الأربعاء، 25 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/27م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
بناء أمريكا الرصيف العائم في غزة له ما بعده

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بناء أمريكا الرصيف العائم في غزة له ما بعده

 

 

 

الخبر:

 

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن إرسال أربع سفن تابعة للجيش الأمريكي مُحمّلة بالمُعدات والإمدادات لبناء رصيف عائم، وجسر قادر على تفريغ البضائع والوجبات لنقلها إلى غزة، وقال المُتحدّث باسم الوزارة باتريك رايدر: "نتوقّع أنْ يعمل الرصيف بكامل طاقته خلال 60 يوماً تقريباً ممّا سيكون قادراً على تسهيل توصيل ما يصل إلى مليوني وجبة يومياً، ولا يوجد ميناء في غزة يُمكنه التعامل مع هذا المُستوى من المُساعدات ممّا يتطلّب بناء رصيف عائم"، وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن عن خطّة بناء الرصيف من قبل الجيش الأمريكي في خطابه الرئيسي عن حالة الاتحاد الخميس الماضي، وسيُشارك في بنائه حوالي 1000 جندي أمريكي بالإضافة إلى شركات من القطاع الخاص، وسيُمكّن إنشاء هذا الرصيف من استخدام ممرّ بحري للسفن القادمة من قبرص أو من دولة أخرى في العالم إلى قطاع غزة.

 

التعليق:

 

إنّ هذه الخطّة الأمريكية كانت قد بدأت بالتبلور بعد وضع كيان يهود العراقيل لإيصال المُساعدات إلى السكان في قطاع غزة ما أدّى إلى انتشار المجاعة بين السكّان، ووافق كيان يهود على الخطّة الأمريكية هذه آملاً في أنْ تكون بديلاً عن المعابر البرية التي يُفضّل الكيان إلغاءها نهائياً، وبدأت من فورها فرق مُتخصّصة من كيان يهود ومن الأمريكيين تعمل على تنسيق الطريقة التي سيعمل بها مشروع الممر البحري لنقل المُساعدات إلى غزة من قبرص، وأوكلت مُهمّة التفتيش إلى جهاز الأمن العام (الشاباك) الذي شرع بإنشاء نظام تفتيش شامل لمحتويات الشحنات التي ستُرسل إلى قطاع غزة عبر الممر البحري الذي سيستخدم هذا الرصيف.

 

وقام الجيش الأمريكي بتعيين منظمّة دولية غير حكومية تُسمّى "المطبخ المركزي العالمي" لتشغيل الإمدادات الغذائية لسكان غزة.

 

وتدّعي صحيفة جروزاليم بوست التابعة لكيان يهود أنّ خُطّة توصيل المساعدات عبر البحر هي في الأصل فكرة ناقشها نتنياهو مع بايدن بعد أسبوعين من اندلاع الحرب في غزة، وأنّ نتنياهو عرض هذه الخطة في 31 تشرين أول/أكتوبر الماضي على الرئيس القبرصي نيكوس كريستودوليدس، بينما تعتبر إدارة بايدن أنّ هذه الخطة هي خُطّة أمريكية صرفة وفيها انتقاد صريح لنتنياهو فقد قال بايدن: "إنّ (إسرائيل) يُمكنها، ويجب عليها، أنْ تفعل المزيد لمُساعدة الفلسطينيين في غزة"، وذكرت مجلة إيكونومست أنّ خطة بايدن تلك ما هي إلّا توبيخ واضح لنتنياهو.

 

ومن أهم أهداف هذه الخطّة من ناحية تكتيكية استبعاد حكومة حماس في غزة عن القيام بأي دور في إيصال المُساعدات إلى السكان، وفرض واقع جديد لا تكون فيه حماس هي المُسيطرة على القطاع.

 

إنّ أمريكا تسعى من خلال بنائها لهذا الرصيف لخلق ظروف سياسية تمهيدية جديدة مواتية، تُساعدها في وضع حل سياسي واقعي لما بات يُطلق عليه باليوم التالي بعد إيقاف الحرب ينسجم مع التصوّر الأمريكي للوضع النهائي لصورة الحل. وأمّا على المدى البعيد فإنّ هذا الرصيف يُعتبر بمثابة قاعدة أمريكية دائمة في قطاع غزة أشبه ما تكون بقواعدها في العراق، والتي أدّت، وتؤدّي إلى فرض نظام سياسي تابع لها في قطاع غزة، على غرار ما فعلته في العراق بُعيد احتلاله.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد الخطواني

آخر تعديل علىالجمعة, 27 أيلول/سبتمبر 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع