الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
ما هو التوتر الذي تخشاه أمريكا في الشرق الأوسط؟

بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو التوتر الذي تخشاه أمريكا في الشرق الأوسط؟

الخبر:

نقلت الجزيرة تصريحا لزعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ الأمريكي تشاك شومر، جاء فيه: التوتر في الشرق الأوسط مرتفع جدا وعلينا أن نكون مستعدين. (الجزيرة في 2024/04/07)

 

التعليق:

منذ عقود، والسياسة الخارجية الأمريكية تقوم على سكب البنزين على نار التوترات في الشرق الأوسط، فتشعل فتيل الصراعات وتؤججها باليد اليمنى ثم تتدخل كرجل إطفاء لفرض حلولها وإحكام سيطرتها باليد اليسرى، ولذلك فإن التوتر الذي تخشاه أمريكا لا يمكن أن يأتي من حكام منبطحين يأتمرون بأوامرها ويرتمون في أحضانها فيعقدون اتفاقيات السلام والاستسلام لأعدائهم ويتنازلون لهم عن المقدسات جهارا نهارا، حفاظا على عرش هزيل وتاج ذليل، ولا أن يأتي من سلطة فلسطينية لا حول لها ولا طول إلا على بني جلدتها. فما هو التوتر الذي تخشاه أمريكا وكل حكام المنطقة هم طوع بنانها؟ بل ما هو التوتر الذي تخشاه أمريكا إذا كانت هي من يشرف على صناعة التوترات في المنطقة؟

إن أمريكا التي تبيع وهم "حل الدولتين" وتروج له عالميا، لتدرك تمام الإدراك أن الأرض المباركة فلسطين، هي قطب الرحى في الصراع الجاري في منطقة الشرق الأوسط، وأن قضية فلسطين، قد تحولت إلى حلبة صراع دولية بين أمريكا وأوروبا منذ عقود، بل تحولت إلى مسألة من مسائل العلاقات الدولية منذ أن سقطت الدولة العثمانية وتولت دول الغرب الكافرة إعادة صياغة المنطقة من جديد وفقا لرؤيتها المؤازرة لاغتصاب أرض الإسراء والمعراج من قبل اليهود. ولذلك ظل كيان يهود الابن المدلل لأمريكا تمده بالسلاح والعتاد وبالمال والرجال، ممن يحملون الجنسيتين، ومع ذلك فقد صار بعد الحرب الأخيرة أضعف من أي وقت مضى، وصارت تخشى عليه فعلا من الزوال.

وهكذا يتبين أن التوتر الذي تخشاه أمريكا وتستعد له أيما استعداد، هو بركان غضب الأمة الهادر، أي هو تحرك الفئة القوية الذي يقلب المعادلة في المنطقة لصالح الإسلام والمسلمين، ويسحب البساط من تحت أقدام يهود ومن يدعمهم سرا وعلانية.

ولذلك وجب على المسلمين أن يتذكروا جيدا بأن فلسطين هي أرض إسلامية، وهي الجزء الجنوبي من بلاد الشام، فتحها المسلمون بدمائهم، فلا يكاد يخلو شبر فيها من غبار فرس لمجاهد أو من قطرة دم لشهيد، وهي ملك لجميع المسلمين، ولا يصح أن تكون حكرا على فصيل أو جماعة أو شعب دون آخر، والواجب هو بذل المهج والأرواح في سبيل استردادها، وأن يتنافس في ذلك المتنافسون، وأي تفريط في أي شبر منها هو خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين، فقد أوجب الله سبحانه على المسلمين الجهاد لاستنقاذ فلسطين من كيان يهود، واستئصاله من فلسطين ورفع هيمنة أمريكا وكل الدول الكافرة عنها.

كما يجب أن يدركوا أن محاولة أمريكا بسط هيمنتها وتقوية ربيبتها كيان يهود، لا يعني مطلقا أن أمريكا لا تقهر ولا تهزم، أو أنها قادرة على هزيمة أمة الإسلام، بل إن رجالها لا يقوون على مجابهة أو إقدام، رغم أسلحتهم الكثيرة وعتادهم المتطور وذكائهم الصناعي. والمأزق الذي أوقعوا فيه أنفسهم في العراق وأفغانستان خير دليل على ذلك. حيث زالت هيبتهم بعد معارك الفلوجة، وسقطت تلك الهالة التي صنعوها لأنفسهم في أفلام هوليوود. فإذا كانت أمريكا هكذا، فكيف بمن هم أدنى كبريطانيا أو من هم عالة على أمريكا كيهود؟

إن بإمكان هذه الأمة العظيمة أن تقضي على أعدائها، وأن تعيد كل شبر محتل من أرض الإسلام، لا بل فتح بلاد الغرب ونشر الخير في ربوع العالم، فتعود منارة الدنيا وخير أمة أخرجت للناس.

نعم، إن ذلك كلّه ممكن ومتاح، ومفتاحه إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فهي الكفيلة بإزاحة أمريكا عن المسرح الدولي، والقضاء على تحكمها بالموقف الدولي، وإنقاذ العالم من شرورها، والقضاء على كيان يهود المحتل لفلسطين، أرض الإسراء والمعراج، وإعادتها كاملة إلى دار الإسلام كما أراد الله رب العالمين الذي قال في كتابه العزيز: ﴿وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

المهندس وسام الأطرش – ولاية تونس

آخر تعديل علىالأربعاء, 10 نيسان/ابريل 2024

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع