية السوداء"، عن تركيز شديد على البرنامج النووي الباكستاني، وفي 2 من أيلول/سبتمبر 2013م، نشرت صحيفة واشنطن بوست مقالاً بعنوان "ملفات المخابرات الأمريكية السرية للغاية تكشف إلى أي مدى يصل انعدام الثقة في باكستان"، والذي جاء فيه أن "ملخصاً من 178 صفحة للعمليات السرية للاستخبارات الأمريكية باسم "الميزانية السوداء" وضّح كيف كثّفت الولايات المتحدة مراقبة أسلحة باكستان النووية، وتركيزها الخاص على مواقع للأسلحة البيولوجية والكيميائية فيها، لمحاولة تقييم مدى ولاء عناصر مكافحة الإرهاب الباكستانيين الذين تجندهم وكالة الاستخبارات المركزية". بالإضافة إلى ذلك، في 30 من أيار/مايو 2019م، حكم الجيش الباكستاني على ضابط بالجيش بالإعدام، وعلى آخر بالسجن المشدد لمدة 14 عاماً، بتهمة التجسس وتسريب معلومات حساسة إلى وكالات تجسس أجنبية، كما حُكم على طبيب مدني بعقوبة الإعدام.

 

بالنسبة للولايات المتحدة، فإن محادثات الاستقرار الاستراتيجي الثنائية - التي تتم في الغالب سراً - تشكّل آليةً مهمة أخرى لتحديد خطط باكستان فيما يتعلق بالمسائل النووية، وللضغط عليها، وقد كشف البيان الصحفي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 17 أيار/مايو 2016م بعنوان "الجولة الثامنة من المحادثات الباكستانية الأمريكية حول قضايا الأمن والاستقرار الاستراتيجي ومنع الانتشار النووي"، كشف عن مخاوفِ الولايات المتحدة بشأن التطورات النووية الباكستانية، وورد فيه: "ضرورة التبادل المثمر لوجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المتبادل، والتي تشمل مراقبة الصادرات الاستراتيجية، ومنع انتشار الأسلحة النووية، والاستقرار والأمن الإقليميين".

 

من الجدير بالذكر عدم وجود قراءات رسمية متاحة لما بعد عام 2016م، لكن المخاوف الأمريكية التي بقيت منذ 2016م وحتى يومنا، تتعلق بما يلي:

 

1- نشر الصاروخ الباليستي بعيد المدى (شاهين 3).

2- اختبار نظام الصواريخ متعددة الأهداف، من نوع (MIRV)، والمُسمّى (أبابيل).

3- نشر منظومة (نصر) الصاروخية قصيرة المدى، القادرة على حمل الأسلحة النووية التكتيكية.

4- إنتاج المواد الانشطارية اللازمة لصنع عدد كبير من الرؤوس النووية.

 

هذه المقدرات لا تمكن باكستان من هزيمة الهند - التابع الجديد لأمريكا في جنوب آسيا - فحسب، بل تمنحها كذلك قدرة عالية على استهداف كيان يهود، والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، فصواريخ (شاهين -3) و(أبابيل MIRV) بإمكانها اختراق أي دفاع صاروخي باليستي قد تستخدمه الولايات المتحدة.

 

ما يهمّ الولايات المتحدة هو فقط إلحاق الضرر بقدرات الردع الباكستاني، وبالتالي خلق حالة من عدم الاستقرار الاستراتيجي لديها، وفي الوقت نفسه تقوم أمريكا بتقوية الهند وتسليحها، من خلال تبادل التكنولوجيا المتقدمة، لذلك فإن إضعاف برنامج الصواريخ الباكستاني يصبّ في المصلحة الاستراتيجية لأمريكا، كونها تريد للهند أن تصبح حقاً "صمام الأمان" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 

يجب على القادة المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية قطع كافة العلاقات مع الولايات المتحدة، بما فيها محادثات الاستقرار الاستراتيجية، والاعتماد على الله وحده، واستخدام قوة الردع الهائلة لصالح المسلمين، بحشد جيشهم الكبير تحت حماية الدرع النووي، وقيادة جيوش المسلمين إلى النصر في القدس وغزة وكشمير، بل يتحتم عليهم إنقاذ البشرية من براثن الرأسمالية القمعية، ونشر رسالة الإسلام في جميع أنحاء العالم.

 

أيها الضباط في القوات المسلحة الباكستانية! أعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، الذي سيقوم باتخاذ الخطوات اللازمة ليستعيد الإسلام مكانته في ريادة العالم، كما كان لقرون. قال الله سبحانه وتعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد سلجوق – ولاية باكستان

آخر تعديل علىالأحد, 07 كانون الثاني/يناير 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع